(11)
تمنيت كثيرا أن أخدم الدين ولكني امرأة و ليس لدى تعليم، وليس لدي مال أنفقه في سبيل الله لضعف حالتنا المادية ، ولكن الله سبحانه وتعالى أعطاني قدرة كبيرة على إجادة الطبخ لا توجد إلا عند القلة من النساء، وأصبح كل من يتذوق ما أطبخه يثنى ثناء عظيماً، فعرضت علي إحدى الأخوات ذات مرة مساعدتها في وليمة لديها بطبخ بعض الأطباق على أن تعطيني مبلغاً من المال فوافقت فخطرت لي فكرة الاستمرار في ذلك وجعل ريعه لصالح دعم المشروعات الخيرية والحمد لله استمررت في ذلك وانقلب عناء الطبخ بعد الاحتساب متعة ولذة.
....
(12)
وهذه صورة من أروع صور الدعوة داخل المنزل عملاً بقوله تعالى : (وأنذر عشيرتك الأقربين )لما منّ الله عليّ بالهداية بدأت التفت إلى أسرتي فإذا بالهداية في وادٍ وهم في وادٍ آخر، فأيقنت بأنه لا طريق ألا طريق محمد صلى الله عليه وسلم فشمرت ساعدي وأشعلت همتي لدعوتهم إلى طريق ربهم وسعادتهم وأيقنت كذلك بأن مفتاح قلوبهم الوحيد بعد الاستعانة بالله هو حسن الخلق معهم، ولين الحديث وبشاشة وجه ، وبذل الجهد في خدمتهم بطيب نفس والتغاضي عما يصدر من بعضهم من
حماقات والتغاضي عنها ففي البداية ركزت جهدي على أخواتي الصغيرات أخدمهن ، أحقق بعض ما أستطيع من رغباتهن أداعبهن وأنصحهن بكل رفق حتى حتى أحببني وبدأن يتأثرن بي فتركن مشاهدة التلفاز والتزمن بالحجاب الصحيح، والتحقن معي بدار التحفيظ ، ثم وجهت تركيزي إلى والديّ – حفظهما الله لي - وأريتهما من بري بهما وسعيي في رضاهما وليني في الحديث معهما وإجلالهما وعدم رفض أي طلب أقدر عليه منهما وفي نفس الوقت أستغل كل فرصة لنصحهما بكل أدب واحترام وأدخلت بعض وسائل الدعوة في مشواري هذا لتعينني فأهدي أبي شريطا يسمعه في سيارة وأهدي أمي كتيبا لطيفا تقرؤه وقد أحكي قصصا مؤثرة من كتيب أو مطوية عند اجتماع العائلة حتى كلل الله جهودي بالتوفيق فالتزمت أسرتي بأكملها ولله الفضل والمنة حتى أن أمي التي كانت تدخل جهاز الراديو معها في الحمام لتستمع إلى أغانيها المفضلة من شدة شغفها بها أصبحت الآن من حفظة كتاب الله
(13)
يسر الله تعلم الحاسب وبرامج الكمبيوتر المختلفة وأصبحت أتقن استخدامه بكل براعة فوظفت مهارتي هذه في خدمه الاسلام والمسلمين.
أساعد دور تحفيظ القرآن التي ليس لديها هذا الجهاز اومن يتقنه فأصمم النشرات واكتبها واطبع كل مايرغبونه . وافعل مثل ذلك لكل من ترغب في فعل الخير من صديقاتي أو قريباتي حتى أصبحت المجلة العائلية كلها من إعدادي كما أعددت الكثير من الفلاشات الدعويه التي لاقت رواجاً في عروض الدور والمخيمات الدعوية .
(14)
حين طرحت فكره دعم المشروعات الخيرية ككفالة اليتيم وبناء المسجد أو كفالة أحد الدعاة على أهل بيتنا كان الجميع يرون صعوبة ذلك لعدم توفر المال بكثرة بأيديهم ولكني طرحت فكرة صندوق الدعم الأسري وهو إعداد صندوق لجمع المال يضع فيه الكبار مبلغ 10 ريالات كل شهر ويضع الصغارمبلغ ريالين وتحدد كل فترة بالجمع لمشروع معين
فمثلا بدأنا نجمع لنكفل يتيماً وظللنا مستمرين على وضع المال في الصندوق لأشهر حتى اجتمع المبلغ كاملا ثم كفلنا اليتيم وبعده اتفقنا على مشروع كفالة داعية وبدأنا نجمع له دون أن نرهق أنفسنا بوضع أموال كبيرة ودون أن نمل من الاستمرار بالعمل .
والحمد لله ساهمنا في فروع كثيرة من فروع الخير ما كنا نظن في السابق أننا نقدر على تحقيق ذلك وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل )
أرأيت يا أختي :
من اجتماع النقط كان السيل ومن ذرات الرمل كان الجبل وقليل دائم خير من كثير منقطع.
