عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13 Apr 2008, 07:48 PM
أبو سفيان
Banned
أبو سفيان غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6490 يوم
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 4,226 [ + ]
 التقييم : 14
 معدل التقييم : أبو سفيان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
هل ثبت في فضائل العرب شيء ؟



هل ثبت في فضائل العرب شيء ؟
الشيخ عبدالرحمن السحيم
السؤال


هل ثبت في فضائل العرب شيء ؟

وإذا كان ثبت فيه شيء كيف الجمع بينه وبين قوله عليه الصلاة والسلام : لا فضل لِعربي على عجمي .. ؟

وجُزيت الجنة

الجواب


الجواب :

وإياك

وبارك الله فيك .

لا أعلم أنه يثبت حديث في تَفْضيل العرب على وجه الخصوص ، والذي ثبت هو العموم ، كقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله اصطفى كِنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم . رواه مسلم .

وكَقَولِه صلى الله عليه وسلم : الناس تَبَعٌ لِقريش في هذا الشأن ؛ مُسلمهم تَبَعٌ لمسلمهم ، وكافرهم تبع لكافرهم ، والناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا . رواه البخاري ومسلم .

وفي رواية لمسلم : الناس تَبَعٌ لقريش في الخير والشر .

قال الشيخ مَرعي الحنبلي في كتاب " مسبوك الذهب في فضل العرب " : وبالجملة فالذي عليه أهل السنة والجماعة اعتِقاد أن جنس العرب أفضل مِن جنس العجم ... وأن قريشا أفضل العرب ، وأن بني هاشم أفضل قريش ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم ؛ فهو أفضل الخلق أجمعين ، وأشْرفهم نَسَبا وحَسَبا ، وعلى ذلك دَرَج السلف والْخَلَف .

ثم نَقَل عن أبي محمد حرب بن إسماعيل الكرماني – صاحِب الإمام أحمد – في وصْفِه للسُّنَّة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العِلم ، وأصحاب الأثر ، وأهل السنة المعروفين بها ، الْمُقْتَدَى بهم فيها .

قال : وقد أدركتُ من أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها . اهـ

ثم أوْرَد أحاديث في فضل العرب ، ونَقَل عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله : وقد رُوِيَتْ في ذلك أحاديث ، الـنُّكْرَة ظاهِرة عليها . اهـ

وبيّن الشيخ مَرعي الحنبلي رحمه الله بعد ذلك مقصود التفضيل ، فقال : إذا عَلِمْتَ هذا ، فاعْلَم أن الذي يُرْجَع إليه ويُعوَّل في الفَضْل عليه هو الـشَّرَف الكَسْبِي الذي مِ،ه العِلم والتقوى ، وهو الفضل الحقيقي ، لا مُجرّد الشَّرَف الذاتي الذي هو شَرَف الـنَّسَب ...

فَمِن الغُرور الواضِح ، والْحُمْق الفاضِح أن يَفْتَخِر أحُدٌ مِن العرب على أحد من العجم بِمُجرّد نَسَبِه ، أو حَسَبِه ، ومَن فَعَل ذلك فإنه مُخطئ جاهِل مغرور ! فَرُبّ حَبَشِيّ أفضل عند الله من ألُوف مِن قُريش . قال الله تعالى في مثل ذلك (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) .

وقال تعالى (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) ، (وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) .

ثم بيَّن الشيخ أن مَن اتَّقَى الله تعالى مِن العَرَب فقد حازَ فضيلة التقوى ، وفضيلة الـنَّسَب ، ومَن لم يَتّقِ الله فهو إلى البهائم أقْرَب !

قال : فالفضل الحقيق هو اتِّبَاع ما بَعَث الله تعالى به محمدا من الإيمان والعِلم باطنا وظاهرا ، لا أنه بِمُجرّد كَون الشخص عربيا أو أعجميا ، أو أسود أو أبيض ، أو بدويا أو قرويا .

