عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10 Sep 2008, 12:17 AM
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ
نبراس الكلمة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 فترة الأقامة : 6479 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 1,735 [ + ]
 التقييم : 30
 معدل التقييم : نبراس الكلمة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Wink ما أصابك لم يكن ليخطئك..



[motr]ما أصابك لم يكن ليخطئك[/motr]

18/8/1429

يستمد المؤمن قوته من القدر الذي يؤمن فيه، فهو يعلم أن ما أصابه من مصيبة فبإذن الله، وأن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء، لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه. (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51).

المؤمن يعتقد أن رزقه مقسوم، وأجله محدود، لا يستطيع أحد أن يحول بينه وبين ما قسم الله له من رزق، ولا أن ينتقص ما كتب الله له من أجل، وهذه العقيدة تُعطيه ثقة لا حدود لها، وقوة لا تقهرها قوة بشر، وقد كان الرجل يذهب إلى الميدان مجاهدًا في سبيل الله فيعترض سبيله المثبطون، ويخوفونه من ترك أولاده. فيقول: علينا أن نطيعه تعالى كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا.

وكان المعوقون والمخذلون يذهبون إلى المرأة فيثيرون مخاوفها على رزقها ورزق عيالها إذا ذهب زوجها إلى الجهاد، فتجيبهم في ثقة واطمئنان: زوجي عرفته أكالاً ولم أعرفه رزاقًا، فإن ذهب الأكال فقد بقى الرزاق !!
وكان علي بن أبي طالب يخوض المعامع وهو يقول:
أي يومي من الموت أفر؟
يوم لا يقدر أم يوم قدر؟
يوم لا يقدر لا أحذره
ومن المقدور لا ينجي الحذر
والاعتقاد بالقضاء والقدر يتبعه صفة الجرأة والإقدام، وخلق الشجاعة والبسالة يبعث على اقتحام المهالك التي توجف لها قلوب الأسود، وتنشق منها مرائر النمور، هذا الاعتقاد يطبع الأنفس على الثبات، واحتمال المكاره، ومقارعة الأهوال، ويحليها بحلل الجود والسخاء، ويدعوها إلى الخروج عن كل ما يعز عليها، بل يحملها على بذل الأرواح، والتخلي عن نضرة الحياة... كل هذا في سبيل الحق الذي قد دعاها للاعتقاد بهذه العقيدة.

الذي يعتقد بأن الأجل محدود، والرزق مكفول، والأشياء بيد الله، يصرفها كيف يشاء، كيف يرهب الموت في الدفاع عن حقه، وإعلاء كلمة أمته أو ملته، والقيام بما فرض الله عليه من ذلك؟.

اندفع المسلمون في أول نشأتهم إلى الممالك والأقطار يفتحونها ويتسلطون عليها، فأدهشوا العقول، وحيروا الألباب بما دوخوا الأمم، وقهروا الدول، وامتدت سلطتهم من جبال بيرينيه - الفاصلة بين أسبانيا وفرنسا، إلى جدار الصين، مع قلة عدتهم وعددهم، وعدم اعتيادهم على الأهوية المختلفة، وطبائع الأقطار المتنوعة. أرغموا الملوك، وأذلوا القياصرة والأكاسرة، في مدة لا تتجاوز ثمانين سنة، إن هذا ليعد من خوارق العادات وعظائم المعجزات.

دمروا بلادًا ودكوا أطوادًا، ورفعوا فوق الأرض أرضًا ثانية من القسط، وطبقة أخرى من النفع، وسحقوا رءوس الجبال تحت حوافر جيادهم.
وما كان قائدهم وسائقهم إلى جميع هذا إلا الاعتقاد بالقضاء والقدر.

هذا الاعتقاد هو الذي ثبتت به أقدام بعض الأعداد القليلة منهم أمام جيوش يغص بها الفضاء ويضيق بها بسيط الغبراء، فكشفوهم عن مواقعهم، وردوهم على أعقابهم "

نشر بمعرفة : المنار الإسلامي.



[motr1]نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[/motr1]


http://www.almoslim.net/node/97795




 توقيع : نبراس الكلمة




رد مع اقتباس