|
Banned
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم باحث : 2349
|
|
تاريخ التسجيل : Jan 2008
|
|
أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
|
|
المشاركات :
4,226 [
+
] |
|
التقييم : 14
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
Re: دلـيـل عـلى الـتـلـبـس
كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني
رقم: 2918 الحديث: “ يا شيطان اخرج من صدر عثمان ! [ فعل ذلك ثلاث مرات ] “ .
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 6 / 999 :هو من حديث # عثمان بن أبي العاص الثقفي # رضي الله عنه , و له عنه طرق أربعة :الأولى : عن عبد الأعلى : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الله بن الحكم عن عثمان بن بشر قال : سمعت عثمان بن أبي العاص يقول : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن , فضرب صدري بيده فقال : فذكره . قال عثمان : “ فما نسيت منه شيئا بعد , أحببت أن أذكره “ . أخرجه الطبراني في “ المعجم الكبير “ ( 9 / 37 / 8347 ) و قال الهيثمي في “ المجمع “ ( 9 / 3 ) : “ رواه الطبراني و فيه عثمان بن بشر , و لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات “ . فأقول : بلى هو معروف , فقد ترجمه البحاري في “ التاريخ “ , و ابن أبي حاتم , و روى عن ابن معين أنه قال : “ عثمان بن بشر الثقفي - ثقة “ . و بقية رجال الإسناد ثقات رجال مسلم على ضعف يسير في الطائفي , و غير عبد الله بن الحكم , و الظاهر أنه البلوي المترجم في “ التاريخ “ , و “ ثقات ابن حبان “ ( 7 / 30 ) , فإنه من هذه الطبقة , فالإسناد حسن . و لعبد الله الطائفي هذا إسناد آخر أصح من هذا , و هو الطريق : الثانية : يرويه معتمر بن سليمان قال : سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمه عمرو بن أويس عن عثمان بن أبي العاص قال : استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف , و ذلك أني كنت قرأت سورة *( البقرة )* , فقلت : يا رسول الله ! إن القرآن ينفلت مني , فوضع يده على صدري و قال : “ يا شيطان ! اخرج من صدر عثمان “ . فما نسيت شيئا أريد حفظه . أخرجه البيهقي في “ دلائل النبوة “ ( 5 / 308 ) . و إسناده صحيح . الثالثة : يرويه الحسن عنه , قال : شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء حفظي للقرآن , فقال : “ ذاك شيطان يقال له : ( خنزب ) , ادن مني يا عثمان ! “ . ثم وضع يده على صدري , فوجدت بردها بين كتفي , ثم قال : ( فذكره ) . فما سمعت بعد ذلك شيئا إلا حفظته . أخرجه أبو نعيم في “ الدلائل “ ( ص 400 - 401 ) , و كذا البيهقي من طريق عثمان بن عبد الوهاب الثقفي : حدثنا أبي عن يونس و عنبسة عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح لولا عنعنة ( الحسن ) , و هو البصري , فإنه كان يدلس , و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن عبد الوهاب , وثقه ابن حبان ( 8 / 453 ) . و أصل الحديث في “ صحيح مسلم “ بلفظ آخر , و هو في “ صفة الصلاة “ . الرابعة : يرويه عيينة بن عبد الرحمن : حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف , جعل يعرض لي شيء في صلاتي , حتى ما أدري ما أصلي ! فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : “ ابن العاص ? “ . قلت : نعم يا رسول الله ! قال : “ ما جاء بك ? “ . قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي ! قال : “ ذاك الشيطان , ادنه “ . فدنوت منه , فجلست على صدور قدمي , قال : فضرب صدري بيده , و تفل في فمي و قال : “ اخرج عدو الله ! “ . ففعل ذلك ثلاث مرات , ثم قال : “ الحق بعملك “ . أخرجه ابن ماجه ( 3548 ) و الروياني في “ مسنده “ ( ق 148 / 1 - 2 ) كلاهما بإسناد واحد عنه . و هو إسناد صحيح . و في الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان و يدخل فيه و لو كان مؤمنا صالحا , و في ذلك أحاديث كثيرة , و قد كنت خرجت أحدها فيما تقدم برقم ( 485 ) من حديث يعلى بن مرة قال : “ سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .. “ و فيه : “ و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين , يأخذه كل يوم مرتين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ أدنيه “ , فأدنته منه , فتفل في فيه , و قال : اخرج عدو الله ! أنا رسول الله “ . رواه الحاكم و صححه . و وافقه الذهبي , و هو منقطع . ثم خرجته من طرق أخرى عن يعلى , جود المنذري أحدها ! ثم ختمت التخريج بقولي : “ و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد <1> . و الله أعلم “ . ثم وقفت على كتاب عجيب من غرائب ما طبع في العصر الحاضر بعنوان ( طليعة “ استحالة دخول الجان بدن الإنسان “ ) ! لمؤلفه ( أبو عبد الرحمن إيهاب بن حسين الأثري ) - كذا الأثري موضة العصر ! - و هذا العنوان وحده يغني القارئ اللبيب عن الاطلاع على ما في الكتاب من الجهل و الضلال , و الانحراف عن الكتاب و السنة , باسم الكتاب و السنة و وجوب الرجوع إليهما , فقد عقد فصلا في ذلك , و فصلا آخر في البدعة و ذمها و أنها على عمومها , بحيث يظن من لم يتتبع كلامه و ما ينقله عن العلماء في تأييد ما ذهب إليه من الاستحالة أنه سلفي أو أثري - كما انتسب - مائة في المائة ! و الواقع الذي يشهد به كتابه أنه خلفي معتزلي من أهل الأهواء , يضاف إلى ذلك أنه جاهل بالسنة و الأحاديث , إلى ضعف شديد باللغة العربية و آدابها , حتى كأنه شبه عامي , و مع ذلك فهو مغرور بعلمه , معجب بنفسه , لا يقيم وزنا لأئمة السلف الذين قالوا بخلاف عنوانه كالإمام أحمد و ابن تيمية و ابن القيم , و الطبري و ابن كثير و القرطبي , و الإمام الشوكاني و صديق حسن خان القنوجي , و يرميهم بالتقليد ! على قاعدة ( رمتني بدائها و انسلت ) , الأمر الذي أكد لي أننا في زمان تجلت فيه بعض أشراط الساعة التي منها قوله صلى الله عليه وسلم : “ و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ? قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة “ <2> . و نحوه قول عمر رضي الله عنه : “ فساد الدين إذا جاء العلم من الصغير , استعصى عليه الكبير , و صلاح الناس إذا جاء العلم من قبل الكبير , تابعه عليه الصغير “ <3> . و ما أكثر هؤلاء ( الصغار ) الذين يتكلمون في أمر المسلمين بجهل بالغ , و ما العهد عنا ببعيد ذاك المصري الآخر الذي ألف في تحريم النقاب على المسلمة ! و ثالث أردني ألف في تضعيف قوله صلى الله عليه وسلم : “ عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين “ , و في حديث تحريم المعازف , المجمع على صحتهما عند المحدثين , و غيرهم و غيرهم كثير و كثير !! و إن من جهل هذا ( الأثري ) المزعوم و غباوته أنه رغم تقريره ( ص 71 و 138 ) أن : “ منهج أهل السنة و الجماعة التوقف في المسائل الغيبية عندما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و أنه ليس لأحد مهما كان شأنه أن يضيف تفصيلا , أو أن ينقص ما ثبت بالدليل , أو أن يفسر ظاهر الآيات وفق هواه , أو بلا دليل “ . أقول : إنه رغم تقريره لهذا المنهج الحق الأبلج , فإنه لم يقف في هذه المسألة الغيبية عند حديث الترجمة الصحيح . بل خالفه مخالفة صريحة لا تحتاج إلى بيان , و كنت أظن أنه على جهل به , حتى رأيته قد ذكره نقلا عن غيره ( ص 4 ) من الملحق بآخر كتابه , فعرفت أنه تجاهله , و لم يخرجه مع حديث يعلى و غيره مما سبقت الإشارة إليه ( ص 1002 ) . و كذلك لم يقدم أي دليل من الكتاب و السنة على ما زعمه من الاستحالة , بل توجه بكليته إلى تأويل قوله تعالى المؤيد للدخول الذي نفاه : *( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )* تأويلا ينتهي به إلى إنكار ( المس ) - الذي فسره العلماء بالجنون - و إلى موافقة بعض الأشاعرة و المعتزلة ! الذين فسروا ( المس ) بوسوسة الشيطان المؤذية ! و هذا تفسير بالمجاز , و هو خلاف الأصل , و لذلك أنكره أهل السنة كما سيأتي , و هو ما صرح به نقلا عن الفخر الرازي الأشعري ( ص 76 و 78 ) : “ كأن الشيطان يمس الإنسان فيجن “ ! و نقل ( ص 89 ) عن غيره أنه قال : “ كأن الجن مسه “ ! و عليه خص المس هذا بمن خالف شرع الله , فقال ( ص 22 ) : “ و ما كان ليمس أحد ( كذا غير منصوب ! ) <4> إلا بالابتعاد عن النهج المرسوم “ ! و لو سلمنا جدلا أن الأمر كما قال , فلا يلزم منه عند العلماء ثبوت دعوى النفي , لإمكان وجود دليل آخر على الدخول كما في هذا الحديث الصحيح , بينما توهم الرجل أنه برده دلالة الآية على الدخول ثبت نفيه إياه , و ليس الأمر كذلك لو سلمنا برده , فكيف و هو مردود عليه بهذا الحديث الصحيح , و بحديث يعلى المتقدم و بهما تفسر الآية , و يبطل تفسيره إياها بالمجاز . و من جهل الرجل و تناقضه أنه بعد أن فسر الآية بالمجاز الذي يعني أنه لا ( مس ) حقيقة , عاد ليقول ( ص 93 ) : “ و اللغة أجمعت على أن المس : الجنون “ . و لكنه فسره على هواه فقال : أي من الخارج لا من الداخل , قال : “ ألا ترى مثلا إلى الكهرباء و كيف تصعق المماس لها من الخارج ... “ إلخ هرائه . فإنه دخل في تفاصيل تتعلق بأمر غيبي قياسا على أمور مشاهدة مادية , و هذا خلاف المنهج السلفي الذي تقدم نقله عنه , و مع ذلك فقد تعامى عما هو معروف في علم الطب أن هناك جراثيم تفتك من الداخل كجرثومة ( كوخ ) في مرحلته الثالثة ! فلا مانع عقلا أن تدخل الجان من الخارج إلى بدن الإنسان , و تعمل عملها و أذاها فيه من الداخل , كما لا مانع من خروجها منه بسبب أو آخر , و قد ثبت كل من الأمرين في الحديث فآمنا به , و لم نضربه كما فعل المعتزلة و أمثالهم من أهل الأهواء , و هذا المؤلف ( الأثري ) - زعم - منهم . كيف لا و قد تعامى عن حديث الترجمة , فلم يخرجه البتة في جملة الأحاديث الأخرى التي خرجها و ساق ألفاظها من ( ص 111 ) إلى ( ص 126 ) - و هو صحيح جدا - كما رأيت , و هو إلى ذلك لم يأخذ من مجموع تلك الأحاديث ما دل عليه هذا الحديث من إخراجه صلى الله عليه وسلم للشيطان - من ذاك المجنون - , و هي معجزة عظيمة من معجزاته صلى الله عليه وسلم , بل نصب خلافا بين رواية “ اخرج عدو الله “ و رواية “ اخسأ عدو الله “ , فقد أورد على نفسه ( ص 124 ) قول بعضهم : “ إن الإمام الألباني قد صحح الحديث “ , فعقب بقوله : “ فهذا كذب مفترى , انظر إلى ما قاله الشيخ الألباني لتعلم الكذب : المجلد الأول من سلسلته الصحيحة ص 795 ح 485 “ . ثم ساق كلامي فيه , و نص ما في آخره كما تقدم : “ و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد . و الله أعلم “ . قلت : فتكذيبه المذكور غير وارد إذن , و لعل العكس هو الصواب ! و قد صرح هو بأنه ضعيف دون أي تفصيل ( ص 22 ) , و اغتر به البعض ! نعم , لقد شكك في دلالة الحديث على الدخول بإشارته إلى الخلاف الواقع في الروايات , و قد ذكرت لفظين منها آنفا . و لكن ليس يخفى على طلاب هذا العلم المخلصين أنه ليس من العلم في شيء أن تضرب الروايات المختلفة بعضها ببعض , و إنما علينا أن نأخذ منها ما اتفق عليه الأكثر , و إن مما لا شك فيه أن اللفظ الأول : “ اخرج “ أصح من الآخر “ اخسأ “ , لأنه جاء في خمس روايات من الأحاديث التي ساقها , و اللفظ الآخر جاء في روايتين منها فقط ! على أني لا أرى بينهما خلافا كبيرا في المعنى , فكلاهما يخاطب بهما شخص , أحدهما صريح في أن المخاطب داخل المجنون , و الآخر يدل عليه ضمنا . و إن مما يؤكد أن الأول هو الأصح صراحة حديث الترجمة الذي سيكون القاضي بإذن الله على كتاب “ الاستحالة “ المزعومة , مع ما تقدم من البيان أنها مجرد دعوى في أمر غيبي مخالفة للمنهج الذي سبق ذكره . و لابد لي قبل ختم الكلام على هذا الموضوع أن أقدم إلى القراء الكرام و لو مثالا واحد على الجهل بالسنة الذي وصفت به الرجل فيما تقدم , و لو أنه فيما سلف كفاية للدلالة على ذلك ! لقد ذكر الحديث المشهور في النهي عن اتباع سنن الكفار بلفظ لا أصل له رواية و لا دراية , فقال ( ص 27 ) : “ و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : “ لتتبعن من قبلكم من الأمم حذاء القذة بالقذة , حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم . قالوا : اليهود و النصارى يا رسول الله ? قال : فمن ? “ . أو كما قال صلى الله عليه وسلم “ ! و مجال نقده في سياقه للحديث هكذا واسع جدا , و إنما أردت نقده في حرف واحد منه أفسد به معنى الحديث بقوله ( حذاء ) , فإن هذا تحريف قبيح للحديث لا يخفى على أقل الناس ثقافة , و الصواب ( حذو ) . و ليس هو خطأ مطبعيا كما قد يتبادر لأذهان البعض , فقد أعاده في مكان آخر . فقال ( ص 34 ) مقرونا بخطأ آخر : “ حذاء القذة بالقذة “ ! كذا ضبطه بفتح القاف ! و إنما هو بالضم <5> . و نحو ذلك مما يدل على جهله بالسنة قوله ( ص 240 ) : “ يقول السلف : ليس الخبر كالمعاينة “ . و هذا حديث مرفوع رواه جماعة من الأئمة منهم أحمد عن ابن عباس مرفوعا , و فيه قصة . و هو مخرج في “ صحيح الجامع الصغير “ ( 5250 ) .و من أمثلة جهله بما يقتضيه المنهج السلفي أنه حشر ( ص 74 ) في زمرة التفاسير المعتبرة “ تفسير الكشاف “ , و “ تفسير الفخر الرازي “ , فهل رأيت أو سمعت أثريا يقول مثل هذا , فلا غرابة بعد هذا أن ينحرف عن السنة , متأثرا بهما و يفسر آية الربا تفسيرا مجازيا ! و أما أخطاؤه الإملائية الدالة على أنه ( شبه أمي ) فلا تكاد تحصى , فهو يقول في أكثر من موضع : “ تعالى معي “ ! و قال ( ص 131 ) : “ ثم تعالى لقوله تعالى “ , و ذكر آية . و في ( ص 129 ) : “ فمن المستحيل أن تفوت هذه المسألة هذان الإمامان الجليلان “ ! و ( ص 130 ) . “ أضف إلى ذلك أن الإمامين ليسا طبيبان “ ! فهو يرفع المنصوب مرارا و تكرارا . و في الختام أقول : ليس غرضي مما تقدم إلا إثبات ما أثبته الشرع من الأمور الغيبية , و الرد على من ينكرها . و لكنني من جانب آخر أنكر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة , و يتخذون استحضار الجن و مخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين و المصابين بالصرع , و يتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزل الله به سلطانا , كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحيانا قتل المصاب , كما وقع هنا في عمان , و في مصر , مما صار حديث الجرائد و المجالس . لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفرادا قليلين صالحين فيما مضى , فصاروا اليوم بالمئات , و فيهم بعض النسوة المتبرجات , فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة , إلى أمور و وسائل أخرى لا يعرفها الشرع و لا الطب معا , فهي - عندي - نوع من الدجل و الوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان *( و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا )* , و هو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية المذكورة في قوله تعالى : *( و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )* . فمن استعان بهم على فك سحر - زعموا - أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي أذكر هو أم أنثى ? مسلم أم كافر ? و صدقه المستعين به ثم صدق هذا الحاضرون عنده , فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله عليه وسلم : “ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول , فقد كفر بما أنزل على محمد “ , و في حديث آخر : “ .. لم تقبل له صلاة أربعين ليلة “ <6> . فينبغي الانتباه لهذا , فقد علمت أن كثيرا ممن ابتلوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة , فأنصحهم - إن استمروا في مهنتهم - أن لا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم : “ اخرج عدو الله “ , مذكرا لهم بقوله تعالى *( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )* . و الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله .-----------------------------------------------------------[1] و له شواهد كثيرة يزداد بها قوة , قد ساقها المؤلف الآتي ذكره , و سلم بصحته في الجملة , و لكنه ناقش في دلالته , و يأتي الرد عليه .[2] حديث صحيح مخرج من طرق فيما تقدم برقم ( 1887 و 2238 و 2253 ) .[3] رواه قاسم بن أصبغ بسند صحيح كما في “ الفتح “ ( 13 / 301 ) .[4] قلت : و مثله كثير , انظر بعض الأمثلة في آخرها هذا التخريج .[5] و هو مخرج في “ الصحيحة “ من طرق بألفاظ متقاربة ( 3312 ) .[6] رواه مسلم و غيره , و هو مخرج في “ غاية المرام “ ( رقم 284 ) و رواه الطبراني من طريق أخرى بقيد : “ غير مصدق لم تقبل ... “ , و هو منكر بهذه الزيادة , و لذلك خرجته في “ الضعيفة “ ( 6555 ) . و الحديث الذي قبله صحيح أيضا , و هو مخرج في “ الإرواء “ برقم ( 2006 ) و في غيره . اهـ .
موقع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
|