|
{ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم
{ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولو تعاين يا محمد حين يتوفى الملائكة أرواح الكفار فتنزعها من أجسادهم، تضرب الوجوه منهم والأستاه، ويقولون لهم: ذوقوا عذاب النار التي تحرقكم يوم ورودكم جهنم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
12578 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: يوم بدر.
12579 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن أسلم، عن إسماعيل بن كثير، عن مجاهد {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم؛ ولكن الله كريم يكني.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد، في قوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم؛ ولكن الله كريم يكني.
12580 - حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا شعبة، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، في قوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: إن الله كنى، ولو شاء لقال: أستاههم، وإنما عنى بأدبارهم: أستاههم.
12581 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: أستاههم يوم بدر. قال ابن جريج: قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم بالسيوف، وإذا ولوا أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم.
12582 - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا عباد بن راشد، عن الحسن، قال: قال رجل: يا رسول الله إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك، فما ذاك؟ قال: "ضرب الملائكة".
12583 - حدثنا محمد، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني حملت على رجل من المشركين، فذهبت لأضربه، فندر رأسه. فقال: "سبقك الله الملك".
12584 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني حرملة، أنه سمع عمر مولى غفرة يقول: إذا سمعت الله يقول: {يضربون وجوههم وأدبارهم} فإنما يريد أستاههم.
قال أبو جعفر: وفي الكلام محذوف استغني بدلالة الظاهر عليه من ذكره، وهو قوله: ويقولون ذوقوا عذاب الحريق؛ حذفت "يقولون"، كما حذفت من قوله: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا} [السجدة: 21] بمعنى: يقولون ربنا أبصرنا.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن( تفسير الطبري )
|