بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : (19). من سورة الجن مقارنة من كتب التفاسير الجزء7
تفسير السمعاني ج6 ص71
الجن : ( 19 ) وأنه لما قام . . . . .
قوله تعالى : ( ^ وأنه لما قام عبد الله ) فمن قرأ بالكسر ينصرف إلى قول الجن ، ومعناه : قال الجن : ( ^ وإنه ) وقيل : ينصرف إلى قول الله أي : قال الله تعالى : وإنه لما قام عبد الله ومن قرأ بالفتح معناه : أوحى إلي أنه لما قام عبد الله .
فعلى القول الأول قوله : ( ^ كادوا يكونون عليه لبدا ) ينصرف إلى أصحاب النبي وعبد الله هو الرسول ، والمعنى : أن الجن لما رأو النبي وأصحابه خلفه وشاهدوا طواعيتهم له قالوا : كادوا يكونون عليه لبدا أي : يركب بعضهم بعضا من الطواعية .
وعلى القول الثاني المعنى : هو أن الله تعالى حكى عن الجن أن الرسول لما قرأ القرآن عليهم - يعني : على الجن - كادوا يكونون عليه لبدا أي : على الرسول - عليه الصلاة والسلام - أي : يركب بعضهم بعضا لحب الإصغاء إلى قراءته والاستماع إليها .
ويقال : إن الرسول كان صلى بهم وازدحموا عليه ، وكاد يركب بعضهم بعضا .
وفي بعض التفاسير : كادوا يسقطون عليه .
وأما على قراءة الفتح قوله : ( ^ كادوا يكونون عليه لبدا ) ينصرف إلى الجن أيضا ، و ( هو ) أظهر القولين أن الانصراف إلى الجن .
ومن اللبد قالوا : تلبد القوم إذا اجتمعوا ، ومنه اللبد ، لأن بعضه على بعض .
وقيل : كادوا يكونون عليه لبدا أي : تلبدت الجن والإنس واجتمعوا على أن يطفئوا نور الله لما قام الرسول يدعوه أي : يدعو الله ، وقرئ : ' لبدا ' أي : كثيرا .
واللبد أيضا اسم آخر نسر من نسور ( نعمان ) بن عاد ، وكان عاش سبعمائة سنة .
وقيل في المثل : طال لبد على أمد .
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني ، دار النشر : دار الوطن - الرياض - السعودية - 1418هـ- 1997م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : ياسر بن إبراهيم و غنيم بن عباس بن غنيم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
زاد المسير ج8 ص383
الجن : ( 19 ) وأنه لما قام . . . . .
وأنه لما قام عبد الله يعني محمدا e يدعوه أي يعبده وكان يصلي ببطن نخلة على ما سبق بيانه في الأحقاف 29 كادوا يكونون عليه لبدا قرأ الأكثرون لبدا بكسر اللام وفتح الباء وقرأ هشام عن ابن عامر وابن محيصن لبدا بضم اللام وفتح الباء مع تخفيفها قال الفراء ومعنى القراءتين واحد يقال لبدة ولبدة قال الزجاج والمعنى كاد يركب بعضهم بعضا ومنه اشتقاق اللبد الذي يفترش وكل شيء أضفته إلى شيء فقد لدبته وقرأ قوم منهم الحسن والجحدري لبدا بضم اللام مع تشديد الباء قال الفراء فعلى هذه القراءة يكون صفة للرجال كقولك ركعا وركوعا وسجدا وسجودا قال الزجاج هو جمع لابد مثل راكع وركع وفي معنى الآية ثلاثة أقوال
أحدها أنه إخبار الله تعالى عن الجن يحكي حالهم والمعنى أنه لما قام يصلي كاد الجن لازدحامهم عليه يركب بعضهم بعضا حرصا على سماع القرآن رواه عطية عن ابن عباس
والثاني أنه من قول الجن لقومهم لما رجعوا إليهم فوصفوا لهم طاعة أصحاب محمد رسول الله e وائتمامهم به في الركوع والسجود فكأنهم قالوا لما قام يصلي كاد أصحابه يكونون عليه لبدا وهذا المعنى في رواية ابن جبير عن ابن عباس
والثالث أن المعنى لما قام رسول الله e بالدعوة تلبدت الإنس والجن وتظاهروا عليه ليبطلوا الحق الذي جاء به قاله الحسن وقتادة وابن زيد
زاد المسير في علم التفسير ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، دار النشر : المكتب الإسلامي - بيروت - 1404 ، الطبعة : الثالثة
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل أوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا