المــلائـكــة و المشـــركــون
اتخذ بعض المشركين الملائكة أربابا من دون الله تعالى ,, وذلك أنهم كانوا يعبدون الأنداد التي على صور الملائكة وقد فعل المشركون هذا الشرك القبيح دون أن تطلب المــلائـكـة منـهـم ذلك وقد حذر الله عباده أن يقعوا في هذا الشرك
قال تعالى : [ لا يأمركم أن تتخذوا الملائـكــة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مســلمــون ]
ويوم يبعث الله عباده يوم القيامة ويحشـرهم لفصل القضاء بينهم يسـأل ملائكته عن هؤلاء المشركين ,, فتتبرأ الملائكة منهم ومن شــركهم ويعلنــون الوحــدانيــة لله عــز و جـــلّ
قال تعالى : [ ويوم يحشــرهـم جميعا ثم يقول للملائـكــة أهؤلاء إياكم كانــوا يعبدون * قالوا ســبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانــوا يعبــدون الجــن أكثــرهم بـهم مؤمنــون ]
قال ابن كثير : " يخبر الله تعالى أنه يقرع المشركين يوم القيامة على رؤوس الخلائق فيسـأل الملائكة الذين كان المشركون يزعمون أنهم يعبدون الأنداد التي هي على صورهم ليقربوهم إلى الله زلفى فيقول للملائكة : ( أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ) أي : أنتم أمرتم هؤلاء بعبادتكم كما قال تعالى في سورة الفرقان : ( أأنتم أضللتم عبادي أم هم ضلـوا الســبيل ) وكما يقول لعيسى عليه الصلاة والسلام ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) وهكذا تقول الملائكة : ( ســبحانـك ) أي : تعاليت وتقدست على أن يكون معك إله ( أنت ولينا من دونـهم ) أي : نحن عبيدك ونبرأ إليك من هؤلاء ( بل كانـوا يعبـدون الجـن ) يعنـون الشـياطين ,, لأنهم هم الذين زيـنـوا لهم عبــادة الأوثـــان وأضــلــوهــم "
يُتبع