04 Mar 2008, 12:40 PM
|
#2
|
|
جزاها الله خيرآ
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم باحث : 2436
|
|
تاريخ التسجيل : Feb 2008
|
|
أخر زيارة : 01 Apr 2009 (05:00 PM)
|
|
المشاركات :
152 [
+
] |
|
التقييم : 10
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
من مصائد الشيطان
أولا: الخلوة
ما هي الخلوة المحرمة؟
هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه، في غيبة عن أعين الناس،وهي من أفعال الجاهلية، وكبائر الذنوب.
ما هو الدليل على تحريمها؟:
* ما رواه ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يخطب يقول: "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ".
* وما رواه عامر بن ربيعة- رضي الله عنه- أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان "، وهذا يعم جميع الرجال، ولو كانوا صالحين أو مسنين، وجميع النساء، ولو كن صالحات أو عجائز.
* وعن جابر- رضي الله عنه- أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان ".
* وعنه- رضي الله عنه- أيضا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تلجوا على المغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم ". أي: لا تدخلوا على النساء اللاتي غاب أزواجهن، بسفر ونحوه.
وقد تكون القرابة إلى المرأة أو زوجها سبيلا إلى سهولة الدخول عليها أو الخلوة بها، كابن العم وابن الخال مثلا، ولذلك حذرنا النبي، صلى الله عليه وسلم، من ذلك لأنه من مداخل الشيطان، ومسارب الفساد. فعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: " الحمو الموت "، والحمو هو قريب الزوج، الذي لا يحل للمرأة، كأخيه وابن عمه، فبين النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه يفسد الحياة الزوجية، كما يفسد الموت البدن.
قال الأبي- رحمه الله-: "لا تعرض المرأة نفسها بالخلوة مع أحد، وإن قل الزمن، لعدم الأمن لا سيما مع فساد الزمن، والمرأة فتنة، إلا فيهما جبلت عليه النفوس من النفرة من محارم النسب " أ هـ. فالحكمة من تحريم الخلوة هي: سد الذريعة إلى الفاحشة أو الاقتراب منها، حتى يظل المرء واقفا على مسافة بعيدة قبل أن يفضي إلى حدود الجريمة الأصلية، { تلك حدود الله فلا تقربوها}. [البقرة، الآية: 187].
ثانيا: الإختلاط
ما هو الاختلاط؟:
هو اجتماع الرجل بالمرأة التي ليست بمحرم له اجتماعا يؤدي إلى ريبة، أو: هو اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم في مكان واحد، يمكنهم فيه الاتصال فيما بينهم بالنظر، أو الإشارة، أو الكلام، أو البدن من غيرحائل أو مانع يدفع الربية والفساد.
ما هي أدلة تحريم الإختلاط؟!
أولا : من القرآن الكريم:
* قول الله- سبحانه وتعالى-: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}. [الأحزاب، الآية: 33]فخير حجاب للمرأة بيتها.
* وقوله- جل وعلا-: {وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } [الأحزاب، الآية: 53].
ثانيا: من السنة الشريفة:
* قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: " المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها".
* وعن أبي أسيد، مالك بن ربيعة- رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق: " استأخرن، فليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به ".
ومعنى تحققن: أي تذهبن في حاق الطريق، وهو الوسط، كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: ((ليس للنساء وسط الطريق)).
* وقدأفرد،صلى الله عليه وسلم، في المسجد بابا خاصا للنساء يدخلن، ويخرجن منه، لا يخالطن، ولا يشاركهن فيه الرجال.
فعن نافع، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "لو تركنا هذا الباب للنساء؟ " قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات ".
وعن نافع، مولى ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: "كان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ينهى أن يدخل المسجد من باب النساء"
* ومن ذلك: تشريعه للرجال إماما ومؤتمين ألا يخرجوا فور التسليم من الصلاة، إذا كان في الصفوف الأخيرة بالمسجد نساء، حتى يخرجن، وينصرفن إلى دورهن قبل الرجال، لكي لا يحصل الاختلاط بين الجنسين- ولو بدون قصد- إذا خرجوا جميعا.
قال أبو داود في ((سننه )): "باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة"، ثم ساق حديث أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا سلم مكث قليلا، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال ".
