الدرس الخامس
الحمد لله الشافي المعافي والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد وعلى أله وصحبه والكرام :
أخي المسؤول عن أهل بيتك / أختي المسؤولة عن ذريتك
المريض بحاجة لمن يواسيه ، ويحمل أعباء المرض عنه ، فأنت أو أنتِ تنعمون بصحة وعافية ولا ينقصكم سوى الشكر لنعمة الله عليكم ، والمريض لا ينعم بهذه الصحة التي أبتلاه الله بالنقص فيها ، فلا تشعروا المريض بأن مرضه صعب ولا تنابذوه بلقب مريض في وقت غضبكم منه ، فإن الذي ابتلاه قادر في طرفة عين أن يبتليك ، وكما يُقال ( لا تشمت في أخيك ، فيشفيه الله ويبتليك )
أرفع بقدر الاستطاعة عنه الهموم فإن ما يجده من العذاب ليس بالهين خاصة لمن ابتلي بالسحر ، أشعره أنه مثلك في الصحة ، لا تشعره بالنقص ، ولا تنظر إليه نظرات تتكلم بدون كلام ( كالذي ينظر لإنسان نظرة خوف بأنه مريض ) فالأعين لها كلام كما للسان كلام
النبي صلى الله عليه وسلم : يقول لا بأس طهور : من باب الفأل الحسن للمريض
ويقول ابن القيم : إن رفع معنويات المريض في منزلة الشفاء للبعض وأحياناً يكون شفاء لبعضهم
لا تتصخب وتقول ( والله ما أدري من أين أتت هذه الابتلاءات ) ولكن قلّ يا فلان إن الله موجود وإن شاء الله الشفاء في كلامه ولست أنت أول هذه الحالات والله شفى الكثير
يا أخي ويا أختي / أنزل نفسك منزلة هذا المريض وانظر لما تحبه وتبغضه ، فالبعض من المسلمين اليوم أصبح عنده المس والسحر والعين بمنزلة الشتم ، فإذا أراد أن يشتم أخوه قال : أنت ممسوس وأنت مسحور وأنت معيون
فيتأذى الانسان من ذلك ولربما دعا عليه بأن يبتليه الله تبارك وتعالى بمثل ما ابتلاه ، واعلم أن هذا تعدي على أخوك المسلم ، وقد تستجاب دعوته من باب الظلم ، وأنت تعرف أن دعوة المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب
البعض يحسب أن الأمراض الروحية ، عيب ، أو أنها قدح ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم : سحرته اليهود ، وقصته مسطرة في أصح الكتب بعد كتاب الله في الحديث وهو البخاري ، وليس أنا ولا أنت بأفضل من ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاعلم أنه مرض كسائر الأمراض ويزول إذا وافق الدواء الداء ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء ) ( إذا وافق الدواء الداء برأ بإذن الله )
فيا أخي الكريم : إن رفع معنويات المريض التي سقطت بسبب هذا المرض تحتاج لرفع من قبل أي شخص ويؤثر فيه كلام الوالدين أكثر من الناس كلهم ، لأنهم يمثلون لدى أفراد الأسرة التاج والكلية في كافة الأمور ، فبالله عليك إذا كنت أن الوالد فهل تُعيرّ ولدك ، أو بنتك بقولك ( مجنون – مسحور – ممسوس – معيون ) وإن ضاق بالمريض ذرعاً فسيكون أنت السبب في ذلك
بعض المرضى يفكر في بعض الأحيان في الانتحار !!
لماذا ؟؟
والله العظيم بسبب هبوط الروح المعنوية لديه واحتلال اليأس بانتهاء مرضه
فإن لم يكن لك دور فعال في رفع معنويات المريض فلا تؤذيه بالقول فيبتليك الله تبارك وتعالى ويشفيه
والبعض من هؤلاء يحاول بشتى الطرق ، أن يؤذي المريض بأي طرق كانتقام منه إذا اغضبه ، فيرى منه تصرف في وقت غضب ( فيقول هذا من اللي فيك وليس منك )
ويقولها ....... وأقول له : أنت إمرؤ فيك جاهلية
فالله قادر في طرفة عين : أن يغير من حال إلى حال
والاستهزاء من أفعال السُفلّ ، ولا يُعيّر بالمرض سوى الجاهل
الله مالك كل شيء ، وإليه يُرجع الأمر كله سره وعلانيته ، فلا تتفوه بشيء يكتبه عليك الملك فيعرضه على الله ، فيسخط عليك ويوجب لك الأمراض التي لا تكون روحية ولا عضوية ، وترتقي مرتقاً صعباً بعدها ، وتكون أضحوكة الناس وفاكهة المجالس ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
الكلمة الطيبة صدقة ، ورب كلمة ، تبعث الأمل في قلب المريض يكتب الله لك بها أجراً ويضع بها عنك وزراً
أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على أخيك المسلم ..... صحيح الجامع
وإن رفع المعنويات من أقوى دواعي السرور لدى المريض وهو عمل يحبه الله
فقل كلمة يحبها الله ، ودع الكلام الذي يعود عليك بالخذلان سواء في الدنيا أو في الاخرة
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً }الإسراء53
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم 24 – 26
(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }البقرة83
وكما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه قال : ( الكلمة الطيبة صدقة )
وكما نقول في عدم إفراطك في مشاعر المريض ، فكذلك لا تفرط العيار عليه فيشعر أنه مريض ومحتاج للعناية
فكل ما في الأمر : أشعره أنه مثلك أنت الصحيح ، ولا شيء تغير عليه سوى أنه كبوة جواد
وقل يا أبا فلان : مالك إلا العافية ، وإن شاء الله بسيط الأمر