موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - عرض مشاركة واحدة

30 Oct 2010, 05:59 PM

أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
وبعد:
الأخ الفاضل أبا هريرة بارك الله لك فيما قدمت
بارك الله فيك التخدير يفترق عن التنميل فالتنميل يحدث للمصاب وغير المصاب والتخدير لا يحدث إلا لمصاب
فالتخدير لا يحدث إلا بالتأثير على الأعصاب والتنميل يحدث بالتأثير على الأعضاء الأخرى كالجلد والعضل والأوعية الدموية ونحن نرى أن مصاب التخدير يعجز عن حركة العضو المصاب وصاحب التنميل لا يعجز عن تحريك العضو المصاب.
صاحب التخدير الشيطان يؤثر على الجمل العصبية التي تبدأ من فصي المخ الأيمن والأيسر وتنزل من الفص الأيمن والأيسر وتتضاض في مسيرتها عبر النخاع الشوكي إلى أسفل الظهر وتتوزع هذه الشبكة منتشرة من النخاع الشوكي الذي ينقسم إلى قسمين أيضا أيمن وأيسر إلى باقي الجسد على شكل شجرة تغذي باقي أنسجة الجسد ونقل الأوامر من وإلى الجهاز العصبي المركزي، والشيطان كما نعلم يجري من بن آدم مجرى الدم وهو يؤثر على الأعصاب حال وجوده في مكان معين خاصة إذا كان محصورا فيه أو يحتمي بهذا المكان فلو فرضنا مثلا أنه موجود بالساق اليمنى والخدر جاء فلو تتبعنا مسار الأعصاب لعلمنا أنه موجود بالقرب في المنطقة التي تغذي الساق اليمنى فلا يمكن أن يحدث الخدر بدون التأثير على الأعصاب ولا يمكن أيضا أن يكون موجودا في الرأس ويؤثر على إصبع القدم اليمنى فقط إلا أن يؤثر على الخط العصبي كاملا الذي منشأه فص من فصي المخ، ونرى طبيب التخدير إن أراد تخدير جزء حقن المخدر حول وفوق المكان المستهدف فيخدر.
والتنميل لا أرى له علاقة بالأعصاب على الإطلاق وهو غالبا ما يحدث ببرودة أو بخلو العضو المتضرر من طاقته وقد يكون السبب خارجي وقد يكون داخلي وهناك أيض فرق في التخدير الذي ينشأ عنه التنميل والتخدير الذي يشعر معه المصاب بخدر تام للعضو
عليه فالكلام طيب مقبول علميا ولا يخرج إلا عن محقق مدقق.

والشيطان يهرب من الرقية بكل وسيلة ممكنة ويهرب إلى أقوى مكان يستطيع الإحتماء فيه فحال وضع اليد على رأس المصاب لا يستطيع الجن المكوث بالرأس ويهرب إلى أبعد مكان أو أحصن مكان وغالبا ما تكون الأطراف لأن الراقي غالبا ما يضع يده على رأس المريض ومخاطبة الراقي مكان التنميل والخدر من فقهه لأنه بهذا يكون أقرب إليه فيقوى التأثير بإذن الله وانتقال العارض من مكان إلى آخر دليل على ضعفه بل قرب هلاكه، وقد يهرب إلى المعدة فلا نجد الخدر إنما نجد صداعا أو قيء أو دوخة ولكل مكان يتواجد فيه العارض أعراض.

وقلتم: (فالمعالج الحاذق لا يخاطب مكان معين في الجسد بل يخاطب جميع الجسد ولاننسى أن الجني يتأثر في مكان دون مكان ولا يدل ذلك على وجود الجني في ذلك المكان بل يتنقل ويجرى مجري الدم .)

كلام طيب لكن المعالج الحاذق كالرامي الحاذق الذي يحدد مكان الهدف بدقة حابسا أنفاسه ليصيب هدفه آخذا بالأسباب وكالطبيب الحاذق الذي يحدد مكان الورم بدقة لاستئصاله أو إصابته بدواء.

بارك الله فيكم وسددكم لما فيه الخير والصلاح