الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

روى البخاري ( 1899 ) ومسلم ( 1079 ) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ ).

وقد اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوال وصحيح :

هو ماعليه شيخ ابن تيمية رحمة الله : ( اي تضيق علي الشيطان أو القرين الذي داخل الجسد مجري الدم )

وأذكر قصة تأييداً لكلام شيخ الأسلام ابن تيمية :

إن شخصاً ذهب إلي معالج لا يعلم أهو معالج شرعي أو معالج غير الشرعي فالذي تحقق للرجل أنه معالج غير شرعي بسبب طلب أسم أمه فقال له الآن لا أستطيع أن أوفيك بالذي تعاني منه لأن القرين لا يستطيع أن يعطي المعلومات إلا بعد الصوم .

فيتحقق لنا أن من به مس أو إصابة يصرع ويتخبط ولكن الساحر لا يستطيع أن يسحر في رمضان بسبب تصفد القرين داخل الجسد .

وأحب في الآخير أن أنزل كلام ابن العثيمين في مسألة تخبط المصاب في رمضان حتي يزداد الموضوع نوراً :

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وصفدت الشياطين ) ومع ذلك نرى أناسا يصرعون في نهار رمضان ، فكيف تصفد الشياطين وبعض الناس يصرعون ؟

فأجاب بقوله : " في بعض روايات الحديث : ( تصفد فيه مردة الشياطين ) أو ( تغل ) وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلم فيما وراء ذلك ، فإن هذا أسلم لدين المرء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إن الإنسان يصرع في رمضان . قال الإمام : هكذا الحديث ولا تكلم في هذا . ثم إن الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ، بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان . " انتهى كلامه [ مجموع الفتاوى 20 ]

وهذا و الله أعلي وأعلم .

كتبه :

أبو هريرة منير الراقي