عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Jan 2011, 03:47 AM   #14
جمال الخطيب
باحث برونزي


الصورة الرمزية جمال الخطيب
جمال الخطيب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9739
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 04 May 2012 (04:32 AM)
 المشاركات : 12 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الى الشيخ ابي همام وباقي الاخوه الرقاه ... عاجل ...هنا(هل يصرع الجن الانس)??



جزى الله شيوخنا الأفاضل خيرا , فقد جادوا وأفادوا , وقد عرض لي أثناء بحثي حديث " ... الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم في العروق " ودونت حوله بعض الملاحظات حذفت ما كرره شيوخنا وكتبت ما بقي فأقول :
في حديث " الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم"
للعلماء في معنى هذا الحديث قولان درات عليهم معظم كتب الشروح :
1- قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجرى فى باطن الإنسان ومجاري دمه.
2- وقيل هو على الاستعارة لكثرة اغوائه ووسوسته فكأنه لايفارق الإنسان كما لايفارقه دمه وقيل يلقى وسوسته فى مسام لطيفة من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب.
فاشتركا في شدة الاتصال وعدم المفارقة.
ولا مانع شرعا ولا عقلا ولا عرفا من حمل الحديث على المعنيين وهذا ما تنطق به السنة, وكلام العلماء خلفا عن سلف , بل إنه معروف من قبل الإسلام وفي غيره من الأديان. وما أورده الشيوخ فيه الكفاية .
وأكرم بقول الشيخ عبدالله بن علي النجدى القصيمي في كتابه مشكلات الأحاديثالنبوية وبيانها إذ يقول : " وقد يستشكل هذا الحديث من يتحكم فيه الحس، ومن يصعب عليه أن يؤمن إلا بما وقع عليه بصره ورآه بكلتا عينيه، ويقول: كيف يدخل الشيطان في أجسامنا ونحن لا نشعر به ؟ أم كيف يدخل جسم في جسم ؟ بل قد يشك في وجود الشيطان لأنه لا يراه .
هذا ما يقع فيه كثير من الناس الذين لم يعرفوا من العلوم إلا أنهم سمعوا أن العالم العصري المثقف هو الذي لا يثق بشيء قالته الأسلاف أو جاءت به الديانات إلا أن يلمسه بكلتا يديه أو يسمعه بكلتا أذنيه .
ولكن إذا علم هؤلاء أن الروح جارية في الجسم كله مجرى الدم ـ وقد ذكرنا في عذاب القبر براهين علمية على الروح ـ سهل عليهم أن يؤمنوا أن الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم ، وأنه يستطيع ذلك كما تجري الروح فيه كذلك ، وهم لا يحسونها ولا يبصرونها . وإذا علموا أن الأفكار والآراء والإنفعالات كلها تجري في جسم الإنسان وهو لا يحسها ولا يبصرها، هان عليهم أن يجري الشيطان من الجسم مجرى الدم وان كان لا يحسه ولا يبصره. وإذا عرفوا أن الميكروبات القتالة تجري في جسم الإنسان وفي دمه ولحمه ، وهو لا يحسها ولا يبصرها ، بل ولا يعلم بها لو لا الميكروسكوب هان عليهم أن يؤمنوا بأن الشيطان يستطيع أن يجري في جسمه كما يجري الدم، ومن أنكر جريان الشيطان لأنه لا يحسه كان كمن أنكر الميكروبات لأنه لا يحسها ، لأنه لا ميكرسكوب عنده ، أو لأنه لا ميكروسكوب عنده ، أو لأنه لا يريد أن يرى ذلك .
فإن لم يكفيهم هذا قلنا : هذا الهواء وهو جسم مركب من عناصر مادية يجري في الأجسام ويلج في مسامها ، ونحن لا نحسه ولا نراه ، فكيف لا يقدر على مثله الشيطان ؟! وإن لم يكفهم هذا قلنا : هذا الماء يجري في أجسامنا ، وفي دمائنا ويخرج من مسام الأبدان ، و يرشح عرقا ، ونحن لا نحس خروجه ولا جريانه .
فأن لم يكفهم هذا كله قلنا لهم : إن خلقة الإنسان تقضي بأن يجري الشيطان فيها وأن يستطيع ذلك وإن لم نشعر به فأن الغذاء والماء الذي نشربه ونأكله يجري في أجسامنا ولا يشعر أحد منا بذلك، وكذلك الدم يفرقه القلب على أجزاء البدن ، فيجري فيها ونحن لا نحس جريانه فما الذي يمنع أن يكون الشيطان يجري كذلك وإن لم نحسه .
فأن لم يكفهم هذا قلنا لهم : هذه الكهرباء الكامنة في الكون السارية في جميع الأجسام ونحن لا نحسها ولا نبصرها إلا في حالة مخصوصة ، وقد ذهبت القرون تلو القرون ، وهذا العالم الكهربائي لا يعلم أحد ، ولا يهتدي إليه أحد ، مع أنه جار سار في الأجسام المحيطة بنا ، بل و في أجسامنا أيضا . ومثل الكهرباء الأثير .
إذا لا عذر لمن أنكر أن يكون الشيطان موجودا ، وجاريا في الأجسام ، محتجا بأنه لا يراه ولا يبصره بعد ذلك كله . ومن ناكر وجاحد بعد ما أسلفنا فهو من الذين يعشقون المجاحدة والمناكرة . وهذا قسم من الناس لا حيلة في إلا الإعراض عنه والدعاء له " أ.هـ.