24 Jan 2007, 05:46 PM
|
#7
|
|
وسام الشرف
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم باحث : 171
|
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
|
أخر زيارة : 15 May 2008 (01:13 AM)
|
|
المشاركات :
757 [
+
] |
|
التقييم : 10
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ماهر عبد الله: طيب.. طيب يعني خلي جزء من.. من إجابتك، حتى استشهادك بالقرآن يعني عبد الرحمن عبد الله الكندي ذكر من عمان يقول: الغريب أن ينكر الضيف الكريم واقعاً –شوف- حياً وملموساً، فالتلبس بالجان ظاهرة موجودة والقرآن الكريم هو الفيصل الذي يحسم هذه الظاهرة، فأنا عايز يكون جزء من جوابك…
د.جمال أبو حسان: يا سيدي هذه الوقائع أنا.. أنا أريد أن أبين للناس أننا لا ننكر حدوث هذه الأشياء الموجودة بين الناس، لكن ما هو تفسير هذه الحوادث هو الخلاف ليس في أن هذه الحوادث نحن ننكرها، أنا لا أنكر.. أنكر واقعاً موجوداً، أنا أنكر تفسير هذه الحوادث بإلحاقه بالغيب، هذا عبارة عن أمراض نفسية واضطرابات وأمراض عصبية لأسباب ربما.. ربما نمر بها بعد حين في الحلقة.
ماهر عبد الله: طب خلينا.. خلينا بس لكن باختصار حتى نفهم الأمور صح، إذاً أنت تنكر ظاهرة التلبس.
د. جمال أبو حسان: ليس هناك شيء يدل على هذا مطلقاً.
ماهر عبد الله: وتنكر إمكانية توظيفهم.
د. جمال أبو حسان: لا يمكن هذا مستحيل.
ماهر عبد الله: لا عند المسلمين ولا عند غيرهم.
د. جمال أبو حسان: ولا عند غير المسلمين هذا كلام يعني ليس عليه دليل إطلاقاً إلا وهم.
ماهر عبد الله: وتنكر أنهم يمكن أن يضرونا بشكل مباشر.
د. جمال أبو حسان: أيضاً هذا ليس عليه دليل أبداً.
ماهر عبد الله: وكونهم من عالم الغيب فمعناها لن نراهم ولن يرونا.. قد يرونا.. يرونا من حيث لا نراهم.
د. جمال أبو حسان: الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول في عبارة واضحة فيما نقله عنه كثير من أصحاب الكتب: "من زعم من أهل التكليف أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبياً"، وهذا إمام يعني 3/4 الأمة الإسلامية تعتقد مذهبه.
ماهر عبد الله: ماشي، يعني حتى بس للوضوح طيب، كيف تفسر أيضاً اعتماد البعض وأنت يعني تذكر موضوع الآيات وذكرت مجموعة من هذه الآيات، ثمة آية أنت تحاشيت ذكرها، ولم تستخدمها.
د. جمال أبو حسان: لا.. لم أتحاشى ذكرها، وإنما هذه آية يجب أن يكون لها موقف خاص.
ماهر عبد الله: طيب، أنت تتحدث عن آية.. آية الربا.. الربا.
د. جمال أبو حسان: وهي قوله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ).
ماهر عبد الله: من المس، ما هو المقصود...؟
د. جمال أبو حسان: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، هذه الآية -في الحقيقة، يا أخي الكريم- حرفها الناس عن مقصدها الذي جاءت لأجله، هذه الآية جاءت لتحارب الربا وتحرمه على الناس، الآن هذه الآية كل الناس الذين يستشهدون بها في الكتب هذه الملونة الموجودة على أبواب الشوارع وعلى الأرصفة وقبالة المساجد، يستشهدون بهذه الآية على إثبات المس، ويفسرون المس بالتلبس، ونحن الحقيقة يجب أن نقف مجموعة من الوقفات عند هذه الآية، الآية كما قلت هي سياقها وسباقها يعني الذي قبلها والذي بعدها هو في موضوع الربا، ولا علاقة له إطلاقا بموضوع الجن، من حيث إثبات هذه الظاهرة، الآية تقول إنه الذي يأكل الربا حاله كحال من يتخبطه الشيطان من المس، إذن فيه عندنا قضيتين، فيه عندنا آكل الربا مشبه، وفيه عندنا الذي يتخبطه الشيطان من المس مشبه به، أنا أعتقد -وكما يعتقد كثير من المفسرين- أن الآية هذه حديث عن نفسيات آكلي الربا الذين سول لهم الشيطان تحليل ما حرم الله تبارك وتعالى، هؤلاء في صراع نفسي مرير أمام الجشع الحاصل لهم بسبب طغيان الربا على أنفسهم، وفي المقابل عندهم معلومة عقدية إنه الربا حرام، فالصراع هذا هو الذي يشكل عندهم هذه الحالة النفسية البائسة الكئيبة، و تخيل واحد من الذين يأكلون الربا إذا صار في قضية.. في دولة من الدول ويمكن يتأثر.. تتأثر مبالغه المالية يعني قلة أو ضعفاً ما الذي يكون حاله؟ هذا الذي يأكل الربا دائم الجشع والطمع.. مهموم.
