عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13 Feb 2010, 09:31 PM
أبو سفيان
Banned
أبو سفيان غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6490 يوم
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 4,226 [ + ]
 التقييم : 14
 معدل التقييم : أبو سفيان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
حمل الجن للأمانة مع الإنس



حمل الجن للأمانة مع الإنس
المجيب د. سالم بن محمد القرني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الجليل ورد في القرآن، أن الإنسان هو الذي رضي بحمل الأمانة من دون المخلوقات، فلماذا ألزم الله بها الجن أيضا؟ أفتونا مأجورين.

الجواب

قال الله تعالى في سورة الأحزاب: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" [الأحزاب:72] فهذا تعظيم لشأن الأمانة التي ائتمن الله عليها المكلفين من الجن والأنس، والتي هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي في السر والخفية، كحال العلانية، وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة: كالسماوات والأرض والجبال عرض تخيير لا تحتيم، وقال لها: إنك إن قمت بها وأديتها على وجهها فلك الثواب وإن لم تؤديها وتقومي بها فعليك العقاب، فالمخلوقات خفن ألا يقمن بهذه الأمانة لا عصياناً لربها ولا زهداً في ثوابه، وعرضها الله على الإنسان على ذلك الشرط فقبلها وحملها مع ظلمه وجهله، فحمل هذا الحمل الثقيل جهلاً بعظم ما يترتب على ذلك، والله أعلم، فالناس منقسمون في هذا إلى ثلاثة أقسام: منافقون أظهروا أنهم قاموا بهذا ظاهراً لا باطناً، ومشركون تركوها ظاهراً وباطناً وهذا من أظلم الظلم وأجهل الجهل بحقيقة المصير وعظم الأمانة، ولذلك قال الله عنهم بعد هذه الآية "لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً" [الأحزاب:73] فالتوبة والمغفرة للقسم الثالث وهم الذين قاموا بأوامر الله وانتهوا عن نواهيه، القائمون بالأمانة العالمون بعظم شأنها.
وإلزام الجن بالتكليف مع الإنس يتضح من قوله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات:56]، ولأن الله سبحانه ميزهم عن بقية المخلوقات هم والإنسان بالإرادة والإدراك والقدرة على حمل التبعة وهي ميزة عظيمة يتميزون بها على كثير مما خلق الله، إذ إن الإنس والجن قادران على اختيار الطريق الموصل إلى عبادة الله ومرضاته فعندهما قدرة الاختيار التي وهبها الله تعالى لهما فيدخلان مع المخلوقات في تدبير الله وتسييره لها، ويتميزان بأن لهما إرادة واختياراً، والجن تبع للإنس في كونهم مأمورين بما يأتي به الأنبياء من الإنس، والله أعلم.

http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-11728.htm





رد مع اقتباس