عرض مشاركة واحدة
قديم 21 May 2008, 03:29 PM   #29
ابن حزم الأندلس
باحث برونزي


الصورة الرمزية ابن حزم الأندلس
ابن حزم الأندلس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2712
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 13 Jun 2008 (06:33 PM)
 المشاركات : 25 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الإخوة الكرام في هذا المنتدى المبارك

أخي الغريب قول ابن تيمية أو ابن عثيمين أو غيرهم ليس حجة بل هو اجتهاد يتأرجح بين الأجر والأجرين لذلك علينا أن نبحث عن الدليل من القرآن والسنة الدليل القطعي الذي لا يترك للشك مجالا...

لذلك أقول :
إنَّ الحق لا يعرف بالرجال، بل الرجال يعرفون بالحق، إنّ الحق مرتبط بالدليل، ولا تعلق له بذوات الخلق قلة أو كثرة، وهذا هو المذهب الحق الذي مشى عليه السلف الصالح، فلم يكن الحق عندهم يجري على لسان أحد غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يقرّون إلا ما دلّ عليه الدليل.
يقول مالك بن أنس رحمه الله وهو يشير إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر".
وأخبر أبو حنيفة رحمه الله أن الحق لا يتعلق به فقال: "حرامٌ على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي؛ فإننا بشرٌ، نقول القول اليوم، ونرجع عنه غدًا".
وقال الشافعي رحمه الله : "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، وقال: "أجمع المسلمون على أنَّ من استبانت له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد".
وقال أحمد رحمه الله : "لا تقلدني، ولا تقلد مالكًا ولا الشافعي ولا الأوزاعي والثوري، وخذ من حيث أخذوا".


وهذا لا يعني أننا نهدر حق علمائنا الأجلاء بل نحترم ما ذهبوا إليه لكننا نخالفهم في الرأي الذي لا دليل عليه وأنقل لكم كلاما ثمينا علينا أن نتبع وهو كلام لابن القيم تلميذ شيخ الاسلام بن تيمية رحمهما الله جميعا:

"الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها أن تجريد المتابعة أن لا تقدم على ما جاء به قول أحد ولا رأيه كائنا من كان بل تنظر في صحة الحديث أولا فإذا صح لك نظرت في معناه ثانيا فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو خالفك من بين المشرق المغرب ومعاذ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها بل لا بد أن يكون في الأمة من قال به ولو لم تعلمه فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله بل اذهب إلى النص ولا تضعف واعلم أنه قد قال به قائل قطعا ولكن لم يصل إليك هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها بشبهة انه اعلم بها منك فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك فهلا وافقته إن كنت صادقا فمن عرض أقوال العلماء على النصوص ووزنها بها وخالف منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم بل اقتدى بهم فإنهم كلهم أمروا بذلك فمتبعهم حقا من امتثل ما أوصوا به لا من خالفهم فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم في القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.....

الروح لابن القيم

تمعنوا هذا الكلام فإن فيه فائدة لكل باحث عن الحق

والله أعلم