عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Mar 2007, 12:50 PM   #5
نورالهدى
وسام الشرف


الصورة الرمزية نورالهدى
نورالهدى غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 171
 تاريخ التسجيل :  Dec 2006
 أخر زيارة : 15 May 2008 (01:13 AM)
 المشاركات : 757 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


المحور الخامس

خطر المشعوذين

المشعوذ دجال قد يخفي غرض الكسب ويقنع بالهدايا بإدعاء عدم طلب الأجر خشية الملاحقة الأمنية, ولكن قد يأمن فيفضح غرضه بإعلانه في وسائل الإعلام مدعيًا قدرات يطلب معها الدفع مقدمًا, وفي أحد المواقع أعلن أحدهم أن لديه: (العلاج للعنوسة وربط الأزواج وما يشفي من كل سحر وحسد ومرض بالعلاج بالقرآن والأعشاب خاصة جميع الأمراض الخبيثة و المستعصية كالسرطان وأمراض الكبد والعقم عند النساء والرجال والعلاج ليس مجاني والدفع مقدما), وغالبا يجد المشعوذ ضالته فيمن بلغ حد اليأس تحت وطأة الضغوط الاجتماعية والمصابين بالأمراض المستعصية؛ الاجتماعية منها والبدنية, كما يستغل جهل المصابين بوهم التلبس بجان أو الوقوع فريسة لسحر, وذوي الحالات الصحية المزمنة كالبرص والسكري والسرطان, وذوي الأغراض المتعلقة بالمحبة والكراهية والانتقام كترهيب الزوج أو تدجينه أو الانتقام منه وتحطيمه أو لجلب السعد لابن عاطل أو لابنة عانس, والشعوذة مستمرة في الانتشار خاصة في الأوساط الشعبية حيث تقل الثقافة والوعي وتنتشر الأمية وتكثر الضغوط الاجتماعية والمشاكل الزوجية والمعاناة الدراسية, وتشكل النساء أغلبية الزبائن وهن يتداولن غالبا روايات مبالغ فيها عن حالات كثيرة "تحقق فيها المقصود"؛ تستوي في ذلك المتعلمات والأميات والشابات والمسنات، ومن خوفهن من الحسد والإصابة بالجان يتملكنهن الوهم ويصبن فعلا بوساوس وكوابيس وصداع وآلام فيندفعن نحو الدجالين ويقعن ضحية الابتزاز, وفي الحقيقة هذه جميعا أعراض نفسية وقد يؤدي تأخير علاجها الحقيقي إلى نتائج وخيمة, وكلما عالج علماء الشريعة المشاكل اليومية ونبهوا للسلوكيات المتجاوزة حد الشريعة كلما قلت الظواهر السلبية إذا لم تنعدم.

المحور السادس

ظواهر نفسية معلومة في الطب

تشير هذه الدراسة إلى وجود تطابق تام بين الأعراض الطبية وتلك التي تنسب للجان وتعالج بالإيحاء بوسائل الطرد كالإيهام بالصعق الكهربائي, فتتشابه الأعراض تماما مع أمراض عضوية ونفسية يجهلها المعوذون فيبسطون الأمر بنسبة كل الحالات إلى الجان, وقد أكدت هذه الدراسة قوة الجانب الديني في البيئة الإسلامية, فإذا استثنينا تأثير الإيحاء نجد الانفعال الديني يفسر كثير من حالات الانفعال والاهتزاز والصراخ التي تصيب بعض المرضى عند سماع القرآن الكريم ويظن الحاضرون أنها أفعال الجني والشخص نفسه غير مسئول حتى لو اتهم آخر بجريمة في تلك الحال فهي شهادة لا ترد من جني بالواقعة, والحالات المرضية مثلا التي يشخصها المعوذون على أنها مس أو سحر تتشابه إلى حد التطابق مع تشخيص الطب النفسي, وقد تجد من المعوذين من يطلب وقف دواء طبي ضروري فتستفحل الحالة, وأكثرهم لا يأبهون بالطب النفسي بل إن منهم من يستهزئ بالأطباء اعتقادا منه أنه يمتلك علاجا لجميع الأمراض المستعصية, وبعضهم قد لا يتحفظ في مس الأجنبيات ومنهم من يقوم بضربهن أو خنقهن أو الضغط على بطونهن بيده ورجله مما قد يضطر بعضهن لمجاراته بالاعتراف الزائف بوجود الجني والتحدث بلسانه والتصريح بالراحة بعد خروجه تهربا من الأذى, والأنثى أكثر ضعفا في القدرة على التكيف والتوازن العقلي والنفسي مما يجعلها أطوع للإيحاء ميالة للمغالاة في قدرات المعوذ خاصة الأميات, وقد يتحدث جني على لسانها مخبرا بحالة عشق أو مس وإن لم يخرج الحديث عن ثقافتها ولغتها, والإحساس بالذنب قد يتضاعف فيؤدي إلى كراهية الذات والوقوع في أسر الوهم مما يجعل المصابة أقرب للتأثر بالإيحاء, ويقلد أكثر الرقاة بعضهم وقد يتحول بعض المرضى إلى رقاة أو معاونين فهي إذن ثقافة شعبية سائدة أكثر منها دعاء بالرقية الشرعية.

