هل لكل إنسان شيطان خاص به؟
قال تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين(الزخرف/36)، وقال أيضا: وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم(فصلت/25)، وفي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن، فقلت أوَ للإنس شياطين؟ قال: نعم . نقرأ في القرآن أيضا سورة كاملة في الموضوع: قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس(الناس/1-6)، ولنتأمل السر في قوله تعالى: من الجنة والناس. اختلف المفسرون في هذا الجار والمجرور، بمَ يتعلق؟ فقال الفراء وجماعة: هو بيان للناس المُوَسْوَس في صدورهم، والمعنى يوسوس في صدور الناس الذين هم من الجن والإنس، أي أن هناك ناس من الإنس وناس من الجن، كما أن هناك رجال من الإنس ورجال من الجن، ومعشر من الإنس ومعشر من الجن، وأمم من الإنس وأمم من الجن، ونفر من الإنس ونفر من الجن... والموَسْوَس في صدورهم قسمان: إنس وجن، فالوسواس يوسوس للجني كما يوسوس للإنسي.