عرض مشاركة واحدة
قديم 10 Feb 2010, 02:48 AM   #4
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue



الزوجةالوفية

( زوجة أيوب )


زوجة صابرة أخلصت لزوجها،ووقفت إلى جواره فى محنته حين نزل به البلاء،

واشتد به المرض الذى طال سنينعديدة، ولم تُظْهِر تأفُّفًا أو ضجرًا، بل كانت متماسكة طائعة.

إنها زوجةنبى اللَّه أيوب - عليه السلام - الذى ضُرب به المثل فى الصبرالجميل،

وقُوَّة الإرادة، واللجوء إلى اللَّه، والارتكان إلىجنابه.


وكان أيوب - عليه السلام - مؤمنًا قانتًا ساجدًا عابدًا لله، بسطاللَّه له فى رزقه،

ومدّ له فى ماله، فكانت له ألوف من الغنم والإبل، ومئاتمن البقر والحمير،

وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة ،وكان لهعدد كبير

من العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه، ولم يبخل أيوب -عليهالسلام-

بماله، بل كان ينفقه، ويجود به على الفقراء والمساكين .


وأراد اللَّه أن يختبر أيوب فى إيمانه، فأنزل به البلاء، فكان أولمانزل عليه ضياع

ماله وجفاف أرضه ؛ حيث احترق الزرع وماتت الأنعام، ولم يبقلأيوب شيء

يلوذ به ويحتمى فيه غير إعانة الله له، فصبر واحتسب، ولسان حالهيقول فى

إيمان ويقين : عارية اللَّه قد استردها، ووديعة كانت عندنا فأخذها،نَعِمْنَا بها دهرًا،

فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم، فلهالحمد معطيا وسالبًا، راضيا وساخطًا،

نافعًا وضارا، هو مالك الملك يؤتىالملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز

من يشاء ويذل من يشاء . ثم يخرُّأيوب ساجدًا لله رب العالمين .

ونزل الابتلاء الثاني، فمات أولاده، فحمداللَّه -أيضًا- وخَرّ ساجدًا لله، ثم نزل الابتلاء

الثالث بأيوب -فاعتلتصحته، وذهبت عافيته، وأنهكه المرض، لكنه على الرغم من

ذلك ما ازداد إلاإيمانًا، وكلما ازداد عليه المرض؛ ازداد شكره لله.

وتمر الأعوام على أيوب - عليه السلام - وهو لا يزال مريضًا، فقد هزل جسمه،

ووهن عظمه، وأصبح ضامرالجسم، شاحب اللون، لا يقِرُّ على فراشه من الألم.

وازداد ألمه حينمابَعُدَ عنه الصديق، وفَرَّ منه الحبيب، ولم يقف بجواره إلا زوجته

العطوف تلكالمرأة الرحيمة الصالحة التى لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها،

بل كانت نعمالزوجة الصابرة المعينة لزوجها، فأظهرت له من الحنان ما وسع قلبها،

واعتنتبه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. لم تشتكِ من هموم آلامه، ولا من مخاوف

فراقهوموته. وظلت راضية حامدة صابرةً مؤمنة،ً تعمل بعزم وقوة؛ لتطعمه وتقوم

علىأمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست .

ومع أن الشيطان كان يوسوس لها دائمًابقوله :

لماذا يفعل اللَّه هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنبًا أو خطيئة؟

فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها، وظلت فى خدمةزوجها


أيام المرض سبع سنين، حتى طلبت منه أن يدعو اللَّهبالشفاء،

فقال لها: كم مكثت فى الرخاء؟ فقالت: ثمانين . فسألها: كم لبثتُ فىالبلاء؟

فأجابت: سبع سنين .

قال: أستحى أن أطلب من اللَّه رفعبلائي، وما قضيتُ منِه مدة رخائي. ثم أقسم أيوب

-
حينما شعر بوسوسة الشيطانلها - أن يضربها مائة سوط، إذا شفاه اللَّه،

ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأسالشيطان، ويرفع ما فيه من نصب وعذاب، قال تعالي:

(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّىمَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص : 41].


فلما رأى اللَّه صبره البالغ، رد عليه عافيته ؛حيثأمره أن يضرب برجله،

فتفجر له نبع ماء، فشرب منه واغتسل، فصح جسمه وصلحبدنه، وذهب عنه المرض،

قال تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَاأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍوَعَذَابٍ

ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً

مِّنَّاوَذِكْرَى لِأُوْلِى الأَلْبَاب)[ص:41-43] .

ومن رحمة اللَّه بهذهالزوجة الصابرة الرحيمة أَن أَمَرَ اللَّهُ أيوبَ أن يأخذ

حزمة بها مائةعود من القش، ويضربها بها ضربةً خفيفةً رقيقةً مرة واحدة ؛

ليبرّ قسمه، جزاءله ولزوجه على صبرهما على ابتلاء اللَّه

(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ِنَّاوَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص: 44] .



 

رد مع اقتباس