ورواه البخاري أيضا، وفيه:
قال ابن شهاب: "فترى- والله أعلم- لكي ينفذ من ينصرف من النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم " أي: الرجال.
وعن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: "كان يسلم فينصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله، صلى الله عليه وسلم "
وروى النسائي: "أن النساء كن إذا سلمن قمن، وثبت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قام الرجال " .
قال الحافظ ابن حجر: "وفي الحديث.. كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات، فضلا عن البيوت " أ هـ.
* وعن أم حميد الساعدية، أنها جاءت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك!! فقال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خيرلك من صلاتك في مسجدي ".
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد، وبيوتهن خير لهن "
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها"، وهذا كله في حال العبادة والصلاة التي يكون فيها المسلم أو المسلمة أبعد ما يكون عن وسوسة الشيطان وإغوائه، فكيف بما عداها؟!
* عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "شهدت الفطر مع النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان- رضي الله عنهم- يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، خرج النبي، صلى الله عليه وسلم، كأني أنظر إليه حين يجلس بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء". الحديث.
وفي رواية مسلم: "يجلس الرجال بيده "، وذلك كي لا يختلطوا بالنساء.
ولقد حرصت الصحابيات على عدم الاختلاط حتى في أشد المساجد زحاما، وفي أشد الأوقات زحاما، في موسم الحج بالمسجد الحرام.
فلقد كانت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- تطوف محجوزا بينها وبين الرجال بثوب، لا تخالطهم، فقالت لها امرأة: "انطلقي نستلم يا أم المؤمنين " تعني: هيا نقبل الحجر الأسود، فقالت لها: "انطلقي عنك))، وأبت، يعني حتى لا تخالط الرجال.
وكانت النساء في عهده، صلى الله عليه وسلم، إذا أردن دخول الكعبة المشرفة، يقفن إلى أن يخرج الرجال، ثم يدخلن إذا خرجوا.
ودخلت على عائشة- رضي الله عنها- مولاة لها، فقالت لها: "يا أم المؤمنين! طفت بالبيت سبعا، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا، فقالت لها عائشة- رضى الله عنها-: لا آجرك الله، لا آجرك الله، تدافعين الرجال؟! ألا كبرت، ومررت؟! ".
وعن إبراهيم النخعي، قال: "نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء، قال: فرأى رجلا معهن فضربه بالدرة" ، والدرة: التي يضرب بها.
ولقد حط الله عن النساء الجمعة، والجماعة، والجهاد، وجعل جهادهن لا شوكة فيه، وهو الحج المبرور، فإن أفضل أحوالهن الستر والقرار في البيوت، وأداء رسالتهن السامية من وراء الحجاب.
من نتائج الإختلاط:
قال الإمام ابن قيم الجوزية- رحمه الله-:
"ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة" أ هـ.
أضف إلى هذا شيوع الطلاق، وتفشي التبرج بالزينة، وانعدام الغيرة واضمحلال الحياء، وفساد الأخلاق، وتعسير غض البصر، وتيسير زنا العين، والتسبب في بلاء العشق الذي يتلف الدنيا والدين. من صور الإختلاط المحرم:
1- اختلاط الأولاد الذكور والإناث- ولو كانوا إخوة- بعد التمييز في المضاجع، فقد أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بالتفريق بينهم في المضاجع.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ".
2- اتخاذ الخدم الرجال، واختلاطهم بالنساء، وحصول الخلوة بهن، روي في بعض الآثار أن فاطمة، عليها السلام، لما ناولت ابنها أنسا قال: رأيت كفا.. يعني أنه لم ير وجها، وقد كان أنس،رضي الله عنه، خادما خاصا للنبي، صلى الله عليه وسلم، وكان يعيش عنده كأحد أهله.
3- اتخاذ الخادمات اللائي يبقين بدون محارم، وقد تحصل بهن الخلوة.
4- السماح للخطيبين بالمصاحبة والمخالطة التي تجر إلى الخلوة، ثم إلى ما لا تحمد عقباه، فيقع العبث بأعراض الناس بحجة التعارف ومدارسة بعضهم بعضا.
5- استقبال المرأة أقارب زوجها الأجانب، أو أصدقاءه في حال غيابه، ومجالستهم.
