21 May 2008, 01:07 PM
|
#26
|
|
باحث برونزي
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم باحث : 2712
|
|
تاريخ التسجيل : May 2008
|
|
أخر زيارة : 13 Jun 2008 (06:33 PM)
|
|
المشاركات :
25 [
+
] |
|
التقييم : 10
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هريرة منير الراقي
|
--------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم طلبت منكم أن الاستدلال بنص يثبت إجماع الأمة على تشكل الجن لكنني أرى أنكم تصرون على اعتبار بعض التفسيرات على أنها إجماع الأمة وهذه مغالطة عقلية (أنت تعلم أن معظم التفاسير التي استشهدت بها ينقل بعضها عن بعض)
بعض التفاسير رددت نفس القصة والتي بدوراها ترجع إلى قول بن عباس رضي الله عنه (أنت تعلم أن الأقوال المنسوبة إلى بن عباس كثيرة وهي ليست كلها صائبة (مثلا قوله " إبليس كان من حي من أحياء الملائكة يقال له الجن" رفضه أغلب العلماء )
إليك بعض ما جاء في كتب التفسير عن إبليس (وأظنك ترفض مثل هذه القصص التي تقول أن إبليس من الملائكة رغما أنها، الأقوال، تنسب إلى بن عباس رضي الله عنه):
1- ففي القرطبي :
يقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرقول الله تعالى : ( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس ابى واستكبر و كان من الكافرين )
في معنى قوله تعالى ( إلا ابليس) : كان اسمه عزازيل وكان من اولي الاجنحه الاربعة ثم ابلس بعد .
وفيه ايضا :
روى سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
كان ابليس من الملائكة فلما عصى الله غضب عليه فلعنه فصار شيطانا.
وفيه ايضا :
حكى الثعالبي عن ابن عباس : ان ابليس كان من حي من احياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم ، وخلقت الملائكة من نور وكان اسمه بالسريانية : " عزازيل " و بالعربية " الحارث " فكان من خزان الجنة ، وكان رئيس ملائكة السماء الدنيا ، وكان له سلطانها وسلطان الارض ، وكان من اشد الملائكة اجتهادا و اكثرهم علما ، وكان يسوس ما بين السماء والارض ، فراى بذلك لنفسه شرفا وعظمه فذلك الذي دعاه إلى الكفر فعصى الله فمسخه شيطانا رجيما .
2- وفي ابن كثير :
قال محمد بن اسحاق عن خلاد عن عطاء ، عن طاوس ، عن ابن عبــاس ، قال: كان ابليس قبل ان يرتكب المعصية من الملائكة اسمه " عزازيل " وكان من سكان الارض ، وكان من اشد الملائكة اجتهادا واكثرهم علما ، فذلك دعاه إلى الكبر وكان من حي يسمونه حنا ( بالحاء لا بالجيم ) .
وفيه ايضا : وقال سنيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس، كان ابليس من اشرف الملائكة و أكرمهم قبيلة ، و كان خازنا على الجنان ، و كان له سلطان سماء الدنيا و كان له سلطان الأرض ...
وقد تبعت باقي التفاسير هذه القصص التي لا أساس لها من الصحة رغما أنها جاءت على لسان صحابي جليل...
وعليه ليس كل ما ورد في التفاسير صحيح لذلك نقول أنه علينا الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله وليس إلى تفاسير المفسيرن رغم احترامها للمجهودات الجبارة التي قالموا فهم سائرون بين الأجر والأجرين
إذا كان لديك أخي الكريم دليلا قطعي الدلالة فأهلا وسهلا
عزيزي القارئ
إعلم أن الجن لا قدرة له على التمثل والتحول لشكل حيوان أو إنسان أو جماد، وهذا ادعاء لا دليل عليه، بل هو مخالف لصريح القرآن، ومناقض لتسمية الجن، فالجن تعني الستر، وكل ما ورد في تمثل الجن روايات آحاد ظنية الثبوت لا ترقى إلى بناء العقيدة، فكيف يُستدل بها وهي على هذا المستوى من الثبوت؟ وكيف يُستدل بها وهي مخالفة للقرآن؟
لم يتوقف البعض عند ذكر روايات مثل قصة سراقة والشيخ النجدي، بل ذهبوا إلى أدنى من هذا، فقد فسروا القرآن بروايات وقصص موقوفة لم يصل أي منها إلى النبي صلى الله عليه وسلم! وأرادوا إلصاقها بالنص القرآني قسرًا من أجل إثبات إمكانية التشكل...
يقول تعالى في محكم تنزيله: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب (الأنفال 48).
أول يجدر الإشارة أن كلمة زين ليس هي تشكل والمتتبع لآيات القرآن الكريم يرى أن هذه الكلمة لم تستعمل كمرادف لتشكل...
فسر بعض المفسرين الأية أعلاه بأن الشيطان تمثل في صورة سراقة وشحن الكفار على حرب المسلمين، ولما رأى المدد السمائي من الملائكة فر وتبرأ منهم وقال إني أرى ما لا ترون، فصارت الآية الكريمة محل استدلال قطعي –عندهم- على إمكانية تجسد الشيطان ورؤية الإنسان له.
وهذه كلها روايات متهافتة سندًا ومتنًا، والاستدلال بها عبث، فالشيطان لا يمكنه فعل أشياء أبسط من ذلك كفتح باب مغلق أو رفع غطاء والحديث الصحيح يبين ذلك:
غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفؤا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم .
قال صلى الله عليه وسلم: (أجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً أجيف عليه، وأوكئوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله) متفقٌ عليه،
وفي رواية أحمد : (فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، ولا يكشف غطاءً، ولا يحل وكاءً).
أخي الكريم ليس في الآية المذكورة أعلاه قول بتجسده، وكلام إبليس في الآية استعارة وليس حقيقة، وحتى لو كان حقيقة فإنه جاء على أسلوب الالتفات استحضرهم كأنهم يسمعونه.
الغريب في الموضوع أن من يستدل بروايات سراقة يوردون تتمة طريفة، فعندما رجعت قريش مهزومة رأوا سراقة الحقيقي وعاتبوه على تركه لهم، فاستغرب وحلف لهم أنه ليس هو، فصدقوه فورًا وقالوا لا بد أن سراقة الأول هو الشيطان! مع أن الرواية تقول أنه جاءهم في جند كبير!
أما قياس إمكانية تجسد الجن على إمكانية تجسد الملائكة كما ذكر القرآن في قصة ضيف إبراهيم، وقصة حمل مريم عليها السلام، فلا يجوز، لأن الإيمان بتجسد الملائكة هو من الإيمان بالخبر، والخبر الذي يصلح دليلاً للإيمان هو الخبر الذي ثبت عقلاً أنه خبر الصادق الذي لا يكذب، وأنَّ المعنى الذي يدل عليه النص مقطوع به أنه على هذا المعنى، أي الخبر القطعي الثبوت، القطعي الدلالة، وبالتالي فلا يجوز قياس تمثل الشيطان على تمثل الملائكة.
تقبل أخي الكريم أبا هريرة أعز التحيات والتقدير
للحديث بقية
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة ابن حزم الأندلس ; 21 May 2008 الساعة 01:11 PM
|