سائل يطرق بيت الإمام أحمد ....ولكن ماذا يريد ؟!!



رحل رجل من بلاد الأندلس إلى بغداد على قدميه ماشيًا وقطع القفار
وكان عمره آنذاك عشرون عامًا وكان مقصوده لقاء الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ
وأخذ العلم منه ...ولكنه نفاجىء حين وصل أن الإمام أحمد قد منع من القاء الدروس
حيث كانت محنة الإمام أحمدـ رحمه الله ـ والقول بخلق القرآن ، فاغتم لذلك أشد الغم
ولكنه طرق بيت الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وأخبره بأنه جاء من بلاد بعيدة لطلب العلم
فاعتذر له الإمام وأنه قد منع من ذلك فقال :
ياأباعبد الله أنا رجل غريب لايعرفني أحد من أهل بغداد فإن أذنت لي
أن آتيك كل يوم في زى السؤال وأطرق الباب فأسأل الصدقة
فتحرج إلي فتحدثني ولو بحديث واحد كل يوم فقال أحمد :نعم بشرط أن لاتظهر في الحِلق
وعند أصحاب الحديث قال الرجل :
فكنت آخذ عودا بيدي وألف رأسي بخرقة وأجعل ورقي ومحبرتي في كمي
ثم آتي باب الدار فأصيح الأجر... فيخرج إلي الإمام أحمد ويغلق باب الدار ويحدثني بالحديثين والثلاثة
حتى اجتمع لي نحو ثلاثمائة حديث ثم إن الله رفع المحنة عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وسمح له بعقد
الدروس والحلقات فكنت إذا جئته وهو في حلقته افسح لي المكان واجلسني بجواره وقال لتلاميذه :
هذا يصدق عليه اسم طالب العلم ثم يقص عليهم قصته معه ..
(المرجع / جامع بيان فضل العلم وأهله 1/98 )