بارك الله بك اخي ايمن و جزاك الله خيرا على هذا الطرح الجيد و لله
الحمد اذ وفقك واصبت بعون الله عين الصواب في ما تفضلت به
و من المعلوم ايضا ان الجني كثيرا ما يضع اغراءات
للفتاة حتى يصل اليها و يحضر لها النفيس و الغالي حتى يتمكن منها و تسلمه
نفسها و من الممكن ان يطلب منها الزواج و عدم مقاومتها له قد يعتبره الجني انه
موافقه منها فتصبح من عداد زوجاته وقد عرض علينا الكثير من حالات زواج انسي
بجنية او جني بانسية و هذه من اسوأ الحالات التي ممكن ان يمر بها معالج اثناء
العلاج و هي الزواج من جني حيث انها اصبحت معروفه في عالم الجن انها منهم
و فيهم و هذه المراة اغلب نهاياتها ان تكون من الساحرات الشهيرات حيث ان لها
زوج من الجان فيصبح لها صوله و جولة و مقدره غريبة و مكاشفات
او ان تنطوي المراة على نفسها و تهجر العالم باسره و تبقى في قوقعة هذا الجني
وليس خروجا عن صلب الموضوع ولكن للتوضيح
قال جلال الدين السيوطي : ( وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي
عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند
فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) فامتن الباري تعالى بأن جعل
ذلك من جنس ما يؤلف 0
فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على
ملازمة المسكن أم لا ؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند
القدرة عليه ؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا ، وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط
صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا ، وهل يجوز قبول ذلك من
قاضيهم أم لا ، وهل إذا رآها في صورة غيرالتي ألفها وادعت أنها هي ، فهل يعتمد
عليها ويجوز له وطؤها أم لا ؟ وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم ، كالعظم
وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أم لا ؟
| فأجاب : لا يجوز أن يتزوج بامرأة من الجن ، لمفهوم الآيتين الكريمتين ، قوله |
تعالى في سورة النحل : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة النحل –
الآية 72 ) وقوله في سورة الروم : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
) ( سورة الروم – الآية 21 ) 0
قال المفسرون في معنى الآيتين ( جعل لكم من أنفسكم ) أي من جنسكم ونوعكم
وعلى خلقكم ، كما قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ )
( سورة التوبة – الآية 128 ) أي من الآدميين ، ولأن الآتي يحل نكاحهن : بنات
العمومة وبنات الخؤولة ، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من
آية الأحزاب : ( وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ ) ( سورة
الأحزاب – الآية 50 ) والمحرمات غيرهن ، وهن الأصول والفروع ، وفروع أول
الأصول وأول الفروع من باقي الأصول ، كما في آية التحريم في النساء ، فهذا كله
في النسب ، وليس بين الآدميين والجن نسب 0
ثم قال : وهذا جواب البارزي 0 فإن قلت : ما عنـدك من ذلك ؟