عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04 May 2009, 01:12 PM
أبو سفيان
Banned
أبو سفيان غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6490 يوم
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 4,226 [ + ]
 التقييم : 14
 معدل التقييم : أبو سفيان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
في مشروعية رقية حالات الغيبوبة والإنعاش...



في مشروعية رقية حالات الغيبوبة والإنعاش





السـؤال:

هل رقية المريض الذي يكون في حالة غيبوبة، أو تحت الإنعاش، مشروعةٌ؟ وهل ينتفع بها؟ وبارك الله فيكم.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فالمريضُ إذا كان من أهلِ الاستقامة على الدِّين والبُعد عن المعاصي والمحرَّمات فإنَّ الرقيةَ الشرعيةَ بالآيات والأدعية القرآنيةِ والنبويةِ تفيده بإذن الله تعالى، وخاصَّة إذا قَدِرَ على الاستماع إلى القرآن الكريم مصحوبًا باعتقاد جازم منه بأنه علاج نافذ، فإنَّ الرقية الشرعية تؤتي نتائجَها سريعًا، أمَّا إن عجز عن الاستماع إليه لحالة الغيبوبة ونحو ذلك، فإنها تجوز وتؤثِّر -أيضًا- بتقدير الله تعالى؛ لأنَّ الرقية الشرعية أدعيةٌ لله بالشفاء، والدعاء للمريض يجوز في كلِّ أحواله، فإن صدرت من راقٍ أهلٍ لها كان في دعائه مطمع للاستجابة.

ولا يخفى أن الاستعاذة والاستعانةَ من دعاء العبادة لذلك كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يقول: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»(١- أخرجه مسلم في «الذكر والدعاء»، باب التعوّذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره: (6880)، وأبو داود في «الطب»، باب كيف الرقى: (3899)، وابن ماجه في «الطب»، باب رقية الحية والعقرب: (3518)، وأحمد في «مسنده»: (7838)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، «وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَهَامَّةٍ، وَشَرِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ»(٢- أخرجه البخاري في «الأنبياء»، باب يزفون: النسلان في المشي: (3191)، وأبو داود في «السنة»، باب في القرآن: (4737)، والحاكم في «المستدرك»: (4781)، وأحمد في «مسنده»: (2430)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما)، وقال: «إِذَا اشْتَكَى فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ الأَلَمِ وَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» وما إلى ذلك.

وهذا بخلاف أهل المعاصي والتكبُّر والمظالم والعدوان فإنَّ الرقية الشرعية لا تؤثِّر فيهم بالنفع غالبًا، وقد أخبر اللهُ عزّ وجلَّ أنَّ القرآن شفاء للأمراض البدنية والأسقام القلبية لأهل الهدى والتقوى، أمَّا أهل الزيغ والضلال فلا يبصرون به رشدًا ولا يستفيدون منه خيرًا، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82]، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى﴾ [فصلت: 44]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 57].

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.



الجزائر في: 30 المحرم 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 07/02/2008م



--------------------------------------------------------------------------------

١- أخرجه مسلم في «الذكر والدعاء»، باب التعوّذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره: (6880)، وأبو داود في «الطب»، باب كيف الرقى: (3899)، وابن ماجه في «الطب»، باب رقية الحية والعقرب: (3518)، وأحمد في «مسنده»: (7838)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٢- أخرجه البخاري في «الأنبياء»، باب يزفون: النسلان في المشي: (3191)، وأبو داود في «السنة»، باب في القرآن: (4737)، والحاكم في «المستدرك»: (4781)، وأحمد في «مسنده»: (2430)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
http://www.ferkous.com/rep/Bl13.php





رد مع اقتباس