بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : (19). من سورة الجن مقارنة من كتب التفاسير الجزء6
فتح القدير ج5 ص309
الجن : ( 19 ) وأنه لما قام . . . . .
( وأنه لما قام عبد الله ) قد قدمنا أن الجمهور قرؤوا هنا بفتح أن عطفا على أنه استمع أي وأوحى إلى أن الشأن لما قام عبد الله وهو النبي e ( يدعوه ) أي يدعوا الله ويعبده وذلك ببطن نخلة كما تقدم حين قام رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم يصلي ويتلوا القرآن وقد قدمناه أيضا قراءة من قرأ بكسر إن هنا وفيها غموض وبعد عن المعنى المراد ( كادوا يكونون عليه لبدا ) أي كاد الجن يكونون على رسول الله لبدا أي متراكمين من ازدحامهم عليه لسماع القرآن منه قال الزجاج ومعنى لبدا يركب بعضهم بعضا ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش قرأ الجمهور لبدا بكسر اللام وفتح الباء وقرأ مجاهد وابن محيصن وهشام بضم اللام وفتح الباء وقرا أبو حيوة ومحمد بن السميفع والعقيلي والجحدري بضم الباء واللام وقرأ الحسن وأبو العالية والأعرج بضم اللام وتشديد الباء مفتوحة فعلى القراءة الأولى المعنى ما ذكرناه وعلى قراءة ضم اللام يكون المعنى كثيرا كما في قوله أهلكت مالا لبدا وقيل المعنى كاد المشركون يركب بعضهم بعضا حردا على النبي e وقال الحسن وقتادة وأبن زيد لما قام عبد الله محمد بالدعوة تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفؤوه فأبي الله إلا ان ينصره ويتم نوره واختار هذا أبن جرير قال مجاهد لبدا أي جماعات وهو من تلبد الشيء على الشيء أي اجتمع ومنه اللبد الذي يفرش لتراكم صوفه وكل شيء آلصقته إلصاقا شديدا فقد لبدته وايقال للشعر الذي على ظهر الأسد لبده وجمعها لبد ويقال للجراد الكثير لبد ويطلق اللبد بضم اللام وفتح الباء على الشيء الدائم ومنه قيل لنسر لقمان لبد الطول بقائه وهو المقصود بقول النابغة اخنى عليها الذي أخنى على لبد
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، اسم المؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني ، دار النشر : دار الفكر – بيروت
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج5 ص383
الجن : ( 19 ) وأنه لما قام . . . . .
وقوله عز وجل ^ وأنه لما قام عبد الله ^ يحتمل ان يكون خطابا من الله تعالى ويحتمل ان يكون إخبارا عن الجن وقرا بعض القراء على ما تقدم ( وأنه ) بفتح الألف وهذا عطف على قوله ^ أنه استمع ^ الجن 1 والعبد على هذه القراءة قال قوم هو نوح والضمير في ^ كادوا ^ لكفار قومه وقال آخرون هو محمد والضمير في ^ كادوا ^ للجن
وقرا أبو رجاء ( لبدا ) بكسراللام وهو جمع لا بد فإن قدرنا الضمير للجن فتقصفهم عليه لاستماع الذكر
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ- 1993م ، الطبعة : الاولى ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمد
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل أوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا