عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 03:27 AM   #37
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,109 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وأن كل معبود من لدن عرشه إلى قرار أرضه باطل إلاّ وجهها الأعلى قال الله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلي بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالي عَمَّا يُشْرِكُونَ} وقال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ





ص -242- رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} وقال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} قيل المعني لابتغوا السبيل إليه بالمغالبة والقهر كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض ويدل عليه قوله في الآية الأخرى {وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلي بَعْضٍ}.
قال شيخنا: والصحيح إن المعنى لابتغوا إليه سبيلا بالتقرب إليه وطاعته فكيف تعبدونهم من دونه؟ وهم لو كانوا آلهة كما يقولون لكانوا عبيدا له قال: ويدل علي هذا وجوه:
منها: قوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} أي هؤلاء الذين يعبدونهم من دوني هم عبادي كما أنتم عبادي ويرجون رحمتي ويخافون عذابي فلماذا تعبدونهم من دوني؟.
الثاني: أنه سبحانه لم يقل لابتغوا عليه سبيلا. بل قال: {لابْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} وهذا اللفظ إنما يستعمل في القرب كقوله تعالى {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إليه الْوَسِيلَةَ} وأما في المغالبة فإنما يستعمل بعلي كقوله {فإن أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}.
الثالث: أنهم لم يقولوا إن آلهتهم تغالبه وتطلب العلو عليه وهو سبحانه قال: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ} وهم إنما كانوا يقولون إن آلهتهم تبتغي التقرب إليه وتقربهم زلفى إليه قال تعالى: لو كان الأمر كما تقولون لكانت تلك الآلهة عبيدا له فلماذا تعبدون عبيده من دونه؟
فصل:
والمحبة لها آثار وتوابع ولوازم وأحكام سواء كانت محمودة أو مذمومة



ص -243- نافعة أو ضارة من الوجه والذوق والحلاوة والشوق والإنس والاتصال بالمحبوب والقرب منه والانفصال عنه والبعد منه والصد والهجران والفرح والسرور والبكاء والحزن وغير ذلك من أحكامها ولوازمها
والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وآخرته وهذه المحبة هي عنوان السعادة وضدها هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه وآخرته وهي عنوان الشقاوة.
ومعلوم إن الحي العاقل لا يختار محبة ما يضره ويشقيه وإنما يصدر ذلك عن جهله وظلمه فإن النفس قد تهوي ما يضرها ولا ينفعها وذلك ظلم من الإنسان لنفسه إما إن تكون النفس جاهلة بحال محبوبها بأن تهوي الشيء وتحبه غير عالمة بما في محبته من المضرة وهذا حال من اتبع هواه بغير علم وأما عالمة بما في محبته من الضرر لكن يؤثر هواها علي علمها وقد تتركب محبتها من أمرين: من اعتقاد فاسد وهوي مذموم وهذا حال من اتبع الظن وما تهوي الأنفس فلا تقع المحبة الفاسدة إلاّ من جهل أو اعتقاد فاسد وهو غالب أو ما تركب من ذلك فأعان بعضه بعضا فتنفق شبهة يشتبه بها الحق بالباطل يزين له أمر المحبوب وشهوة تدعوه إلى وصوله فيتساعد جيش الشبهة والشهوة علي جيش العقل والإيمان والغلبة لأقواهما.
وإذا عرف هذا فتوابع كل نوع من أنواع المحبة له حكم متبوعه فالمحبة النافعة المحمودة التي هي عنوان سعادة العبد وتوابعها كله نافعة له حكمها حكم متبوعها. فإن بكي نفعه وإن حزن نفعه وإن فرح نفعه وإن انبسط نفعه وإن انقبض نفعه فهو يتقلب في منازل المحبة وأحكامها في مزيد وربح وقوة.



ص -244- والمحبة والمضرة المذمومة توابعها وآثارها كلها ضارة لصاحبها مبعدة له من ربه كيف ما تقلب في آثارها ونزل في منازلها فهو في خسارة وبعد.
وهذا شأن كل فعل تولد عن طاعة ومعصية فكل ما تولد من الطاعة فهو زيادة لصاحبه وقربة وكل ما تولد من المعصية فهو خسران لصاحبه وبعد قال تعالى: {ذَلِكَ بأنه لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إن اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
فأخبر الله سبحانه في الآية الأولي: إن المتولد عن طاعتهم وأفعالهم يكتب لهم به عمل صالح وأخبر في الثانية: إن أعمالهم الصالحة التي باشروها تكتب لهم أنفسها والفرق بينهما: إن الأول ليس من فعلهم وإنما تولد عنه فكتب لهم به عمل صالح والثاني: نفس أفعالهم فكتب لهم.

فليتأمل قتيل المحبة هذا الفصل حق التأمل ليعلم ما له وما عليه.