ماهر عبد الله: ماشي.. ماشي هذا.. هذا لن نختلف عليه، ولكن لماذا وأنت تقر معي أن القرآن لا عبث فيه.
د. جمال أبو حسان: نعم.
ماهر عبد الله: وأن كل كلمة فيه مقصودة قد لا ندرك المقصود بها تماماً، لماذا اختار الله -سبحانه وتعالى- أن يستخدم هذا المثل بالذات؟
د. جمال أبو حسان: هو هذا المثل ليس فيه مشكلة، الذي يتخبطه الشيطان من المس يتخبطه معناها يجعله يسير على هدى، ومن.. المس من الوسوسة بدليل أن الله تعالى ذكر عن نبي الله أيوب يوم قال يناجي ربه (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)، فقال مسني الشيطان، وما أحد من المفسرين ولا غير المفسرين يمكنه أن يدعي أن نبي الله أيوب.. نبي الله أيوب -صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين- قد لبسه الجن وجعله يتخبط، لا يمكن أن يكون هذا الكلام كذلك، فالمس الحقيقة ليس المقصود منه في القرآن الكريم إلا الوسوسة، لأنه يجب أن نأخذ هذه الكلمة.. وأنا هنا أحب أن أبين منهجاً في تفسير القرآن الكريم، إن الموضوع العام الذي يحكيه القرآن الكريم لا يجوز أن نأخذ آية واحدة تتحدث في جزئية قصيرة أو قليلة عن هذا الموضوع ثم نعمم هذه الجزئية على بقية الموضوع، التصرف السليم أن نجمع الآيات كلها والأحاديث كلها ثم نسلط الضوء عليها مجتمعة في دائرة واحدة، عندئذ يمكننا أن.. أن نحصل على نتيجة واضحة، نتيجة صحيحة، نتيجة مقبولة، أما أن نجزئ القرآن كي.. بحيث أنه كل آية نتخذ منها دين، كل آية نتخذ منها منهج خاص، بحيث بعد قليل يمكن أن تتضارب هذه المناهج وتتضارب هذه الأفكار، هذا مما لا يمكن يرضي الله ولا رسوله.
ماهر عبد الله: طيب، ماذا.. ماذا تقول للحديث الصحيح، وأظن أنك ستتفق معنا "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم".
د. جمال أبو حسان: هذا الحديث الحقيقة لا يمكن أن يفسر إلا بالوسوسة، هذا يعني مرتبط بقصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً يوصل صفية -رضي الله عنها- إلى بيتها بالليل بعد أن زارته في معتكفه، وفي الطريق رآه رجلان من الأنصار فأسرعا الخطى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "على رسلكما إنها صفية"، قالا: أعليك يا رسول الله؟ قال "إني خشيت أن يعني يسبب الشيطان لكما شيئاً"، فهي القضية إنه النبي -صلى الله عليه وسلم- خشي أن يوسوس الشيطان لهذين الصحابيين وواحد منهم يقول: أيش ها المرأة هذه اللي ماشي معها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل، فهي قضية ليست إلا قضية وسوسة وإيهام.
ماهر عبد الله: طب ما فيه.. فيه صيغة ثانية للحديث لما أقول "فضيقوا عليه بالصوم".
د. جمال أبو حسان: هي قضية معنوية هذه.
ماهر عبد الله: طب ما هي معنوية لكن انبنى عليها شيء عملي أنه..
د. جمال أبو حسان: لا انبنى عليها ولا شيء، لأنه الصائم حقيقة عندما يصوم.. متوجهاً إلى الله بالصوم تكون روحه راقية، نفسه عالية.. لا يمكن للشيطان أن يقربه، وتلاحظ إنه الصوم يعني من أحسن طرق العلاج لمثل هذه الأوهام، لأن الصوم التجاء إلى الله.
ماهر عبد الله: طب، أنا فاتني في.. في الإنكار هنا لا تلبس، لكن هل يمكن حتى بس للوضوح، أنت أيضاً تنكر إمكانية أن يتشكل الجن بصيغة غير الصيغة البشرية، صيغة *****ات أو صيغة..
د. جمال أبو حسان: أنا لا أنكر هذا، لكن أن يتشكل الجن بالإنسان، هذا لا يمكن يكون، لا يمكن..
|
|
|
|