عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 28 Feb 2008, 11:15 PM
مكاوية
جزاها الله خيراً
مكاوية غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2275
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6505 يوم
 أخر زيارة : 27 Oct 2008 (11:00 AM)
 المشاركات : 1,028 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مكاوية is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
مالمقصود بقهر الرجال ؟؟



سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله هذا السؤال:

قرأت في بعض الأحاديث على أختلاف الفاظها في الرواية
استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من قهر الرجال فمالمقصود بقهر الرجال؟
وما هي اثاره أو ماذا يعني استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك؟ .


الجواب/ في حديث أنس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل
وضلع الدين وغلبة الرجال . رواه البخاري .

قال الحافظ ابن حجر : وضَلَع الدين بفتح الضاد المعجمة واللام ، أي ثقله .

وقال أيضا : وغلبة الرجال : أي شدة تسلطهم ، كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا .
قال الكرماني : هذا الدعاء من جوامع الكلم ؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة :
نفسانية وبدنية وخارجية .

فالأولى بحسب القوى التي للإنسان ، وهي ثلاثة : العقلية والغضبية والشهوانية ،
فالْهَمّ والحزن يتعلق بالعقلية ، والجبن بالغضبية ، والبخل بالشهوانية ،
والعجز والكسل بالبدنية . والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى ،
والأول عند نقصان عضو ونحوه ، والضلع والغلبة بالخارجية ، فالأول مالي ،
والثاني جاهي ، والدعاء مشتمل على جميع ذلك . اهـ .

وقال الكرماني : ويُقال غلبة الرجال عبارة عن توحّد الرجل في أمره ،
وتَغَلُّب الرِّجال عليه . اهـ .

قال ابن القيم : وضلع الدين وقهر الرجال قرينان ، فإن استيلاء الغير عليه
إن كان بحق فهو من ضلع الدين ، وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال . اهـ .

والرّجل لا يقهره إلا الرِّجال الأشداء، وقد يكون ذلك بتسلّط عدو أو ظالم لا يستطيع دَفْعَـه .
كأن يأخذ ماله أو يعتدي عليه ، فإذا لم يستطع دَفْعَـه أورَث ذلك قهراً وهمّـاً وغمّـاً .

ولذلك قال الله عز وجل في شأن الكافرين :
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ
صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
قال القرطبي : دليل على أن غيظهم كان قد اشتدّ .
وهكذا إذا قُهر الرَّجُل من قبِل الرِجال فإن قلبه يَحمِل الغيظ .

والله تعالى أعلم .

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بـالـريـاض




 توقيع : مكاوية


رد مع اقتباس