6- الاختلاط في دور التعليم كالمدارس والجامعات والمعاهد، والدروس الخصوصية.
7- الاختلاط في الوظائف، والأندية، والمواصلات، والأسواق، والمستشفيات، والزيارات بين الجيران، والأعراس، والحفلات.
8- الخلوة في أي مكان ولو بصفة مؤقتة كالمصاعد، والمكاتب، والعيادات، وغيرها.
فتش عن الثغرة
إن جعبة الباحثين والدارسين لظاهرة الاختلاط حافلة بالمآسي المخزية، والفضائح المشينة، التي تمثل صفعة قوية في وجه كل من يجادل في الحق بعد ما تبين.
وإن الإحصائيات الواقعية في كل البلاد التي شاع فيها الاختلاط ناطقة بل صارخة بخطر الاختلاط على الدنيا والدين، لخصها العلامة أحمد وفيق باشا العثماني الذي كان سريع الخاطر، حاضر الجواب، عندما سأله بعض عشرائه من رجال السياسة في أوروبا، في مجلس بإحدى تلك العواصم قائلا:
"لماذا تبقى نساء الشرق محتجبات في بيوتهن مدى حياتهن، من غير أن يخالطن الرجال، ويغشين مجامعهن؟ ".
فأجابه في الحال قائلا:
((لأنهن لا يرغبن أن يلدن من غير أزواجهن)).
وكان هذا الجواب كصب ماء بارد على رأس هذا السائل، فسكت على مضض كأنه ألقم الحجر .
ولما وقعت فتنة الاختلاط بالجامعة المصرية، كان ما كان من حوادث يندى لها الجبين، ولما سئل "طه حسين " عن رأيه في هذا، قال: "لابد من ضحايا"!، ولكنه لم يبين: "بماذا" تكون التضحية؟ و"في سبيل ماذا " لابد من ضحايا؟وأي ثمرة يمكن أن تكون أغلى وأعز وأثمن من أعراض المسلمين.
فتبا لهؤلاء المستغربين، وسحقا سحقا لعبيد المدنية الزائفة الذين أطلقوا لبناتهم ونسائهم العنان يسافرون دون محرم، ويخلون بالرجال الأجانب، فذعين أن الظروف تغيرت، وأن ما اكتسبته المرأة من التعليم، وما أخذته من الحرية يجعلها موضع ثقة أبيها وزوجها، فما هذا إلا فكر خبيث دلف إلينا ليفسد حياتنا، وما هي إلا حجج واهية ينطق بها الشيطان على ألسنة هؤلاء الذين انعدمت عندهم غيرة الرجولة والشهامة فضلا عن كرامة المسلم ونخوته.
ومثل الذين يتهاونون في الخلوة والاختلاط الآثم بدعوى أنهم ربوا على الاستجابة لنداء الفضيلة ورعاية الخلق، مثل قوم وضعوا كمية من البارود بجانب نار متوقدة، ثم ادعوا أن الانفجار لا يكون لأن على البارود تحذيرا من الاشتعال والاحتراق.. إن هذا خيال بعيد عن الواقع، ومغالطة للنفس، وطبيعة الحياة وأحداثها.
والآن نستطيع- بكل قوة- أن نجزم بحقيقة لا مراء فيها، وهي أنك إذا وقفت على جريمة فيها نهش العرض، وذبح العفاف، واهدار الشرف، ثم فتشت عن الخيوط الأولى التي نسجت هذه الجريمة، وسهلت سبيلها، فإنك حتما ستجد أن هناك ثغرة حصلت في الأسلاك الشائكة التي وضعتها الشريعة الإسلامية بين الرجال والنساء، ومن خلال هذه الثغرة.. دخل الشيطان! وصدق الله العظيم: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا }. [النساء، الآيتان: 27- 28]
ثالثا : التبرج
مثالب التبرج
التبرج معصية لله ورسوله، صلى الله عليه وسلم:
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئا، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ". فقالوا: يا رسول من يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
التبرج كبيرة مهلكة:
جاءت أميمة بنت رقيقة.. إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تبايعه على الإسلام. فقال: "أبايعك على أن لا ئشركي بالله، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى )). فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة:
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "سيكون في آخر أمتي نساة كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات "، والبخت: نوع من الإبل.
