عرض مشاركة واحدة
قديم 01 Jan 2010, 01:37 AM   #5
أبو همام
Banned


الصورة الرمزية أبو همام
أبو همام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2221
 تاريخ التسجيل :  Dec 2007
 أخر زيارة : 23 Jan 2012 (04:54 PM)
 المشاركات : 1,159 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



ليس موضوعنا لم فرّ الشيطان ؟

بل موضوعنا أنه فرّ من الإقامة ولم يفر من الصلاة ؟ هذا هو الشاهد من الكلام ..


وإن شئت تفقهنا معاً فى المسألة لنرَ أقوالاً أخرى لأهل العلم غير ماذكرت ..

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا وكذا ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى؟ فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثاً أو أربعاً فليسجد سجدتين وهو جالس ))


قال ابن عبد البر - رحمه الله تعالى -: " فقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: ((إذا نودي للصلاة)) يريد إذا أذن لها، ((فرَّ الشيطان)) من ذكر الله في الأذان، وأدبر ((وله ضراط)) من شدة ما لحقه من الخزي والذعر عند ذكر الله، وذكر الله في الأذان تفزع منه القلوب ما لا تفزع من شيء من الذكر لما فيه من الجهر بالذكر، وتعظيم الله فيه، وإقامة دينه، فيدبر الشيطان لشدة ذلك على قلبه؛ حتى لا يسمع النداء "


قال الإمام السيوطى :

(( ... وقيل: لعظم أمر الأذان؛ لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد، وإظهار شعار الإسلام وإعلانه، وقيل: ليأسه من وسوسته للإنسان عند الإعلان بالتوحيد قال ابن الجوزي: فإن قيل كيف يهرب الشيطان من الأذان، ويدنو في الصلاة، وفيها القرآن ومناجاة الحق - عز وجل -؟ فالجواب: أن بُعدَه عند الأذان لغيظه من ظهور الدين، وغلبة الحق، وعلى الأذان هيبة يشتد انزعاجه لها، ولا يكاد يقع فيه رياء، ولا غفلة عند النطق به؛ لأن النفس لا تحضره؛ وأما الصلاة فإن النفس تحضر فيفتح لها الشيطان أبواب الوسواس، وقال ابن أبي جمرة: الأذان إعلام بالصلاة التي هي أفضل الأعمال بألفاظ هي من الذكر، لا يزاد فيها ولا ينقص منها، بل تقع على وفق الأمر، فيفر من سماعها، وأما الصلاة فلما يقع من كثير من الناس فيها من التفريط، فيتمكن من المفرط، فلو قدر أن المصلي وفَّى بجميع ما أمر به فيها؛ لم يقربه إذا كان وحده وهو نادر، وكذا إذا انضم إليه مثله فإنه يكون أندر، فإذا قضى النداء أقبل"2، فيصيب الشيطان الذعر والخوف، والضيق والكرب؛ لأنه لا ينسجم مع ذكر الله - عز وجل - يقول الله - تعالى -: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}3، فلا يجدون هذا الفزع، ولا يلاقون هذا الخوف إلا عند ذكر الله، بل يستأنسون بقرنائهم وأوليائهم، ويحفزونهم على فعل الشر، وعلى الركوب في مطايا الهالكين قال الله – عز وجل –: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}4، فيحصل الفرار كلما سمعوا ذكر الله، فتفر قلوبهم قبل أبدانهم {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } )) اهــ .


والله تعالى أعلى وأعلم .



 
التعديل الأخير تم بواسطة أبو همام ; 01 Jan 2010 الساعة 07:31 AM

رد مع اقتباس