عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Feb 2008, 02:08 PM   #6
أفق
وسام الشرف


الصورة الرمزية أفق
أفق غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2415
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 21 Apr 2014 (06:35 PM)
 المشاركات : 946 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


انتقد الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) اليوم الجمعة إعادة بعض الصحف الدنمركية نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، داعياً إلى الالتزام بهدي النبي حتى في الانتصار له.
وقال "العودة" في حلقة الجمعة من برنامج (الحياة كلمة) -والذي يُذاع على قناة mbc) ) الفضائية: إنه لا غرابة في أن تقوم (17) صحيفة دنمركية بينها الصحف الثلاث الكبرى بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي -صلى الله عليه وسلم- لأن العداء للإسلام ولنبي الإسلام موجود منذ زمن بعيد، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً) كما كان صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني سب قريش وشتمهم؟ يشتمون مذموماً وأنا محمد".
وأضاف الشيخ سلمان العودة: إن الله -عز وجل- يصرف عن دينه ورسوله السوء برحمته وقدرته، ولذلك علينا أن ندرك مصداق قوله تعالى: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم)؛ إذ إنه بعد نشر الرسوم في المرة الأولى في الدنمرك أصبحت ترجمة القرآن الكريم -في الدنمرك على وجه الخصوص- هي أكثر الكتب مبيعاً في معرض الكتاب في الدنمرك. فالناس أقبلوا على القرآن وترجمة القرآن، وعلى المسلمين أن يبحثوا ويتساءلوا. وكما يقول الشاعر:


وإذا أراد اللهُ نشرَ فضيلةٍ طُويتْ *** أتاح لها لسانَ حســـــودِ
لولا اشتعالُ النار فيما جـاورت *** ما كان يُعرف طيبَ عَرْفِ العودِ


وتابع "العودة": إن سيدنا محمداً في قلوبنا وفوق رؤوسنا، ونحن نفديه بأنفسنا, وآبائنا وأمهاتنا، وكل غالٍ وعزيز لدينا؛ فهو أغلى من كل غالٍ، وأعزّ من كل عزيز إلاّ الله عز وجل، مشدّداً على أن مثل هذه الأعمال لا تزيد المسلمين إلاّ حباً لنبيهم وتمسّكاً بدينهم.
ودعا الشيخ العودة المسلمين إلى نصرة نبيهم، ولكن بطريقتهم الإسلامية الخاصة وذلك من خلال:
1- التمسك بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: انظرْ إلى سنةٍ قد أهملتها فطبّقها على نفسك في صلاتك، أو عبادتك، وعلاقتك مع أهلك وولدك، وزوجك كردّ فعل على هذا العداء.
2- القراءة في السيرة النبوية العطرة. وهناك كتب كثيرة مفيدة في هذا المجال، مثل "الرحيق المختوم"، و"مختصر السيرة" وغيرها من الكتب التي تزيدك تعرّفاً على النبي -صلى الله عليه وسلم- وحباً له.
3- الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله، يقول الله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).[الأحزاب:56].
4- تطبيق بعض الأخلاق النبوية التي قد يكون الإنسان مقصراً فيها.
وشدد "العودة" على ضرورة الالتزام بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى في الانتصار له، يقول الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). [الأعراف:199]، ويقول (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ).[القصص:55]. ومعنى الإعراض عن الجاهلين هنا لا يعني ترك الرد، ولكن الانتصار يكون بتأليف الكتب وطباعتها وتسويقها، وإنشاء قنوات فضائية، وإعداد برامج لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الشيخ العودة أنه أُشيع بأن السبب وراء إعادة نشر الرسوم هو الإعلان عن القبض على مجموعة من المسلمين اتهموا بالتخطيط لاغتيال أحد رسامي هذه الرسوم، وقال "العودة": علينا أن نتحفظ على هذه الاتهامات؛ لأنه كثيراً ما حدث قبل ذلك، واتهم بعض المسلمين في بعض الأعمال، ثم ثبت تلفيقها وزيفها، حتى على يد المحاكم الغربية ذاتها. وأكد على ضرورة التثبت وعدم الانجرار وراء الشائعات أو الأخبار غير الموثوقة.
وأضاف الشيخ سلمان العودة: "ولكن إذا وُجد في هذه الأيام من يفكرون بهذه الطريقة فهم يسيئون للنبي -صلى الله عليه وسلم- بنفس القدر الذي أساء به رسامو الرسوم، أياً كانت المستندات والعواطف التي انطلقوا منها، وها نحن ذا نجد نموذجاً بإعادة نشر هذه الرسوم.
وبين "العودة" أن الله -عز وجل- نهى المسلمين عن سب آلهة المشركين، حتى لا يسبوا الله ويسبوا الأنبياء (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ).[الأنعام:108]، مشيراً إلى أن من أبرز الأمثلة على ذلك رواية "آيات شيطانية" والتي ألفها سلمان رشدي، فإنها على الرغم من كونها رواية رديئة في مضمونها وفي بنائها الفني، ولكن إصدار أحكام بالإعدام على صاحبها أدّى إلى أن تصل مبيعاتها إلى (20) مليون نسخة، كما جعل ذلك صاحبها رمزاً تحميه الشرطة، فإن قُتل نصبته تلك الدوائر المغرضة على أنه شهيد، وإن بقي نصبته حياً على أنه رمز لحرية التعبير، وإن السبب في ذلك هو أسلوب المسلمين في رد الفعل؛ إذ كان يمكن قتل هذه الرواية بالإعراض عنها.
وفي النهاية أوضع العودة أن علينا أن نتدبر المفهوم الشرعي الصحيح لنصرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن من حق المسلمين أن يرفضوا وينددوا بهذا العدوان، وأن يعبروا عن رفضهم بشكل رسمي وشعبي، ولكن من خلال الالتزام بهدي النبي.



 

رد مع اقتباس