التبرج من صفات أهل النار:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ويحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة:
روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها، كمثل ظلمة يوم القيامة، لا نور لها"، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من ظلمة، والحديث- وإن كان ضعيفا لكن معناه صحيح، وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب، والراحة نصب، والشبع جوع، والبركة محق، والطيب نتن، والنور ظلمة، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم، ودم الشهيد أطيب من ريح المسك.
التبرج نفاق:
فقد قال، صلى الله عليه وسلم،: "خير نسائكم الودود، الولود، المواتية، المواسية، إذا إتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ". والغراب الأعصم هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء، لأن هذا الوصف في الغربان قليل.
التبرج تهتك وفضيحة:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله- عز وجل ".
التبرج فاحشة:
فإن المرأة عورة، وكشف العورة فاحشة ومقت، قال- تعالى-:{ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون }. [الأعراف، الآية: 28]. والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة: { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} [ البقرة، الآية: 269].
والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي، قال- تعالى-: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}. [النور، الآية: 19].
التبرج سنة إبليسية:
إن قصة آدم وحواء مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس على كشف السوءات، وهتك الأستار، وإشاعة الفاحشة، وأن التهتك والتبرج هدف أساسي له، قال الله- عز وجل-: {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما}. [الأعراف، الآية: 27].
فإبليس إذن هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف، وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة، وهو إمام كل من أطاعه في معصية الرحمن، خاصة هؤلاء المتبرجات اللائي يؤذين المسملمين، ويفتن شبابهم، قال، صلى الله عليه وسلم،: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء".
التبرج طريقة يهودية:
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة، وكان التبرج من أمضى أسلحة مؤسساتهم المنتشرة، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال، حتى قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
وقد حكت كتبهم أن الله- سبحانه- عاقب بنات صهيون على تبرجهن، ففي الإصحاح الثالث من سفر أشعيا: "إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن، والمباهاة برنين خلاخيلهن، بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل، والضفائر، والأهلة، والحلق، والأساور، والبراقع، والعصائب ".
ومع تحذير الرسول، صلى الله عليه وسلم، من التشبه بالكفار، وسلوك سبلهم خاصة في مجال المرأة إلا أن أغلب المسلمين خالفوا هذا التحذير، وتحققت نبوءة رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم " قيل: اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟ ".
فما أشبه هؤلاء اللاتي أطعن اليهود والنصارى، وعصين الله ورسوله بهؤلاء اليهود المغضوب عليهم، الذين قابلوا أمر الله بقولهم: { سمعنا وعصينا}، وما أبعدهن عن سبيل المؤمنات اللاتي قلن حين سمعن أمر الله: {سمعنا وأطعنا}!
قال- تعالى-: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غيرسبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}. [النساء، الآية: 115].
التبرج جاهلية منتنة:
قال- تعالى-: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [الأحزاب، الآية: 33].
وقد وصف النبي، صلى الله عليه وسلم، دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة،وأمرنا بنبذها، وقد جاء في صفته، صلى الله عليه وسلم، أنه { يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } [ الأعراف، الآية: 157].
فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية كلاهما منتن خبيث حرمه علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال، صلى الله عليه وسلم،: "كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي " سواء في ذلك: تبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحكم الجاهلية، وظن الجاهلية، وحمية الجاهلية، وربا الجاهلية.
التبرج حيوانية وتخلف وانحطاط:
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية، لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر، ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله وأنعم عليه بفطرة حب الستر والصيانة، وإن رؤية التبرج والتهتك والفضيحة جمالا ما هي إلا فساد في الفطرة، وانتكاس في الذوق، ومؤشر على التخلف والانحطاط.
ولقد ارتبط ترقي الإنسان بترقيه في ستر جسده، فكانت نزعة التستر دوما وليدة التقدم، وكان ستر المرأة بالحجاب يتناسب مع غريزة الغيرة التي تستمد قوتها من الشهوة التي تغرى بالتبرج، والاختلاط، وكل من قنع ورضى بالثانية فلابد أن يضحى بالأولى حتى يسكت صوت الغيرة في قلبه، مقابل ما يتمتع به من التبرج والاختلاط بالنساء الأجنبيات عنه، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة، وقلة الحياء، وانعدام الغيرة، وتبلد الإحساس، وموت الشعور:
لحد الركبتين تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل في صباح يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطير:
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع، وعبر التاريخ، يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، ولاسيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
فمن هذه العواقب الوخيمة : تتسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن. مما يتلف الأخلاق والأموال، ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها.
