عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Jun 2010, 03:36 AM   #15
اللهم اشفني
باحث ذهبي


الصورة الرمزية اللهم اشفني
اللهم اشفني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 7875
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 25 Jul 2015 (12:54 PM)
 المشاركات : 309 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: القصيـدة البكرية الحضرمية في الرد على الرافضة الإمامية / أكرم عصبان




مبحث
تخصيص إنشادها في المساجد في بعض الأوقات
بعد أن قضينا وطرنا من القصيدة البكرية تعليقا وشرحا لمضامينها نريد أن نعرج على أمر ذي بال يتعلق بإنشادها في المساجد في أوقات مخصوصة في العشر الأواخر بعد صلاة التراويح وغير العشر أيضا ، إذ أن فرحنا بها لا يعفينا من بحث هذه المتعلقات عليها ، ولا تكلّ عيننا الراضية على معانيها من ذكر ما يظن أنه من العيوب المرافقة لها ، ومناقشتها الحساب ، وهذا يظهر عدل أهل السنة ، الذين ينادون بعرض الأقوال والأعمال على الكتاب والسنة ، ويبدأون بأنفسهم.
لقد كان الغرض من القصيدة البكرية تحصين أهل حضرموت من عقائد الرافضة الردية وأفكارهم المردية ، وتم استحسان انتشارها في المساجد في العشر الأواخر من رمضان بعد صلاة التراويح لهدف اجتماع الناس ، مما يدل على أن خطر الرافضة كان محدقا بحضرموت ، ويتطلب أمرا من إذاعة باطلهم وإشاعته .
وكتب أهل السنة في العقائد والحديث ودواوينهم مليئة ببيان فضل الصحابة ونشر مناقبهم والرد على منتقصيهم ، والقصيدة البكرية من هذا الباب ، ولكن ما طرأ عليها من تخصيصها بوقت في المساجد قد يكون محل نظر ، نريد أن نلتفت إليه .

فأما الشعر في المسجد إذا دعت إليه الحاجة من الذب عن الإسلام فقد كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد بوّب على ذلك الإمام البخاري كما سبق في المقدمة ، وفي الترمذي من طريق أبي ال***د عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينصب لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار قالت عائشة فسمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لحسان أن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله .

وأما تخصيص ذلك باجتماع الناس بعد صلاة التراويح في العشر الأواخر أو بعد بعض الصلاة أحيانا فالنظر فيه من خلال تحقيق المناط ، هل هذه الصورة يوجد فيها العبادة وهو تحقيق مناط البدعة فتكون محظورة أم أنها ليست عبادة فمناط المنع ليس موجودا ، فالحديث هنا من جهتين :
الأولى : إن كان تخصيصها بذلك عبادة فمناط البدعية مبني عليها .
الثانية : إن كان المقصود اجتماع الناس ، وأن ذلك مصلحة يوجد مقتضاها ، قال شيخ الإسلام : ( فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهده صلى الله عليه وسلم موجودا أو كان مصلحة ولم يفعله، يعلم أنه ليس بمصلحة، وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق، فقد يكون مصلحة، ثم هنا للفقهاء طريقان:
أحدهما: أن ذلك يفعل ما لم ينه عنه، وهذا قول القائلين بالمصالح المرسلة.
والثاني: أن ذلك لا يفعل إن لم يؤمر به، وهو قول من لا يرى إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة ) . [1]
والقلب أميل إلى منع تعاطيها بهذه الكيفية ، وبالله التوفيق . [2]

[1] ) اقتضاء الصراط المستقيم ص 73 .

[2] ) والجدير ذكره هنا ما ورد في ذخيرة المعاد شرح راتب الحداد أن سبب إنشاء الراتب الذي اشتهر بحضرموت سنة 1071 هـ يعود إلى طلب بعض الناس من مؤلفه أن يملي ذكرا يحصن معتقد أهل الجهة خوفا من عقائد الزيدية فأملاه في الحاوي سنة 1072 هـ



 

رد مع اقتباس