بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : (24) . من سورة الجن مقارنة من كتب التفاسير الجزء6
روح المعاني ج29 ص95
الجن : ( 24 ) حتى إذا رأوا . . . . .
( حتى إذا رأوا ما يدعون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا جملة شرطية مقرونة بحتى الإبتدائية وهي وإن لم تكن جارة فيها معنى الغاية فمدخولها غاية لمحذوف دلت عليه الحال من استضعاف الكفار لأنصاره عليه الصلاة والسلام واستقلالهم لعدده كأنه قيل لا يزالون يستضعفون ويستهزؤن حتى غذا رأوا ما يوعدون من فنون العذاب في الآخرة تبين لهم أن المستضعف منه و ويدل على ذلك أيضا جواب الشرط وكذا ما قيل لأن قوله سبحانه قل إنما أدعو ربي تعريض بالمشركين كيفما قدر بل السورة الكريمة من مفتتحها مسوقة للتعريض بحال مشركي مكة وتسلية لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وتسرية عنه عليه الصلاة والسلام وتعبير لهم بقصور نظرهم عن الجن مع ادعائهم الفطانة وقلة انصافهم ومبادهتهم بالتكذيب والإستهزاء بدل مبادهة الجن بالتصديق والإستهزاء ويجوز جعل ذلك غاية لقوله تعالى يكونون عليه لبدا إن فسر بالتلبد على العداوة ولا مانع من تخلل أمور غير أجنبية بين الغاية والمغيا فقول أبي حيان أنه بعيد جدا لطول الفصل بينهما بالجمل الكثيرة ليسب شيء كجعله إياه غاية لما تضمنته الجملة قبل يعني فإن له نار جهنم من الحكم بكينونة النار له ومثل ذلك ما قيل من أنه غاية لمحذوف والتقدير دعهم حتى إذا رأوا الخ والظاهر أن من استفهامية كما أشرنا إليه وهي مبتدأ وأضعف خبر والجملة في موضع نصب بما قبلها وقد علق عن العمل لمكان الإستفهام وجوز كونها موصولة في موضع نصبب يعلمون وأضعف خبر مبتدأ محذوفوالجملة صلة لمن والتقدير فسيعرفون الذي هو أضعف وحسن حذف صدر الصلة طولها بالتمييز وجوز تفسير ما يدعون بيوم بدر ورجح الأول بأن الظاهر أن قوله سبحانه
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، اسم المؤلف: العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
التفسير الكبير ج30 ص147
الجن : ) 24 ( حتى إذا رأوا . . . . .
فإن قيل : ما الشيء الذي جعل ما بعد حتى غاية له ؟ قلنا : فيه وجهان الأول : أنه متعلق بقوله : ) يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ( ) الجن : 19 ( والتقدير أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة ويستضعفون أنصاره ويستقلون ) عدده ( حتى إذا رأوا ما يوعدون من يوم بدر وإظهار الله له عليهم أو من يوم القيامة ، ) فَسَيَعْلَمُونَ ( أيهم أضعف ناصراً وأقل عدداً ، الثاني : أنه متعلق بمحذوف دلت عليه الحال من استضعاف الكفار له واستقلالهم لعدده كأنه قيل : هؤلاء لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا كان كذا كان كذا ، واعلم أن نظير هذه الآية قوله في مريم : ) حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا العَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ ( ) مريم : 75 ( واعلم أن الكافر لا ناصر له ولا شفيع يوم القيامة على ما قال : ) مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ ( ) غافر : 18 ( ) وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ( ) الأنبياء : 28 ( ويفر كل أحد منهم من صاحبه على ما قال : ) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْء مِنْ أَخِيهِ ( ) عبس : 34 ( إلى آخره : ) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ( ) الحج : 2 ( وأما المؤمنون فلهم العزة والكرامة والكثرة قال تعالى : ) وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ (
( الرعد : 23 ، 24 ) والملك القدوس يسلم عليهم ) سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ ( فهناك يظهر أن القوة والعدد في جانب المؤمنين أو في جانب الكفار .
) قُلْ إِنْ أَدْرِىأَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّىأَمَداً ( .
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، اسم المؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م ، الطبعة : الأولى
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل أوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا