عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23 Feb 2008, 03:08 AM
مسك 2007
جزاها الله خيراً
مسك 2007 غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2283
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6503 يوم
 أخر زيارة : 14 Mar 2011 (12:57 AM)
 المشاركات : 741 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مسك 2007 is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
رَحِمَكَ الله .. وَعَظْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا ..



بسم الله الرحمن الرحيم


رَحِمَكَ الله .. وَعَظْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا ..

كتبه / الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم حفظه الله ..


واليوم سمعت آيات طالما سمعتها ، وكان الحديث فيها عن واعظ آخر

استوقفتني الآيات وما تحمله من نبأ عظيم

هزّتني وكأنني أسمعها لأول مرة

وما ذلك بمستغرب على كتاب لا كالكتب


{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}


وهو كتاب لا تنقضي عجائبه ، ولا يَخلَق على كثرة الترداد .


ذلكم الواعظ هو مؤمن آل يا سين الذي وعظ قومه حياً وميتاً ..


أما حال حياته فقد جاء ساعياً مُسرعاً: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا

الْمُرْسَلِينَ}


وأما بعد مماته فإنه لما قيل له:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} فلما أفضى إلى الجنة {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (

26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}
تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه ليرغبوا في

دين الرسل .


قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- في قوله تعالى:{بِمَا غَفَرَ لِي}:

وفي " ما " قولان :

أحدهما: أنها مع غفر في موضع مصدر، والمعنى : بغفران الله لي .

والثاني: أنها بمعنى الذي ، فالمعنى ليتهم يعلمون بالذي غفر لي به ربي فيؤمنون، فنصحهم حيا

وميتا )) اهـ .

حَـمَلَ هـمّ الدعـوة حيّـاً وميّـتـاً

وأراد لقومه الهداية مع ما كادوه به حتى قتلوه

قال الإمام الزمخشري -رحمه الله-:


( وفيه تنبيه عظيم على وجوب كظم الغيظ ، والحلم عن أهل الجهل ، والترؤّف على من أدخل

نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي ، والتشمر في تخليصه ، والتلطف في افتدائه ، والاشتغال

بذلك عن الشماتة به والدعاء عليه ، ألا ترى كيف تمنى الخير لِقَتَلَتِه والباغين له الغوائل ؟ وهم

كفرة عبدة أصنام ! ويجوز أن يتمنى ذلك ليعلموا أنهم كانوا على خطأ عظيم في أمره ، وأنه كان

على صواب ونصيحة وشفقة ، وأن عداوتهم لم تُكسِبه إلا فوزا ، ولم تُعقبه إلا سعادة ؛ لأن في ذلك

زيادة غبطة له ، وتضاعف لذة وسرور ، والأول أوجه. ) اهـ .


وقال الإمام القرطبي -رحمه الله- :

( وفي معنى تمنيه قولان :

أحدهما: أنه تمنى أن يعلموا بحاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته .

الثاني: تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله . قال ابن عباس : نصح قومه حيا

وميتا. )) اهـ .

هذا واعظ وعَظَ قومه حياً وميتاً ..



وآخر وَعَظ أمّـه حياً وميتاً .. وعزّاها في مصابها بعد موتها ذلكم هو ذو القرنين ..


فإنه كتب إلى أمه كتاباً قبل موته ، وكان في كتابه إليها :

يا أماه ! اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه من نساء أهل المملكة ولا يأكل طعامك من أصيب

بمصيبة ، فصنعت طعاما وجمعت الناس ، وقالت : لا يأكل من أصيب بمصيبة قط ، فلم يأكل أحد ،

فعلمت ما أراد .

فلما حُمِل تابوته إليها تلقته بعظماء أهل المملكة ، فلما رأته قالت : يا ذا الذي بلغ السماء حلمه ،

وجاز أقطار الأرض ملكه ، ودانت الملوك عنوة له . مَالَكَ اليوم نائما لا تستيقظ ؟ وساكتا لا تتكلم ؟

من بلّغك عَنِّي بأنك وعظتني فاتعظت ، وعزيتني فتعزيت ، فعليك السلام حيا وميتا ، ثم أمرت

بدفنه .

وفي رواية لهذه القصة أنها قالت : فنِعْم الحيّ كنت ، ونِعْم الهالك أنت .



وعظوا أحياء وأمواتا

وعظوا وهم على فُرش الموت

ووعظوا وهم جثث هامدة

ووعظوا وهم تحت أطباق الثرى



فـلله درّهـم !

لقد خُـلِّد ذِكرهم

وسُـطِّر خـبرهم





 توقيع : مسك 2007

الحمدلله رب العالمين ..


آخر تعديل مسك 2007 يوم 26 Apr 2008 في 11:22 AM.
رد مع اقتباس