سيعلم يوم العرض أي بضاعة أضاع وعند الوزن ما كان حصلا

فصل:
وكما إن المحبة والإرادة أصل كل فعل كما تقدم فهي أصل كل دين سواء كان حقا أم باطلا فإن الدين من الأعمال الباطنة والظاهرة والمحبة والإرادة أصل ذلك كله والدين هو الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة اللازمة الدائمة التي صارت خلقا وعادة ولهذا فسر الخلق بالدين في قوله تعالى



ص -245- {وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ} قال الإمام أحمد عن ابن عيينة قال ابن عباس:"لعلي دين عظيم"وسئلت عائشة عن خلق النبي صلي الله عليه وسلم فقالت:"كان خلقه القرآن"والدين فيه معنى الإذلال والقهر فيه معنى الذل والخضوع والطاعة فلذلك يكون من الأعلى إلى الأسفل كما يقال: دنته فدان أي قهرته فذل قال الشاعر:

هو دان الرباب إذ كرهوا الد ين فأضحوا بعزة وصيال

ويكون من الأدنى إلى الأعلى كما يقال: دنت الله ودنت لله وفلان لا يدين الله دينا ولا يدين الله بدين فدان الله أي أطاع الله وأحبه وخافه ودان لله أي خشع له وخضع وذل وانقاد.
والدين الباطل لا بد فيه من الخضوع والحب كالعبادة سواء بخلاف الدين الظاهر فإنه لا يستلزم الحب وإن كان فيه انقياد وذل في الظاهر.
وسمى الله تعالى يوم القيامة"يوم الدين"لأنه اليوم الذي يدين فيه الناس فيه بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشر وذلك يتضمن جزاؤهم وحسابهم فلذلك فسروا بيوم الجزاء ويوم الحساب.
وقال تعالى: {فَلَوْلا إن كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي هلا تردون الروح إلى مكانها إن كنتم غير مربوبين ولا مقهورين ولا مجزيين وهذه الآية تحتاج إلى تفسير فإنها سيقت للاحتجاج عليهم في إنكارهم البعث والحساب ولا بد إن يكون الدليل مستلزم لمدلوله بحيث ينتقل الذهن منه إلى المدلول. لما بينهما من التلازم فيكون الملزوم دليل علي لازمه ولا يجب العكس.
ووجه الاستدلال: أنهم إذا أنكروا البعث والجزاء فقد كفروا بربهم



ص -246- وأنكروا قدرته وربوبيته وحكمته فإما إن يقروا بأن لهم ربا قاهرا متصرفا فيهم يميتهم إذا شاء ويحييهم إذا شاء ويأمرهم وينهاهم ويثيب محسنهم ويعاقب مسيئهم وأما إن لا يقروا برب هذا شأنه فإن أقروا آمنوا بالبعث والنشور والدين ألأمري والجزائي وإن أنكروه وكفروا به فقد زعموا أنهم غير مربوبين ولا محكوم عليهم ولا لهم رب يتصرف فيهم كما أراد فهلا يقدرون علي دفع الموت عنهم إذا جاءهم وعلي رد الروح إلى مستقرها إذا بلغت الحلقوم؟ وهذا خطاب للحاضرين وهم عند المحتضر وهم يعاينون موته: أي فهلا يردون الروح إلى مكانها إن كان لهم قدرة وتصرف ولستم بمربوبين ولا مقهورين لقاهر قادر يمضي عليكم أحكامه وينفذ فيكم أوامره وهذه غاية التعجيز لهم إذا تبين عجزهم عن رد نفس واحدة إلى مكانها, ولو اجتمع علي ذلك الثقلان فيا لها من آية دالة علي وحدانيته وربوبيته سبحانه وتصرفه في عباده ونفوذ أحكامه فيهم وجريانها عليهم.
والدين دينان. دين شرعي أمري ودين حسابي جزائي. وكلاهما لله وحده فالدين كله أمرا أو جزاء والمحبة أصل كل واحد من الدينين فإن ما شرعه وأمر به يحبه وبرضاه وما نهى عنه فإنه يكرهه ويبغضه لمنافاته لما يحبه ويرضاه فهو يحب ضده فعاد دينه الأمري كله إلى محبته ورضاه ودين العبد لله به إذا كان عن محبة ورضي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا"وهذا الدين قائم بالمحبة وبسببها شرع ولأجلها أسس وكذلك دينه الجزائي فإنه يتضمن مجازات المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته وكل من الأمرين محبوب للرب فإنهما عدله وفضله وكلاهما من صفات كماله وهو سبحانه يحب صفاته



ص -247- وأسمائه ويحب من يحبها وكل واحد من الدينين فهو صراطه المستقيم الذي هو عليه فهو سبحانه علي صراط مستقيم في أمره ونهيه وثوابه وعقابه كما قال تعالى: إخبارا عن نبيه هود عليه السلام إنه قال لقومه: {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلي اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إن رَبِّي عَلي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
ولما علم نبي الله إن ربه علي صراط مستقيم في خلقه وأمره وثوابه وعقابه وقضائه وقدره ومنعه وعطائه وعافيته وبلائه وتوفيقه وخذلانه لا يخرج في ذلك عن موجب كماله المقدس الذي تقتضيه أسماؤه وصفاته من العدل والحكمة والرحمة والإحسان والفضل ووضع الثواب في مواضعه والعقوبة في موضعها اللائق بها ووضع التوفيق والخذلان والعطاء والمنع والهداية والإضلال كل ذلك في أماكنه ومحاله اللائقة به بحيث يستحق علي ذلك كمال الحمد والثناء أوجب له ذلك العلم والعرفان إذ نادي علي رؤوس الملإ من قومه بجنان ثابت وقلب غير خائف بل متجرد لله {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلي اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إن رَبِّي عَلي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الآية
ثم أخبر عن عموم قدرته وقهره بكل ما سواه وذل كل شيء لعظمته فقال: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إن رَبِّي عَلي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فكيف أخاف من ناحيته بيد غيره وهو في قبضته وتحت قهره وسلطانه دونه وهل هذا الأمر إلاّ من أجهل الجهل وأقبح الظلم؟
ثم أخبر أنه سبحانه علي صراط مستقيم فكل ما يقضيه ويقدره



ص -248- فلا يخاف العبد جوره ولا ظلمه فلا أخاف ما دونه فإن ناصيته بيده ولا أخاف جوره وظلمه فإنه علي صراط مستقيم وهو سبحانه ماض في عبده حكمه عدل فيه قضاؤه له الملك وله الحمد لا يخرج في تصرفه في عباده عن العدل والفضل إن أعطي وأكرم وهدي ووفق فبفضله ورحمته وإن منع وأهان وأضل وخذل وشقي فبعدله وحكمته وهو علي صراط مستقيم في هذا وهذا.
وفي الحديث الصحيح"ما أصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك إن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء همي وحزني وذهاب همي وغمي إلاّ أذهب الله همه وغمه وأبدله فرجا مكانه قالوا: يا رسول الله ألا نتعلمهن؟ قال: بلي ينبغي لمن سمعهن إن يتعلمهن"وهذا يتناول حكم الرب الكوني والأمر والقضاء الذي يكون باختيار العبد وبغير اختياره وكلا الحكمين ماض في عبده وكلا القضائين عدل فيه فهذا الحديث مشتق من هذه الآية بينهما أقرب نسب وبالله التوفيق.
فصل:
ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق الصور وما فيه من المفاسد العاجلة والآجلة وإن كانت أضعاف ما يذكره ذاكر فإنه يفسد القلب بالذات وإذا فسد فسدت الإرادات والأقوال والأعمال وفسد ثغر التوحيد كما تقدم وسنقرره أيضا إن شاء الله تعالى.
والله سبحانه وتعالى إنما حكى هذا المرض عن طائفتين من الناس وهم اللوطية



ص -249- والنساء فأخبر عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما راودته وكادته به وأخبر عن الحال التي صار إليها يوسف بصبره وعفته وتقواه مع إن الذي ابتلي به أمر لا يصبر عليه إلاّ من صبره الله عليه فإن موافقة الفعل بحسب قوة الداعي وزوال المانع وكان الداعي ها هنا في غاية القوة وذلك من وجوه:
أحدها: ما ركب الله سبحانه في طبع الرجل من ميله إلى المرأة كما يميل العطشان إلى الماء والجائع إلى الطعام حتى إن كثيرا من الناس يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء وهذا لا يذم إذا صادف حلال بل يحمد كما في كتاب الزهد للإمام أحمد من حديث يوسف بن عطية الصغار عن ثابت ألبناني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم"حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن"
الثاني: إن يوسف عليه الطريق كان شبا وشهوة الشباب وحدته أقوى.
الثالث: أنه كان عزبا لا زوجة له ولا سرية تكسر شدة الشهوة.
الرابع: أنه كان في بلاد غربة يتأتى للغريب فيها من قضاء الوطر ما لا يتأتى لغيره في وطنه وأهله ومعارفه.
الخامس: إن المرأة كانت ذات منصب وجمال بحيث إن كل واحد من هذين الأمرين يدعو إلى موافقتها.
السادس: أنها غير آبية ولا ممتنعة فإن كثيرا من الناس يزيل رغبته في المرأة إباؤها وامتناعها لما يجد في نفسه من ذل الخضوع والسؤال لها وكثير من الناس يزيده الآباء والامتناع زيادة حب كما قال الشاعر:

وزادني كلفا في الحب إن منعت أحب شيء إلى الإنسان ما منعا

فطباع الناس مختلفة في ذلك الآفات من يتضاعف حبه عند بذل المرأة ورغبتها وتضمحل عند إبائها وامتناعها وأخبرني بعض القضاة إن إرادته وشهوته



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

moh_elgmare@yahoo.com


رد مع اقتباس