و منها: فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب، خاصة المراهقين، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها.
ومنها:تحطيم الروابط الأسرية، وانعدام الثقة بين أفرادها وتفشي الطلاق.
ومنها:المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها.
ومنها: الإساءة إلى المرأة نفسها، والإعلان عن سوء نيتها، وخبث طويتها، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء.
ومنها:انتشار الأمراض: قال، صلى الله عليه وسلم،: "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين قضوا". .
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين. قال، صلى الله عليه وسلم،: "العينان زناهما النظر"، وتعسيرطاعة غض البصر التي أمرنا بها إرضاء لله- سبحانه وتعالى.
ومنها: استحقاق نزول العقوبات العامة التي هي قطعا أخطر عاقبة من القنابل الذرية، والهزات الأرضية، قال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً} [الإسراء، الآية: 16] وقال، صلى الله عليه وسلم،: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ".
احذري التبرج المقنع
إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء، وهن اللائي يسمين المعاصي بغير اسمها، فيسمين التبرج حجابا، والمعصية طاعة.
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل، فأحبط الله كيدهم، وثبت المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عزوجل.
فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف بالصحوة عن مسيرتها الربانية، فراحوا يروجون صورا مبتدعة من الحجاب على أنها ((حل وسط))به ترضى المحجبة ربها- زعموا-، وفي ذات الوقت تساير مجتمعها، وتحافظ على "أناقتها "!
وكانت((بيوت الأزياء))قد أشفقت من بوار تجارتها بسبب انتشار الحجاب الشرعي، فمن ثم أغرقت الأسواق بنماذج ممسوخة من التبرج تحت اسم "الحجاب العصري " الذي قوبل في البداية بتحفظ واستنكار.
وأحرجت ظاهرة الحجاب الشرعي طائفة من المتبرجات اللائي هرولن نحو "الحل الوسط " تخلضا من الحرج الاجتماعي الضاغط الذي سببه انتشار الحجاب، وبمرور الوقت تفشت ظاهرة "التبرج المقنع " المسمى بالحجاب العصري، تحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات، وما هن إلا كما قال الشاعر:
إن ينتسبن إلى الحجاب فإنه نسب الدخيل
فيا صاحبة((الحجاب العصري المتبرج))!
حذار أن تصدقي أن حجابك هو الشرعي الذي يرضى الله- عز وجل- ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وإياك أن تنخدعي بمن يبارك عملك هذا، ويكتمك النصيحة، ولا تغترى فتقولي: "إني أحسن حالا من صويحبات التبرج الصارخ))، فإنه لا أسوة في الشر، والنار دركات، كما أن الجنة درجات، فعليك أن تقتدي بأخواتك الملتزمات بحق بالحجاب الشرعي بشروطه.
روي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم في الدنيا، وفوقكم في الدين، فذلك أجدر أن لا تزدروا- أي تحتقروا- نعمة الله عليكم ".
وتلا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قوله- عز وجل-: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون }. [فصلت، الآية: 30]
فقال: "استقاموا- والله- لله بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب ".
وعن الحسن- رحمه الله- قال: "إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوما في طاعة الله، فبغاك، وبغاك- أي طلبك مرة بعد أخرى- فرآك مداوما، ملك، ورفضك، وإذا كنت مرة هكذا، ومرة هكذا، طمع فيك ".
فهيا إلى استقامة لا اعوجاج فيها، وهداية لا ضلالة فيها، وهيا إلى توبة نصوح لا معصية فيها. {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور، الاية: 31].
سمعنا، وأطعنا.
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه- عز وجل-، ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي، حبا وكرامة للإسلام، واعتزازا بشريعة الرحمن، وسمعا وطاعة لسنة خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، غير مبال بما عليه تلك الكتل البشرية الضالة التائهة، الذاهلة عن حقيقة واقعها، والغافلة عن المصير الذي ينتظرها.
