بسم الله الرحمن الرحيم

نحمدك ربي حمد الشاكرين ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين وبعد:

وبعد : فإن السخرية بالأنبياء والمرسلين من قبل المكذبين والمعاندين والمستكبرين امر قد اشار إليه القرآن الكريم . وتأمل أخي القارئ لبعض هذه الآيات على وجه العموم لا التخصيص لأن مثيلاتها وشبيهاتها في القرآن كثيرة.
ﭧ ﭨ ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼهود: ٢٥ – ٢٧
ﭧ ﭨ ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼالأعراف: ٥٩ – ٦٠
ﭧ ﭨ ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﭼالأعراف: ٦٥ - ٦٦ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼالأعراف: ٨٠ – ٨٢
تأمل وكرر ودقق النظر في هذه الآيات الكريمات .تجد ان عنصر السخرية والاستهزاء قائم حتى عند الأمم المكذبة السابقة . نوح عليه السلام يُتهم بأنه بشر مثلهم وهي إشارة لتكذيبهم له ؛ أتباعه ليسوا من علية القوم بل ضعفاء الناس وفقرائهم . التنقيص من قدره بنفي ان يكون له فضل عليهم . اتهامه بالضلال ، ثم النتيجة الحتمية وهي تكذيبه .وعدم إتباعه .
هود عليه السلام يسخر به ويتهم بالسفاهة والكذب ،
ثم أن قوم لوط عليه السلام يردوا على دعوته إلى الله سبحانه وتعالى ودعوتهم إلى التخلق بالأخلاق الكريمة والبعد عن أخلاق الرذيلة . ( أخرجوهم من قريتكم ) إذن لا مكان عند هولاء إلى الفضيلة ولا مكان للعفة ولا مكان للطهر بينهم ، إنهم يريدون للفاحشة والرذيلة والدنس أن يكون هو الحاكم والمسيطر، ولذا كان الخطاب (أخرجوهم من قريتكم ) . لماذا لأنهم يبتغون العفة والفضيلة التي لا مكان لهما في نفوسهم الخبيثة المدنسة .
ثم تأمل معي إلى كثير من شعوب الأرض في هذا الزمن ؛ أليس لسان حالهم ينطق لكل من يريد الفضيلة والعفة للمجتمع ( أخرجوهم من قريتكم ) لأنهم لا يريدون العفة والعفاف ولا الطهر والطهارة . أليس الغرب يسمح بالتعري في أماكنه حتى العامة منها ثم تقوم الحملات الإعلامية لإغلاق مسجد أو للباس أنثى تغطي على رأسها وتصف ذلك بالتخلف والتبعية بينما تصف الزنا والفحش والتفحش بالحرية الفردية والانفتاح وغيرها .
ما الفرق بين خطاب قوم لوط لنبيهم وأتباعه وبين خطاب أولئك المشرعين والإعلاميين والسياسيين الذين يحاربون الفضيلة والعفة .
إن الخطاب واحد وان اختلف الزمن فسنة الله ماضية في خلقه .
يتبع بإذن الله
كتبه ابو حذيفة