عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03 Sep 2010, 12:50 AM
الفارس الاصيل
باحث برونزي
الفارس الاصيل غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9337
 تاريخ التسجيل : Jul 2010
 فترة الأقامة : 5587 يوم
 أخر زيارة : 28 Oct 2010 (05:31 PM)
 المشاركات : 11 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الفارس الاصيل is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
لماذا لم يقتل النبي صلى الله عليه و سلم من سحره ؟؟ Kill the magician



لماذا لم يقتل النبي صلى الله عليه و سلم من سحره ??

سأل سائل ما نصه :
السؤال :

لماذا لم يقتل نبى الاسلام من سحره من اليهود اذا كان بالفعل اليهودى هو الذى سحره , فى حين أن هناك أحاديث تشير الى قتل الساحر , فلقد صح عن عمر رضى الله عنه أنه أمر بقتل الساحر , و صح عن حفصة رضى الله عنها أنها قتلت مدبرة سحرتها , و روى عن عائشة رضى الله عنها أيضا أنها قتلت مدبرة سحرتها ؟!!

والجواب :

يقول ابن القيم رحمه الله ( و قد صح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقتل من سحره من اليهود , فأخذ بهذا الشافعى , و أبو حنيفة رحمهما الله و أما مالك و أحمد رحمهما الله , فانهما يقتلانه , و لكن منصوص أحمد رحمه الله ,أن ساحر أهل الذمة لا يقتل , و أحتج بأن النبى صلى الله عليه و سلم لم يقتل لبيد بن الأعصم اليهودى حين سحره , و من قال بقتل ساحرهم يجيب عن هذا بأنه لم يقر , و لم يقم عليه بينة , و بأنه خشى أن يثير على الناس شرا بترك اخراج السحر من البئر , فكيف لو قتله )
( زاد المعاد 4/ 25 )


ففى حالة سحر النبى عليه الصلاة و السلام لم تقم البينة على لبيد اليهودى ولم يقر كما قال ابن القيم...

بعكس حالات أمهات المؤمنين , بمعنى أنه لم يكن هناك شهود على ذلك الا الوحى من الله , و لهذا لم يقتله النبى عليه الصلاة و السلام حتى لا يقول قائل أن رسول الاسلام قتل لبيد بدون شهود و أدلة وبينة ..

و القاعدة الشرعية تقول ( القاضى لا يحكم بعلمه ) أى أن القاضى لا يجوز له الحكم على الأشخاص بعلمه فقط بل يجب أن يقام منهج البينة ( ألا و هو وجود الشهود على وقوع الجرم ) .

و هناك قصة تبين روعة الاسلام و تفرده بهذا المنهج ( منهج البينة ) الذى يضع الأساس الراسخ لبناء العدل و الحكم بين الناس .

سرقت من علي بن أبى طالب درع , فوجدها عند رجل من أهل الكتاب , فقاضاه أمير المؤمنين ( علي) الى قاضيه ( شريح ) ,
و هنا ما يستوقف النظر , ان ( عليا ) رضى الله عنه يومئذ كان أمير المؤمنين و هو على يقين من درعه ومن حقه و رغم ذلك لم يلجأ الى سلطان الخلافة الذى أعطاه الله ايه ليأخذ درعه بالقوة من الكتابي , فضلا عن أن يأمر باعتقال السارق الأثيم رهن التحقيق , انما لجأ أمير المؤمنين الى القضاء و يطلب حقه عن طريقه و ذلك لخلو حادثة السرقة من البينة ( أى الشهود )
كما أن ( أمير المؤمنين لا يحكم بعلمه فقط ) ...


ثم سأل ( شريح ) أمير المؤمنين عن قضيته , فقال ( علي ) : الدرع درعى , و لم أبع و لم أهب ,
فسأل القاضي ( شريح ) اليهودى : ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين ؟ فرد هذا متلاعبا : الدرع درعى ! و ما أمير المؤمنين عندى بكاذب ! ,

يريد الكتابي بذلك أن يمسك العصا من منتصفها نفاقا على طريقتهم ,
فيلتفت القاضي ( شريح ) الى أمير المؤمنين فيقول : يا أمير المؤمنين هل من بينة ؟ !!

قال ( علي ) : صدق شريح ! مالى بينة ! .

هكذا فى بساطة .. ( ما لى بينة ) ! لم يغضب ! لم يقل للقاضي : منى تطلب البينة و أنا أمير المؤمنين ؟! و كان موقف القاضي ( شريح ) رائعا كموقف أمير المؤمنين .. فلقد حكم بالدرع للكتابي لعدم وجود البينة كما فعل النبى عليه الصلاة و السلام مع الكتابي الذى سحره فلم يقتله !!

و العجيب فى الأمر أن ذلك الكتابى أخذ الدرع و هو لا يكاد يصدق نفسه ! ثم عاد بعد خطوات ليقول : أمير المؤمنين يقاضيني الى قاضيه قيقضي عليه ؟!! ان هذه أخلاق أنبياء ! أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا الذى جاء بهذة الرحمة و منهج البينة رسول الله , ثم قال : الدرع درعك يا أمير المؤمنين , خرجت من بعيرك الأورق , فاتبعتها و أخذتها , فقال ( علي ) : أما اذا أسلمت فهى لك !! .

( البداية و النهاية 8/ 5 , 6 )




المراجع و المصادر .

زاد المعاد لابن القيم .
سماحة الإسلام - د / عمر بن عبد العزيز


منقول للفائدة ...





رد مع اقتباس