(15)
هذه امرأة جعلت من بيتها أكاديمية لتخريج الدعاة فحرصت أن تعد أطفالها ليكونوا دعاة بناة المجتمع في المستقبل فتعد لهم الكلمات البسيطة وتدربهم على قراءتها أمام الأسرة ثم في اجتماع العائلة في بيت والدها ثم في الاجتماع عند أقاربها ثم إذا كبروا قليلا تطلب منهم مشاركتها في إعداد هذه الكلمة والبحث عن المراجع أما خادماتها فإنهن يعدن لبلادهن داعيات فقد جعلت من هذا الوقت الذي يعشن فيه فرصة لتهيئتهن ليكونوا داعيات تعلمهن العلم الشرعي تزودهن بالكتب والأشرطة وتذهب بهن إلى المؤسسات لسماع المحاضرات بلغتهن تطلب منهن أن تعد كل واحدة كلمة تلقيها على الخادمات في اجتماعهن وتشجعها على توزيع الأشرطة في المنتزهات حين تجد من هن مثلها حتى إن إحداهن فتحت دارا لتحفيظ القران وتعليم العقيدة في قريتها في إندونيسيا.
(16)
اشترى زوجها جهاز الفاكس فوجدتها فرصة للدعوة إلى الله في الأماكن التي لاتستطيع إيصال صوتها فيها فمرة تشارك في برنامج بإذاعة القرآن وتشارك في برامج المجد وترسل لصحيفة تذكر بسنن مهجورة وترسل لأخرى لتنكر منكرا وما بقيت إذاعة ولا قناة ولا مجلة إلا وأرسلت لها على ما تستطيع تطرح بقوة الرأي الإسلامي وتوصل صوتها للملايين وهي في بيتها
(17)
في غرف استقبال الضيوف خصصت ركنا زينته لتجذب النساء له وملأته بالكتيبات والمجلات والأشرطة وقد حرصت على كل ما يهم الأسرة وما ينتشر من المنكرات وحرصت أن تتعاهده بانتظام وقد لمست أثره على الزائرات فهذه تقرأ وتعلق وينصرفون عن الغيبة والنميمة أو ما لافائدة فيه بعض القارئات لم تكن تعرف عن المجلات الإسلامية إلا من هذا الركن الجميل
(18)
هي في مدينة الرياض مشهورة أحبها الناس ولكن قلوباً اخرى أحبتها ولسانها لايفتر عن الدعاء لها إنها قلوب الفقراء .
تحدثت معي بحوار طويل عن المشروعات التي تمت على يديها ولكن لا أجد مساحة لسرد التفاصيل وأذكر أبرز ما أثمرته مؤسستها الدعوية البيتية فيومها تقضيه في جمع التبرعات وتدل على الخيرولا تجد سهماً في الخير الا ولها نصيب فيه.
فعلى يدها شيدت 7مساجد في المملكة وفلت 500 اسره كبيرة و30 يتيم وأخرجت من السجن من تورط بديون أكثر من50 سجين
وأسلم بمساعدتها ودعم المحسنين 200,000 في تشاد فقط فلله درها امرأة تقوم من بيتها بما تقوم به مؤسسه .
(19)
فتاة جامعية تعلمت العلم الشرعي وأحبت الدعوة الى الله ولكن الله لم يرزقها الجرأة لتدعو ففكرت أن تساهم في هذه المحاضرات بدعم الداعيات أنفسهن فتكتب محاضرة خاصة أن لديها الأسلوب الأدبي المؤثر فتدفعها لإحدى الداعيات فتكون محاضرة ينتفع بها خلق عظيم ولها أجر كبير بإذن الله .
(20)
قالت أحاول دائما التأثير على جيراني وفي البداية حينما انتقلت للسكن لم يأتني أحد ففكرت بطريقة للوصول لهم فأعددت طبقا من الخضار بالبشاميل ووزعتها على 8بيوت وأرفقت مع كل طبق دعواتي ورقم هاتفي فكانت ردة الفعل رائعة وبادرن لزيارتي ثم اقترحت أن يكون بيننا درس إسبوعي ألقيه عليهم وحضر في المرة الأولى أربع فقط ثم بدأ العدد يزداد والآن يصل عددالحاضرات أكثر من 40 امرأة وبفضل الله لمّا التزمت النساء التزم رجالهن وأبناؤهن
حتى أخبرنا إمام المسجد في ذلك الحي أنه عجزفي السابق عن نصحهم لعدم حضورهم صلاة الفجر والآن لا يتخلف منهم إلا القليل النادر
أرايت الى المرأة كيف تصنع مايعجز عنه الرجال!!