عرض مشاركة واحدة
قديم 21 May 2008, 07:58 PM   #3
ابن حزم الأندلس
باحث برونزي


الصورة الرمزية ابن حزم الأندلس
ابن حزم الأندلس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2712
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 13 Jun 2008 (06:33 PM)
 المشاركات : 25 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هريرة منير الراقي مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

إذا كنت لا تري إجماع المفسرين وتري أن المفسرين ينقلون من بعضهم البعض أنقل لنا أنت ما يخلف هذا التفسير ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد،

"إذ زين لهم الشيطان أعمالهم"

زين معناها حسن عن طريق الوسوسة كما هو الشأن بالنسبة لقصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام

قال تعالى: َفَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ(20)

تمعن معي أخي الكريم معنى "زين" في الآيات التالية:

قالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(39)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ(40)

وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ(24)

وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ(38)



فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43)

زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(37)

كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(12)



لماذا فهم بعض السلف كلمة زين على أنها تشكل رغم أن المعلومات الصحيحة تقول لنا أنا قصة تشكل الشيطان في صورة سراقة وقعت في معركة بدر ونحن نعمل أن هاته المعركة حدثت في شهر رمضان الكريم
ومعلوم أن الشياطين تصفد في رمضان بنص الحديث فكيف أفلت هذا الشيطان وتشكل ويقول ما يقول؟

الواضح أنطلاقا من الفهم الصحيح للأية الكريمة :
إذ زين لهم الشيطان أعمالهم في معاداة المؤمنين وغيرها بأن وسوس إليهم ( وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم أي ألقى في روعهم وخيل لهم أنهم لا يغلبون لكثرة عددهم وعددهم وأوهمهم أن إتباعهم إياه فيما يظنون أنها قربات مجير لهم وحافظ عن السوء حتى قالوا : اللهم أنصر أهدى الفئتين وأفضل الدينين فالقول مجاز عن الوسوسة والإسناد في ( أني جار ) من قبيل الإسناد إلى السبب الداعي و ( لكم ) خبر ( لا ) أو صفة ( غالب ) والخبر محذوف أي لا غالب كائنا لكم موجود و ( اليوم ) معمول الخبر ولا يجوز تعلق الجار بغالب وإلا لانتصب لشبهه بالمضاف حينئذ وأجاز البغداديون الفتح وعليه يصح تعلقه به و ( من الناس ) حال من ضمير الخبر لا من المستتر في ( غالب ) لما ذكرنا وجملة أني جار تحتمل العطف والحالية فلما تراءت الفئتان أي تلاقي الفريقان وكثيرا ما يكنى بالترائي عن التلاقي وإنما أول بذلك لمكان قوله تعالى : ( ( نكص على عقبيه أي رجع القهقري فإن النكوص كان عند التلاقي لا عند الترائي والتزام كونه عنده فيه خفاء والجار والمجرور في موضع الحال المؤكدة أو المؤسسة إن فسر النكوص بمطلق الرجوع وأيا ما كان ففي الكلام إستعارة تمثيلية شبه بطلان كيده بعد تزيينه بمن رجع القهقري عما يخافه كأنه قيل : لما تلاقتا بطل كيده وعاد ما خيل إليهم أنه مجيرهم سبب هلاكهم

( وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله ( تبرأ منهم إما بتركهم أو بترك الوسوسة لهم التي كان يفعلها أولا وخاف عليهم وأيس من حالهم لما رأى إمداد الله تعالى المسلمين بالملائكة عليهم السلام وإنما لم نقل خاف على نفسه لأن الوسوسة بخوفه عليهم أقرب إلى القبول بل يبعد وسوسته إليهم بخوفه على نفسه وقيل : إنه لا يخاف على نفسه لأنه من المنظرين وليس بشيء #

والله أعلم