وقد نفى الله- عز وجل- الإيمان عمن تولى عن طاعته، وطاعة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فقال: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين، وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون } [النور، الآيتان: 47، 48]. إلى أن قال- سبحانه-: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون، ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } [النور، الآيتان: 51، 52].
عن صفية بنت شيبة قالت: بينما نحن عند عائشة- رضي الله عنها - قالت: فذكرنا نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة- رضي الله عنها -: "إن لنساء قريش لفضلا، وإني- والله- ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن } [النور، الآية: 31]. فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته، وابنته، وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به - تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ".
إذن لا خيار أمام أمر الله، ولا تردد في امتثال حكم الله، فهيا إلى التوبة أيتها الأخت المسلمة، واحذري كلمة "سوف أتوب، سوف أصلي، سوف أتحجب "، لأن تأجيل التوبة ذنب يجب التوبة منه، قولي كما قال موسى، عليه السلام، {وعجلت إليك رب لترضى}. [طه، الآية: 84].
وقولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل: {وسمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا، وإليك المصير}. [البقرة، الآية: 285].
نداء إلى أولياء الأمور
فيا أولياء النساء والزوجات والبنات !
تذكروا: أنكم موقوفون بين يدي الله- تعالى- كذا، ومسئولون عنهن، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "الرجل راع على أهله وهو مسئول عن رعيته ".
احذروا: " الخلوة، والاختلاط، والتبرج "، فإنها والزنى رفيقان لا يفترقان، وصنوان لا ينفصمان غالبا.
واعلموا: أن الستر والصيانة هما أعظم عون على العفاف والحصانة، وأن احترام القيود التي شرعها الإسلام في علاقة الجنسين هو صمام الأمن من الفتنة والعار، والفضيحة والخزي.
احذروا أجهزة الفساد السمعية منها والبصرية التي تغزوكم في عقر داركم، وهي تدعو نساءكم وأبناءكم إلى الافتتان، وتضعف فيهم الإيمان، وقد قيل: حسبك من شر سماعه، فكيف برؤيته؟! صونوا بناتكم وزوجاتكم ولا تتهاونوا فتعرضوهن للأجانب.
إن الرجال الناظرين إلى النساء مثل السباع تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان
إن الأعراض إذا لم تصن بهذه الحصون والقلاع، ولم تحصن بالأسوار والسدود، فستسقط- لا محالة- أمام هذه الهجمة الشرسة، ويقع المحظور، ولاينفع حينئذ بكاء ولا ندم، والتبعة كل التبعة، واللوم أولا وأخيرا على ولي البنت الذي ألقى الحبل على غاربه، وأرخى لابنته العنان، فيداه أوكتا، وفوه نفخ:
نعب الغراب بما كرهـ ولا إزالة للقدر
تبكي وأنت قتلتها! اصبر، وإلافانتحر
***
أتبكي على لبنى وأنت قتلتها لقد ذهبت لبنى فما أنت صانع؟!
رابعا : المعاكسة
أختي المسلمة.. أتدرين ما المعاكسة؟ إنها البوابة الأولى إلى حظيرة الزنا. أختي الفاضلة.. أتدرين ما الفاحشة؟ إنها لذة ساعة وحسرة إلى قيام الساعة.
أختي المسلمة.. ماذا يريد منك المعاكس!؟ وهو يستدرجك إلى اللقاء، ويزين لك حلاوة اللقاء، ويغريك بالزواج، إنه يريد أن يقضي منك حاجته ثم يرميك كما يرمي العلك بعد حلاوته، ثم لا يبالي هو في أي واد تهلكين.
أختي الشابة.. ليست الفتاة كالفتى إذا انكسرت القارورة، فلا سبيل إلى إعادتها، والمجتمع لا يرحم، والناس كلهم أعين وألسن. أختي الشابة.. قال الله تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله }. [النور، الآية: 33].
أختي تعففي حتى يغنيك الله بالزوج الصالح ولا تستعجلي قضاء الشهوة، فإن من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه.
