فن الاختلاف.

كل انسان له شخصيته التي يتفرد بها عن غيره من الناس، فله اسلوبه في التفكير كما ان له نظرته الخاصة تجاه الحياة فقد يرى ما لا يراه الاخرون في حين انه قد لا يرى ما يراه الاخرون بالتالي فإنه قد يرى اشياء مهمة تفوت على الآخرين والعكس صحيح وهذا التفاوت هو جزء من الطبيعة البشرية للناس وفي هذا الاختلاف تكمن قدرة الانسان على صنع حضارته الانسانية وتنميتها وتطويرها والرقي بالأداء الانساني الى ما فيه خير الانسان ومصلحته في مجالات الحياة المختلفة، ذلك ان كل فرد ينظر الى الأمور من خلال شخصيته ويفسرها انطلاقا من خبراته وأسلوب تفكيره وتكوينه النفسي والذهني والثقافي وهذا يؤدي الى تنوع مدخلات الانسان في تشكيل حضارته وتكاملها واثرائها ودفع عجلتها الى الامام، لأن الاختلاف يدفع الانسان الى محاولة الوصول الى الحقيقة التي يعتقد ان غيره لم يصل اليها لاختلافه معهم في تفسيرها وكيفية الوصول اليها.واحترام الاختلافات الموجودة بين الناس يعني المرونة في التعامل معهم وتقبلهم كما هم وحسن الظن بهم والنظر الى زلاتهم وهفواتهم على أنها أخطاء ولكن ليس بالضرورة ان تكون متعمدة بل انها أمور قابلة للتصحيح والشخص المرن هو الذي يجيد فن الاختلاف بهدوء ولباقة، ويكون مؤهلا للنجاح على المستوى الشخصي والمهني والأسري والاجتماعي ويكون أكثر قدرة على استثمار طاقاته وقدراته العقلية، كما يكون أكثر قابلية واستعدادا لمساعدة الاخرين والوقوف معهم ومساندتهم نفسيا وعاطفيا واجتماعيا ويحوز على استحسانهم وزيادة تقبلهم له.هذه هي المرونة التي تجعل صاحبها يتعامل مع الواقع على أنه سلسلة من الأحداث ليحمي نفسه من ردة الفعل المتسرعة هذا ما يقصد بفن الاختلاف.. ارأيتم كيف انه مهم في حياتنا؟

الكاتب/عبدالله السلطان.