عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08 Mar 2008, 09:49 AM
مسك 2007
جزاها الله خيراً
مسك 2007 غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2283
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6503 يوم
 أخر زيارة : 14 Mar 2011 (12:57 AM)
 المشاركات : 741 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مسك 2007 is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أكابر المجرمين .. حين يمكرون ..




( قبساتٌ من كتاب الله...)

((..أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا..))


هذا القبس جزء من آية، وهي قوله تعالى: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا

وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))
[الأنعام:123].



وقد تضمّنت هذه الآية أربع حقائق جليّة:


* الحقيقة الأولى:

أنّ الله ـ تعالى ـ قد جعل في كلّ قرية مجرمين كباراً، من المنافقين والمفسدين والمضلّين.. والقرية

اسم للمكان الذي يجتمع فيه الناس. و( كلّ ) من ألفاظ العموم.


* الحقيقة الثانية:

أنّ هؤلاء المجرمين يمكرون.. يمكرون بالمؤمنين لتشويه صورتهم، والحيلولة بينهم وبين التأثير في

الناس، ويمكرون لتحقيق أهدافهم المضلّلة، وبث تصوّراتهم المريضة، وأفكارهم المنحرفة. وكلّ ذلك

واقع بإذن من الله ـ عزّ وجلّ ـ وإرادة منه، لحكمة يعلمها سبحانه.


* الحقيقة الثالثة:

أنّ هؤلاء المجرمين ـ من المنافقين والمفسدين والمضلّين ـ إنّما يمكرون بأنفسهم، فمكرهم عائد

عليهم، طال الزمان أو قصر، كما قال الله تعالى في موضع آخر: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ

الْمَاكِرِينَ ))
[الأنفال:30].


ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وفي ذلك تحذير للمجرمين، وتطمين للمؤمنين، مع ضرورة العمل

على مدافعة هؤلاء المجرمين، ومكافحتهم، وفضحهم بكل السبل المتاحة.


* الحقيقة الرابعة:

أنّهم لا يشعرون بأنّ مكرهم عائد عليهم، ولو شعروا لما مكروا، ولما حصل مراد الله تعالى، من إعلاء

شأن المؤمنين، وإذلال المجرمين من المنافقين والمفسدين، والمضلّين، وخير مثال على ذلك: ما

حصل في حادثة الإفك من اتّهام أمّ المؤمنين الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة ـ رضي الله عنها وعن

أبيها ـ بالسوء، من قِبَل رأس المنافقين عبد الله ابن أبيّ بن سلول، فكان أن برّأها الله من فوق

سبع سماوات بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، فارتدّ كيد المجرمين في نحورهم، ونزل خزيهم ولعنهم

إلى يوم القيامة، ولولا مكر هؤلاء المجرمين، ما علا شأن المؤمنين، ولا ارتفع ذكرهم، فليصنع

المجرمون ما شاءوا، وليمكروا ما أرادوا، فإنّهم إنّما يمكرون بأنفسهم، شعروا بذلك أم لم يشعروا،

والله غالب على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ..


بقلم فضيلة الشيخ الدكتور .. محمد عبد العزيز المسند ..






 توقيع : مسك 2007

الحمدلله رب العالمين ..

رد مع اقتباس