وقال الشيخ أيضا :

واعْلَم أن العَرَب الذي هم سُكّان القُرى والأمصار أفضل من الأعراب الذين هم سُكّان البادية ، فإن الله سبحانه وتعالى جَعَل سُكْنَى القُرى يَقتضي مِن كمال الإنسان في العِلم والدِّين ، ورِقّة القلوب ما لا يقتضيه سُكنى البادية ، كما أن البادية تُوجِب مِن صلابة البَدَن والْخُلُق ومتَانة الكلام ما لا يَكون في القرى ؛ هذا هو الأصل .

وقد تكون البادية أحيانا أنْفَع من القُرى ، ولذلك جَعَل الله الرُّسُل مِن أهل القُرى .

فَجِنْس الحاضِرة أفضل مِن جنس البادية ، وأما باعتِبار الأفراد فقد يُوجَد مِن أهل البادية ما هو أفضل من ألوف مِن أهل الحاضِرة . اهـ

وبهذا يَتبيّن أن مَن قال مِن أهل العلم بتفضِيل العَرَب إنما هو بِضميمة أخرى ، وهي التقوى ، أما مُجرّد الـنَّسَب فلا يَفضُل به أحد .

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا : ومَن بَـطّـأ بِه عَمَلُه لَم يُسْرِع بِه نَسَبُه .

وأما حديث : " لا فَضْل لِعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر ؛ إلا بالتقوى " فهذا يَتّفق مع معنى آية الحجرات (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) .

فإن التفاضل إنما هو بالتقوى ، فإذا فُقِدَتِ التقوى فُقِد أصل التفاضل ، وإذا وُجِدت التقوى وُجِد أصل التفاضل ، وقد يُوجَد معه ضَميمة أخرى أو مُرجِّح يَزيد به ذلك التفاضل .

كما لو قُلنا : إن المؤمنين يتساوون في أصل الإيمان ، ويتفاضلون بما عندهم من أعمال .

وقد يَكون تفضيل جنس العرب لِكون العربية هي لُغة القرآن والسنة ، فيَكون التفضيل بِموجِب الْفَهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فَعَاد التفضيل إلى معنى " خِيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " .

ولا شك أن العِلم شَرَف ورِفعة وفَخْر ، فيشْرُف العربي بَمزيد فهم الكِتاب والسنة .

وقد يَشْرُف الأعجمي بذلك ، بل ربما شَرف المولى .

وعلماء مُصْطَلح الحديث يَعقِدون فصلا بعنوان : مَعرفة الْمَوالِي .

وذَكَر الزهري أن هشام بن عبد الملك قال له : مَن يَسُود أهل مكة ؟ فقلت : عطاء .

قال : فأهْل اليمن ؟ قلت : طاوس .

قال : فأهْل الشام ؟ قلت : مَكحول .

قال : فأهْل مِصر ؟ فقلت : يزيد بن أبي حبيب .

قال : فأهْل الجزيرة ؟ فقلت : ميمون بن مهران .

قال : فأهْل خراسان ؟ قلت : الضحاك بن مزاحم .

قال : فأهْل البصرة : فقلت : الحسن بن أبي الحسن . ( الحسن البصري )

قال : فأهْل الكوفة ؟ فقلت : إبراهيم النخعي . وذَكَر أنه يقول له عند كل واحد : أمِن العَرب أم مِن الموالي ؟ فيَقول : من الموالي إلا النخعي ، فإنه مِن العرب ، فقال له : ويلك يا زهري ! فَرّجَتْ عَني - يعني لِذِكْرِه عَرَبيا .

ثم قال : والله لتسُودن الموالي على العرب حتى يُخْطَب لها على المنابر ! والعرب تحتها . فقلت : يا أمير المؤمنين إنما هو أمْر الله ودِينه ، فَمن حَفِظَه سَادَ ، ومَن ضَيَّعَه سَقَط .

والله تعالى أعلم

http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref=1215





رد مع اقتباس