بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : (18). من سورة الجن مقارنة من كتب التفاسير الجزء6
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج5 ص383
الجن : ( 18 ) وأن المساجد لله . . . . .
ومن فتح الألف من ^ ان المساجد لله ^ جعلها عطفا على قوله ^ قل اوحي الي انه ^ الجن 1 ذكره سيبويه و ^ المساجد ^ قيل أراد بها البيوت التي هي للعبادة والصلاة في كل ملة
وقال الحسن أراد كل موضع سجد فيه كان مخصوصا لذلك أو لم يكن إذ الأرض كلها مسجد لهذه الأمة
وروي ان هذه الآية نزلت بسبب تغلب قريش على الكعبة حينئذ فقيل لمحمد e المواضع كلها لله فاعبده حيث كان وقال ابن عطاء ^ المساجد ^ الآراب التي يسجد عليها واحدها مسجد بفتح الجيم وقال سعيد بن جبير نزلت الآية لأن الجن قالت يا رسول الله كيف نشهد الصلاة معك على نأينا عنك فنزلت الآية يخاطبهم بها على معنى ان عبادتكم حيث كنتم مقبولة
وقال الخليل بن أحمد معنى الآية ولأن ^ المساجد لله فلا تدعوا ^ أي لهذا السبب وكذلك عنده ^ لإيلاف قريش ^ قريش 1 ^ فليعبدوا ^ قريش 3 وكذلك عنده ^ وان هذه امتكم امة ^ الأنبياء 92 المؤمنون 52 و ^ المساجد ^ المخصوصة بينه التمكن في كونها لله تعالى فيصح ان تفرد للصلاة والدعاء وقراءة والعلم وكل ما هو خالص لله تعالى وان لا يتحدث بها في امور الدنيا
ولا يتخذ طريقا ولا يجعل فيها لغير الله نصيب ولقد قعدت للقضاء بين المسلمين في المسجد الجامع بالمرية مدة ثم رأيت فيه من سوء المتخاصمين وأيمانهم وفجور الخصام وعائلته ودخول النسوان ما رأيت تنزيه البيت عنه فقطعت القعود للأحكام فيه
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ- 1993م ، الطبعة : الاولى ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمد
ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
تفسير السمعاني ج6 ص70
الجن : ( 18 ) وأن المساجد لله . . . . .
قوله تعالى : ( ^ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) اتفق القراء على فتح الألف في هذه الآية ، وعلة النصب أن معناه : ولأن المساجد لله ، ثم حذفت اللام فانتصب الألف .
وقيل : انتصبت لأن معناه : أوحى إلي أن المساجد لله . وسبب نزول هذه الآية أن الجن قالوا للنبي : نحن نود أن نصلي معك ، فكيف نفعل ونحن ناءون عنك ؟ فأنزل الله تعالى قوله : ( ^ وأن المساجد لله ) ومعناه : أنكم إن صليتم فمقصودكم حاصل من عبادة الله تعالى ، فلا تشركوا به أحدا ، وهو معنى قوله : ( ^ فلا تدعوا مع الله أحدا ) ويقال : هو ابتداء كلام .
والمعنى : أن اليهود و النصارى يشركون في البيع والصوامع ، وكذلك المشركون في عبادة الأصنام ، فأنتم أيها المؤمنون اعلموا أن الصلوات والسجود والمساجد كلها لله ، فلا تشركوا معه أحدا .
وفي المساجد أقوال : أحدها : أنها بمعنى السجود ، وهي جمع مسجد .
يقال : سجدت سجودا ومسجدا والمعنى : أن السجود لله يعني : هو المستحق للسجود .
والقول الثاني : أن المساجد هي المواضع المبنية للصلاة المهيأة لها ، وهي جمع مسجد ، ومعنى قوله : ( ^ لله ) نفي الملك عنها ، أو معناه : الأمر بإخلاص العبادة فيها لله .
والقول الثالث : أن المساجد هي الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان من جبهته ويديه وركبتيه وقدميه ، والمعنى : أنه لا ينبغي أن يسجد على هذه الأعضاء إلا لله .
) وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ( 19 ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ( 20 ( ( .
وقد روى ابن عباس عن النبي أنه قال : ' أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ، وألا أكف ثوبا ولا شعرا ' .
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني ، دار النشر : دار الوطن - الرياض - السعودية - 1418هـ- 1997م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : ياسر بن إبراهيم و غنيم بن عباس بن غنيم
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل أوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا