الموضوع: السحر فن الوهم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 20 May 2006, 10:21 AM
ابن الورد
الحسني
ابن الورد غير متصل
Saudi Arabia    
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7560 يوم
 أخر زيارة : 05 Nov 2025 (10:01 PM)
 الإقامة : بلاد الحرمين الشريفين
 المشاركات : 15,439 [ + ]
 التقييم : 24
 معدل التقييم : ابن الورد تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
السحر فن الوهم



القرن التاسع عشر شهد عصره الذهبي
السحر فن الوهم
أمامك ثلاثة أكواب مقلوبة، تحت أحدها الواقع يساراً حبة ليمون، تدرك ذلك على وجه التأكيد، حيث شاهدت الساحر يضعها هناك قبل أن يبدّل الأكواب، وتشير الى الكوب المقصود بثقة، ولكنه يكون فارغاً. ربما تكون قدرتك على المتابعة ضعيفة، فتشير نحو الكوب الموجود على اليمين فتكتشف أنه لا يحوي شيئاً، ويظل الكوب الأخير الذي يسمح لك الساحر بقلبه لتكتشف أنه لا يحوي ليمونة وإنما برتقالة. فتعرفُ أن ما شاهدته ليس أكثر من مهارة في استخدام الحيل، ولكن مفهومك للحقيقة انقلب رأساً على عقب، ربما يكون السحر هو ممارسة الخداع اكثر من أي شيء آخر، والعديد من المهارات الاساسية للسحرة جسدية، مثل البراعة في التلاعب بأوراق اللعب والقطع النقدية المعدنية، ولكن السحر يعتمد كثيراً على التقنيات النفسية التي تقود انتباه الناس الى نقاط الفراغ والزمن التي يختارها الساحر، وتوصل علماء النفس مؤخراً الى نتائج مرعبة حول مدى ضعف العقل البشري إزاء تلاعبات السحرة. ويقول جيم ستايمنمر الخبير في تصميم الوهم: “في النهاية إن الوهم يحدث في عقول المتفرجين”. وهناك العديد من التقنيات السحرية المعروفة والمستخدمة منذ قرون عدة. وأحياناً كان يتم تنفيذها من أجل التسلية ولكن في معظم الحالات كان المقصود منها تجريد السذج من أموالهم وتغير كل ذلك مع نهاية العقد الأول من القرن التاسع عشر حيث بداية العصر الذهبي للسحر عندما أدى اندماج المسرح مع تقنيات الابتكار لتحويل السحر الى فن شائع. وكان العلم أساسياً في تحقيق هذه الثورة المسرحية، وأصبحت الآلات الميكانيكية المعقدة، والاستخدام العبقري للمبادىء البصرية جزءاً مكملاً من ذخيرة الساحر الفنية، وفي عام 1862 مثلاً كان زوار المعهد الملكي للتقنيات المتعددة في لندن يتعاملون مع ظهور الشبح على المسرح، وشاهد الجمهور شكلاً شفافاً يخطو أمامهم ويمر عبر أجسام صلبة، قبل أن يختفي، حتى العالم الشهير مايكل فراداي تفاجأ بهذا المشهد حتى شرح له مضيفه جون هنري بيبر وهو محاضر في المعهد، زاوية لوح الزجاج الدقيقة التي يرى الجمهور منها المسرح. وبفضل الاضاءة كان الزجاج يعكس صور الممثل، وصار استخدام المرايا جزءاً مكملاً من عروض السحرة، وبدمج هذه التقنيات مع براعة اليد يستطيع السحرة خداع الجمهور، والقيام بالكثير من الحيل. تشكيل الوهم: عند تشريح الحيل السحرية من الضروري التمييز بين “التأثير” و”الطريقة”،فالتأثير هو الوهم الذي يشاهده الجمهور والطريقة هي الاجراءات التي تؤدي الى تشكل الوهم، وهناك خلاف كبير في دوائر السحرة في تصنيف الآثار والطرق ولكن هناك اتفاقاً عاماً على أن هناك عدداً قليلاً من الجهتين (وبصورة أساسية هناك طريقة واحدة تجعل الساحر يفعل شيئاً دون أن يعرف الجمهور). وأحد الآثار الأكثر استخداماً هو الاختفاء سواء تطلب ذلك قطعة نقدية أو أرنب أو تمثال الحرية. وهناك ثلاث طرق أساسية هي المحاكاة (الأشياء لم تكن موجودة هناك وإن تبدو أنها ظاهرة). والثانية هي الحجب (الجسم لايزال مكانه، ولكنه مخبأ) والتهريب (تمت ازالة الجسم بسرية). ويكون أثر الظهور هو عكس الاخفاء، ونفس هذه المجموعة من الاستراتيجيات يمكن استخدامها لإدراك ذلك وإذا دمجنا الأثرين، وعندها يمكن تحقيق عرض النقل او التحويل، وبالتالي تصبح الليمونة برتقالة. ويحتاج الساحر من أجل تقديم عرض ناجح الى اكثر من البراعة الجسدية كما قال ديفانت: “الساحر الجيد يقدر الفرق بين معرفة كيف تقدم الحيلة، وكيف سيقوم بها. ويتعين على الساحر أن يتحكم بتوقعات الجمهور من خلال استخدام فن التضليل”. وربما تكون الأشكال الأكثر تكراراً في التضليل السحري جسدية، أي توجيه أين ومتى يركز الجمهور انتباهه والهدف هنا بسيط، لتشكيل مناطق من الفراغ ولحظات من الزمن يكون فيها الاهتمام بالأوجه، ولرفع تركيز الجمهور الى أقصى حد على الأثر في حين تقليل الانتباه الى أدنى حد عن طريق التطبيق. وأحد هذه الأمثلة فعل ضحية كبيرة بعيداً عن المسرح تصرف انتباه المشاهدين في حين يتم انجاز عرض السحر، ولكن التضليل يمكن ان يكون بارعاً ويتطلب اشارات ذات توقيت جيد أو تعليقات أو لمحات. وهناك أشكال نفسية من التضليل أيضاً، تهدف الى التأثير على ما يفكر به الجمهور، حول ما يشاهدون، فعلى سبيل المثال يمكن أن يعلن الساحر: “في يدي كيس بني من الورق العادي” وعندها سيبدأ الجمهور في التفكير أراهن انه ليس عادياً”. ويركزون اهتمامهم على معرفة الحيلة التي يتوقف عليها كيس للورق، وعندها فإن الحركة التي يقوم بها الساحر تمت دون أن يلاحظها أحد. وتستغل العديد من هذه الاستراتيجيات بعض الخواص المفاجئة للنظام البصري البشري، الذي يخضع لعالم خارجي متغير باستمرار: أي “أ” يتبعه “ب” يتلوها “ج” في تدفق متغير. وفي الحقيقة فإننا نستوعب المعلومات في حالات معينة أثناء انتقال أعيننا وانتباهنا من جسم الى الذي يليه. ويتم تحفيز هذه العملية بالعديد من الاشارات الخارجية البصرية والسمعية. ويدرك علماء النفس حالياً أن تدرج هذه الطرق المختصرة الذهنية يجعلنا نخطىء في رؤية أشياء واضحة أو نخدع في تصديق أننا كنا شهوداً في حوادث لم تقع. ويمكن أن تؤثر الأشياء التي نسمعها على طريقة تفكيرنا، وأظهر وايزمان عالم النفس من جامعة هيرتفورد شير ذلك في عرض مؤثر لقوة الايحاء، اذ طلب من مجموعتين من المتطوعين ان يشاهدوا فيلماً لعرض “تيليكينسيس” (وهي قوة ذهنية مفترضة تعمل على ثني مفتاح من دون قوة عضلية) وفي الحقيقة كانت حركة يد بارعة هي المسؤولة عن ثني المفتاح. وفي نهاية الفيلم وضع الممثل المفتاح المثني على الطاولة واضحاً أمام الكاميرا. وفي احدى نسخات الفيلم تلقي القوة الذهنية القيادة الأخيرة “لايزال ينثني” بالرغم من أن ذلك ليس الحقيقة. وعند طرح السؤال عليهم فيما بعد، قال 40% من المجموعة التي شاهدت هذه النسخة من الفيلم أنهم شاهدوا المفتاح ينثني عندما كان على الطاولة. وفي النسخة الثانية التي لا يوجد بها العبارة الأخيرة، فقط 5% من المشاهدين قالوا “السحرة يستخدمون عبارات موحية طول الوقت” وتظهر هذه التجربة مدى قوة هذه التأثيرات كما يقول وايزمان. ويختلف السحر في بعض النواحي عن الأشكال الأخرى من الخداع: اذ إن المشاهدين يعرفون من البداية أن المؤدي سيحاول ان يتغلب عليهم، وسيناضلون من أجل معرفة آليات الوهم. ويرون الحدث بأنه يشكل تحدياً فكرياً. ومن ناحية أخرى، فإن العديد منهم لن يصابوا بخيبة أمل عندما يعجزون عن اكتشاف الحيلة. فلا أحد يحب ان يرى عملاً ينفذ أمامه بصورة سيئة، اذ يدخل المشاهدون في عقد مع الساحر، مفاده أن النتيجة المرغوبة هي الاستمتاع 0
الويل للسحرة فإن ولينا الرحمن






آخر تعديل ابن الورد يوم 07 Oct 2006 في 02:49 AM.
رد مع اقتباس