وهذه أبيات في المعاكسة الهاتفية:
إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة
يقول هيا تعالي إلى الحياة الجميلة
قالت: أخاف العار والاغراق في درب الرذيلة
والأهل والخلان والجيران بل كل القبيلة
قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة
إنا إذا التقينا أمامنا ألف حيلة
متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة
لكل بنت صديق وللخليل خليله
يذيقها الكأس حلواً ليسعدا كل ليلة
للسوق والهاتف والملهى حكايات جميلة
إنما التشديد والتعقيد أغلال ثقيلة
ألا ترين فلانة؟ ألا ترين الزميلة؟
وإن أردت سبيلاً فالعرس خير وسيلة
وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة
فيما لفحش آتته ويا فعال وبيلة
حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليله
قال اللئيم وداعاً ففي البنات بديلة
قالت ألما وقعنا؟ أين الوعود الطويلة؟
قال الخبيث وقد كشر عن مكر وحيلة
كيف الوثوق بغر؟ وكيف أرضى سبيله؟
من خانت العرض يوماً عهودها مستحيلة
بكت عذاباً وقهراً على المخازي الوبيلة
عار ونار وخزي كذا حياة ذليلة
من طاوع الذئب يوماً أورده الموت غيلة
خامسا: الكوافيرات
* انتشر في الآونة الأخيرة ذهاب بعض الفتيات إلى الكوافيرة وهي التي تصفف الشعرعلى موضات مختلفة منها ما اشتهر عند الفتيات بـ(قصة كاريه) وهي قصة أخذت من مجلة الأزياء التايلندية المنتشرة في الأسواق، ومنها تجعيد الشعر أي تخشينه على الموضة الأمريكية، ولا يخفى عليكم أن في ذلك تشبها بالكافرات.
ومما تقوم به الكوافيرة وضع المساحيق على الوجه، وإزالة شعر الحاجبين، وإزالة الشعور الداخلية، وكل ذلك يستغرق الساعات الطويلة والمبالغ الطائلة مما يصل إلى حد الإسراف والتبذير.
نرجو بيان حكم ذلك بالتفصيل لانتشاره بين أكثر الفتيات، لعل الله ينقذ بفتواكم هذه بعض فتياتنا اللاتي انخدعن وجرين وراء الموضة الغربية، ونسين أو تناسين أنهن مسلمات يرجون الجنة ويخفن من النار، وجزاكم الله خيرا.
* الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإنه يجب أن يعرف الإنسان قبل الإجابة على هذا السؤال أن أعداء المسلمين يكيدون للإسلام والمسلمين من كل وجه وفي كل زمان.
ولا يخفى علينا جميعا أن الكفار استعمروا كثيرا من بلاد الإسلام بقوة السلاح، ولما أخرجهم الله- تعالى- منها أرادوا أن يغزوها بفساد الأفكار والأخلاق.
والله- عز وجل- قد بين في كتابه، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، قد بين في سنته
ما فيه التحذير من موافقة هؤلاء الكفار في أعمالهم بما يختص بهم قال الله- عز وجل-: {ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل }. [المائدة، الآية: 37].
وقال الله- عز وجل-: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق } [الممتحنة، الآية:1]. وقال- تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } [المائدة، الآية: 51].
وأنا أسوق هاتين الآيتين لا لأن هؤلاء يتخذون اليهود والنصارى أولياء ويتخذون أعداء الله أولياء، ولكن تشبههم بهم فيما هم عليه من اللباس والهيئة يفضي إلى أن يتخذوهم أولياء يحبونهم ويعظمونهم ويتخطون خطاهم حيثما كانوا. ولهذا حذر النبي، صلى الله عليه وسلم، من هذا الأمر فقال: "من تشبه بقوم فهو منهم ".
فعلى المسلمين وخصوصا الرجال ذوي الألباب والعقول، عليهم أن يتقوا الله- عروجل- في هؤلاء النساء اللاتي وصفهن النبي، صلى الله عليه وسلم، بقوله: " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن)). يعني النساء.
فعلى الرجال أن يمنعوا هؤلاء النساء من السير وراء هذه الموضات الحادثة التي أراد بها محدثوها وجالبوها إلينا أن ننسى الله- عر وجل-، وأن ننسى ما خلقنا له، وأن لا يكون همنا إلا التشبث بهذه الأشياء والافتتان بهذه الأزياء التي لا تجر إلينا إلا البلاء والشر والفساد وكون الإنسان لا يهمه في هذه الحياة إلا أن يشبع رغبته من شهوة فرجه وبطنه.
