عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 21 Sep 2008, 08:44 AM
مكاوية
جزاها الله خيراً
مكاوية غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2275
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6504 يوم
 أخر زيارة : 27 Oct 2008 (11:00 AM)
 المشاركات : 1,028 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مكاوية is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
هل الجن الذين سخرهم الله لسيدنا سليمان كانوا من المؤمنين ..






هل الجن الذين سخرهم الله لسيدنا سليمان كانوا من المؤمنين أم من الكفرة العصاة



السؤال

هل الجن الذين سخرهم الله - عز وجل - لسيدنا سليمان عليه السلام - كانوا من المؤمنين أم من الكفرة العصاة ؟؟

أنا قرأت أنهم كانوا من العصاة بدليل قوله تعالى ( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )

وأن الله - عز وجل - لا يضع عباده المؤمنين من الجن في العذاب المهين .

فهل كانوا عصاة ؟


الجواب :

أولاً : العصاة يُطلقون – غالباً - في مقابل الـتّـقـاة، والكفار يُطلقون في مقابل المؤمنين

ثانياً : الجن اسم جنس يشمل المؤمنين ، ويشمل الكفار، وكفار الجن يُطلق عليهم الشياطين، قال سبحانه : ( وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ ) الآية .

وقال سبحانه وتعالى : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ )
وقال جل جلاله : ( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )

والآيات في هذا كثيرة ، وفيها دليل على أن اسم الشياطين يُطلق على كفرة الجن، ومن خلال الآيات تتبيّن الإجابة عن سؤالك، قال تبارك وتعالى عن تسخير الجن لسليمان عليه الصلاة والسلام : ( وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ )

ثم المتأمل في دعوة نبي الله سليمان حينما قال : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )

فاستجاب الله دعائه فقال سبحانه : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ )

وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال : إن الشيطان عرض لي فشدّ عليّ ليقطع الصلاة علي ، فأمكنني الله منه ، فَذَعَتـّـهُ ، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ، فذكرت قول سليمان عليه السلام : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، فرده الله خاسيا .
[ ذعته : خنقته ]

وفي رواية : إن عفريتاً من الجن .

فالتعبير هنا بتسخير الشياطين يدل على أن المُسخّرين هم كفرة الجن .والتعبير في الآية الأخرى بـ ( الجن ) يدل على أن الجميع قد سُخّروا له، قال سبحانه : ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ )

وقوله : ( وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) فَدَلّ هذا على أن الجن ( مؤمنهم وكافرهم ) قد سُخِّروا لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام . وأن الوعيد بالعذاب واقع على من يزغ عن أمر ربِّه ، ويخرج عن طاعة نبيّه .

وأما قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )

فالتعبير هنا بـ ( الجن ) يشمل مؤمنهم وكافرهم . والمقصود بالعذاب المهين هو العذاب المُذِلّ في العمل الشاق، وقد لبثوا سنة كاملة في ذلك العمل الشاق ، كما قال أهل التفسير .

والله أعلى وأعلم .




 توقيع : مكاوية


رد مع اقتباس