عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 31 Aug 2010, 01:31 PM
اللهم اشفني
باحث ذهبي
اللهم اشفني غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 7875
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 فترة الأقامة : 5859 يوم
 أخر زيارة : 25 Jul 2015 (12:54 PM)
 المشاركات : 309 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : اللهم اشفني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
مباحث في العقيدة



1-
مباحث في العقيدة
أركان الإيمان إجمالاً :
عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ، وهذه الأصول تسمى أركان الإيمان ، وقد دلت عليها نصوص كثيرة من الكتاب والسنة ، وأجمعت عليها الأمة ، قال تعالى }ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين{ ، وقال تعالى }آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله{ ، وقال تعالى }ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً{، وقال صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، وهذه الأصول العظيمة قد اتفقت عليها الرسل والشرائع ، ونزلت بها الكتب السماوية، ولم يجحدها أو شيئا منها إلا من خرج عن دائرة الإيمان وصار من الكافرين ، قال تعالى }إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ، والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيما{ .
التوحيد وأنواعه :
التوحيد هو إفراد الله بالخلق والتدبير ، وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه ، وإثبات ماله من الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وتنزيهه عن النقص والعيب ، وهو بهذا التعريف يشمل أنواع التوحيد الثلاثة وهي :
1-توحيد الربوبية : وهو الإقرار بأن الله وحده هو الخالق للعالم وهو المدبر والمحيي والمميت والرزاق ، والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطرة لا يكاد ينازع فيه أحد من الأمم ، كما قال تعالى }ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله { .
2-توحيد الألوهية : وهو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ، فالألوهية معناها العبادة ، والإله معناه المعبود ، ولهذا يسمى هذا النوع من التوحيد بتوحيد العبادة ، والأدلة على هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى }وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه { ، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ، بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الألوهية والقيام به ، فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له ، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ، بمعنى أن من عبد الله وحده لا شريك له فلابد أن يكون قد اعتقد أنه هو ربه وخالقه ، وتوحيد الألوهية هو أول ما يجب على المكلف ، فيؤمر كل من يريد الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين ، وتوحيد الألوهية مقصود دعوة الرسل ، وهو الأساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال وبدون تحققه لا تصح جميع الأعمال .
3-توحيد الأسماء والصفات : وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ، ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات النقص ، قال تعالى }ليس كمثله شئ وهو السميع البصير { ، وقال تعالى }الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى{ .
الشهادتان :
معنى شهادة أن لا إله إلا الله هو الاعتقاد والإقرار أنه لا يستحق العبادة إلا الله ، والتزام ذلك والعمل به ، والتفسير الصحيح لهذه الشهادة أنه لا معبود بحق إلا الله .
ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله هو الاعتراف باطناً وظاهراً أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة ، والعمل بمقتضى ذلك من طاعته وتصديقه فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع .
ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات ، المدلول عليه بالنفي وهو قولنا ( لا إله ) وعبادة الله وحده لا شريك له ، المدلول عليه بالإثبات وهو قولنا ( إلا الله ) ، فكثير ممن يقولها يخالف مقتضاها ، فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والطواغيت والأشجار وغيرها .
ومقتضى شهادة أن محمداً رسول الله هي طاعته وتصديقه ، وترك ما نهى عنه ، والاقتصار على العمل بسنته ، وترك ما عداها من البدع والمحدثات ، وتقديم قوله على قول كل أحد .
نواقض الشهادتين هي نواقض الإسلام العشرة وهي :
1-الشرك في عبادة الله ، ومنه الذبح لغير الله .
2-من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم .
3-من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم .
4-من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه .
5-من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
6-من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه .
7-السحر ، ومنه العطف والصرف ، والعطف ما يحبب أحد الزوجين في الآخر ، والصرف ما يصرف أحد الزوجين عن الآخر .
8-مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين .
9-من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
10-الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره ، وكلها من أعظم ما يكون خطراً ، وأكثر ما يكون وقوعاً ، فينبغي للمسلم أن يحذرها ، ويخاف منها على نفسه ) .
العبادة ( حقيقتها وشروطها ) :
أصل معنى العبادة والعبودية في اللغة : الذل والخضوع ، والتعبيد : التذليل ، والعبادة : الطاعة والتعبد والتنسك ، وقد تنوعت عبارات العلماء في تعريفها ، ومن التعريفات الجيدة للعبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، ولها أنواع كثيرة لا يمكن الإحاطة بها ، ومنها ما يكون بالقلب كالمحبة والخوف والرجاء ، ومنها ما يكون باللسان كالدعاء والاستعانة وقراءة القرآن ، ومنها ما يكون بالجوارح كالصلاة والركوع والسجود .
ويشترط لقبول العبادة شرطان ، يترتبان بعد دخول العبد في الإسلام وهما :
1-أن لا يعبد إلا الله تعالى ، بأن تكون العبادة خالصة لله وحده .
2-أن لا يعبد تعالى إلا بما شرع ، بأن تكون العبادة موافقة لشرعه .
الابتداع في الدين :
البدعة مأخوذة من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق ، ومنه قوله تعالى }بديع السموات والأرض { أي مخترعها على غير مثال سابق ، والابتداع نوعين :
1-ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة وهو مباح لأن الأصل في العادات الإباحة .
2-ابتداع في الدين، وهو محرم لأن الأصل فيه التوقيف ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
و الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع فكثيرة منها :
1-الجهل بأحكام الدين ، فكلما امتد الزمن بعد الناس عن أثر الرسالة ، قل العلم وفشا الجهل ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ) ، فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، وإذا فقدا أُتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ، والاعتصام بالكتاب والسنة فيه نجاة من الوقوع في البدع والضلال ، قال تعالى }وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله{ .
2-اتباع الهوى ، فمن أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه ، قال تعالى }فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله{ .
3-التعصب لآراء الرجال ، فهو يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق ، قال تعالى }وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا{ .
4-التشبه بالكفار ، وهو أشد ما يوقع في البدع ، قال صلى الله عليه وسلم ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) .
حكم البدعة في الدين :
كل بدعة في الدين ضلالة ، قال صلى الله عليه وسلم ( إياكم محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) فدل الحديث على أن كل محدثة في الدين فهي بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة ، والبدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ، فمنها ما هو كفر صراح كالطواف بالقبور تقرباً إلى أصحابها ، أو تقديم الذبائح والنذور لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم ، ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدع القدرية وبعض الخوارج ، ومنها ما هو معصية كبدع بعض الصوفية في تحريم الزواج والوصال في الصوم .
الكفر :
لغة : الستر والتغطية .
شرعا : ضد الإيمان ، وهو عدم الإيمان بالله وبرسله سواء كان معه تكذيب أو مجرد شك وريب ، أو إعراض ، أو حسد ، أو كبر .
والكفر نوعان :
الأول : كفر أكبر مخرج عن الملة ، وهو خمسة أقسام :
1-كفر التكذيب ، قال تعالى }ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين{ .
2-كفر الإباء والاستكبار مع التصديق ، قال تعالى }وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين { .
3-كفر الشك وهو الظن ، قال تعالى عن صاحب الجنة }وما أظن الساعة قائمة { .
4-كفر الإعراض ، قال تعالى }والذين كفروا عما أنذروا معرضون { .
5-كفر النفاق ، قال تعالى }ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون{ .
الثاني : كفر أصغر لا يخرج من الملة ، وهو الكفر العملي ، وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفراً ، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) .
الشرك : هو جعل شريك لله في ربوبيته وألوهيته ، وهو نوعان :
الأول : شرك أكبر يخرج من الملة ، ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كالدعاء والتقرب بالذبائح والنذور .
الثاني : شرك أصغر لا يخرج من الملة ، لكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر ، وهو قسمان :
1-شرك ظاهر على اللسان ، كالحلف بغير الله ، قال صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) ، ومثل قول ( ما شاء الله وشئت ) ، ومنه شرك الأفعال ، مثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، وتعليق التمائم خوفاً من العين .
2-شرك خفي ، وهو الشرك في الإرادات والنيات كالرياء ، قال صلى الله عليه وسلم ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ ، قال :الرياء ) .



المرجع / مقرر العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية





رد مع اقتباس