وأرى أن هذه الكوافيرات فيها عدة محاذير:
المحذور الأول: ما تفعله الكوافيرات من التحلية بحلي الكفار في الشعر وغيره، ومن المعلوم أن ذلك محرم لأنه من التشبه بهم ومن تشبه بقوم فهو منهم، كما ثبت فيه الحديث عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
المحذور الثاني: أن عملهن كما ذكر السائل يكون فيه النمص، وقد لعن النبي، صلى الله عليه وسلم، فاعله، فلعن النامصة والمتنمصة. واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.
ولا أعتقد أن مؤمنا أومؤمنة يرضى أن يفعل فعلا يكون سببا لطرده وإبعاده من رحمة الله- عز وجل.
المحذور الثالث:أن في هذا إضاعة لمال كثير بدون فائدة. بل إضاعة لمال كثير لما فيه مضرة. فالمرأة المصففة للشعور المحولة لشعور المؤمنات إلى مثل شعور الكافرات أو الفاجرات تأخذ منا أموالا كثيرة طائلة، ولا نجني منها ثمرة سوى التحول إلى موضات قد تكون مدمرة.
المحذور الرابع: أن في ذلك تنمية لأفكار النساء أن يتخذن مثل هذه الحلي التي تتمتع بها نساء الكافرين، حتى تميل المرأة بعد ذلك إلى ما هو أعظم من هذا الأمر من تحلل وفساد في الأخلاق.
المحذور الخامس: أنه ذكر السائل أن هذه الكوافيرات يفعلن بالنساء من هتك العورات ما لا حاجة إليه، فإن هذه الكوافيرة تمر ما يسمونه بالحلاوة على أفخاذ المرأة وعلى حول قبلها حتى تطلع عليه بدون حاجة.
ومن المعلوم أن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة. ولا يحل للمرأة أن تنظر إلى عورة المرأة إلا إذا كان هناك حاجة تدعو إلى النظر، وهذا ليس بحاجة.
· ثم ما الفائدة من أن نجعل المرأة كأنها صورة من مطاط ليس فيها شيء من الشعر.
· وما يدرينا لعل في إزالة الشعر الذي أنبته الله بحكمته مضرة على الجلد ولو على المدى البعيد.
· ثم ما يدرينا لعل الصواب قول من يقول: (إن إزالة الشعر من الساقين والفخذين والبطن لا تجوز لأن هذا الشعر من خلق الله- عز وجل- وإزالته من تغييرخلق الله).
وقد أخبر الله- عز وجل- أن تغيير خلق الله من اتباع أوامر الشيطان. ولم يأمر الله- تعالى- ولا رسوله بإزالة هذا الشعر. فالأصل أنه محرم لا يزال. هكذا ذهب إليه بعض أهل العلم.
والذين قالوا بالجواز لا يقولون إن إزالته وإبقاءه على حد سواء بل الورع والأولى ألا يزال هذا الشعر، وإن كان ليس بحرام لأن دليل تحريمه ليس بذاك القوي.
وإنني أؤكد النصيحة على الرجال وعلى النساء ألا ينخدعوا في هذه الأمور. وأرى أنه تجب مقاطعة هذه الكوافيرات، وأن تقتصر النساء على التجمل بما لا يكون مضرا في الدين موقعا في الحرام بالتشبه بالكفار.
وإذا أراد الله- سبحانه، وتعالى- المحبة بين الزوجين فإنها لا تحصل بمعاصي الله، وإنما تحصل بطاعة الله، والتزام ما فيه الحياء والحشمة. وأسأل الله- سبحانه، وتعالى- أن يحمي شعبنا من كيد أعدائنا، وأن يردنا إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من الحشمة والحياء، إنه جواد كريم والله الموفق.
|
|
|
يا درة حفظت بالأمس غالية *** واليوم يبغونها لللهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة *** غربية العقل لكن اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائده *** دوما ، وآخر هاديه أبو لهب ؟!
وأين من كانت الزهراء أسوتها *** ممن تقفت خطا حمالة الحطب؟!
أختاه لست بنبت لا جذور له *** ولست مقطوعة مجهولة النسب
أنت ابنة العرب والإسلام عشت به *** في حضن أطهر أم من أعز أب
فلا تبالي بما يلقون من شبه *** وعندك العقل إن تدعيه يستجب
|