وانفصام الشخصية Schizophrenia مثلا هو أحد الأمراض الذهانية (العقلية) ويعاني فيه المصاب من اضطراب في التفكير والوجدان والإدراك والسلوك وضعف الإرادة, فينسحب من المجتمع ويغلق باب حجرته على نفسه كثيراً, ويقع ضحية ضلالات لا يقتنع بعدم صحتها وتشمل ضلالات الاضطهاد والعظمة كأن يعتقد أنه زعيم أو مخترع أو أنه مراقب ومضطهد، وكثيراً ما يعانى من هلاوس غالبا ما تكون سمعية كأن يسمع أصوات غير موجودة في الواقع قد تعقب على تصرفاته أو تأمره, وتتسم أفكاره بالغرابة ويقفز إلى استنتاجات مفاجئة لا علاقة لها بالمقدمات ويتطرف في الآراء ويتحذلق في الحديث ويعاني من عدم اهتمام بالمظهر ويتدهور أدائه ومهاراته الاجتماعية والذهنية والوظيفية مع جمود وبرود في العاطفة والوجدان, وقد يأخذ وضعاً غريبا يظل متجمداً فيه لفترة طويلة مع ذهول أو هياج شديد بدون سبب واضح, وكثيراً ما يقاوم المريض فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي فتطوف به الأسرة على الدجالين والمشعوذين فيتأخر الشفاء وتزداد المضاعفات,

ومرض الاكتئاب Depression هو شعور بالحزن والضيق واليأس وقد يصاحبه شعور بالذنب والتقصير والعجز مع فقدان الاهتمام وصعوبة التركيز وكثرة السرحان واضطراب في النوم كالأرق خاصة عند كبار السن وكثرة الكوابيس واضطراب الشهية وتعذر المتعة بأي شيء، ومن علاماته الكسل والإجهاد لأي نشاط عضلي أو عقلي وربما العصبية الزائدة والهياج لأدنى سبب, وقد يصاحب سن اليأس عند المرأة أو بعض الأمراض العضوية, وقد تزيد نسبته عن 5% من مجموع السكان, وتنشط أفكار سلبية في ذهن المريض تدفعه باستمرار إلى اليأس والحزن والتشاؤم والرغبة في الموت قد تؤدي إلى الانتحار في حوالي 15% من الحالات, وقد يعلن الاكتئاب عن نفسه في صورة أعراض جسمانية مثل آلام في أجزاء مختلفة من الجسم أو فقد القدرة الجنسية أو الشكوى من أعراض أمراض عضوية رغم أن الفحوصات الطبية تثبت عدم وجودها, وفي بعض الحالات الشديدة قد تظهر هلاوس hallucinations مثل سماع أصوات تحقر من شأنه أو تحثه على التخلص من حياته أو ضلالات وأفكار ثابتة خاطئة لا تستجيب إلى الإقناع مثل ضلالات الإحساس بالذنب أو ضلالات اعتلال الصحة, وتلك هي نفس الأعراض التي يتكرر سماعها في العيادات الشعبية للمعوذين ويتكرر نسبتها جميعا لأنشطة الجان في إيذاء الإنس, ولكن تلك الحالات تستجيب غالبا للعقاقير أو الصدمات الكهربية في الحالات الشديدة, وقد ثبت أن الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والصحبة الصالحة والتشاغل بأعمال البر ومعاونة المحتاجين يساعد العديد من الحالات بالسيطرة على الأفكار السلبية ونبذ الشعور باليأس والإحباط مع احتمال استرداد نسبة مادة السيروتونين Serotonin كمؤشر معملي إلى معدلها الطبيعي.



 

رد مع اقتباس