بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد :
أخرج أبو نعيم في الدلائل (ص30) عن ابن عباس رضي الله عنهما
هتف هاتف من الجن على أبي قبيس (أسم جبل في مكة)
فقال:
قبح الله رأي كعب بن فهرة ** مــا أرق العقول والأحلام ؟
(فهرة أي قريش)
حين تغضي لمن يعيب عليها** دين آبائها الحماة الكرام
حالف الجن جنّ بصري عليكم**ورجال النخيل والأطام
(حالف أي النبي صلى الله عليه وسلم) (الاطام أي الأنصار)
هل كريم لكم له نفس حر**ماجد الوالدين والأعمام
ضارب ضربة تكون نكالاً**ورواحاً من كربة وأغتمام
يوشك الخيل أن تروها تهادى**تقتل القوم في بلاد التهام
(التهام أي بلاد تهامة)
......
قال ابن عباس : فأصبح هذا الحديث قد شاع بمكة , فأصبح المشركون يتناشدونه بينهم , وهموا بالمؤمنين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((هذا شيطان يكلم الناس في الأوثان يقال له : مسعر , والله يخزيه ))
قال : فمكثوا ثلاثة أيـــام , إذا هاتف على الجبل يقول :
نــــحن قـتـلـنـا مــسعـراً ** لــمــا طـغــى واستكبرا
وسفه الحق وسن المنكرا ** قنعته سيفاً جروفاً مبترا
بشتمه نبينا المطهرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ذلك عفريت من الجن يقال له سمحج سميته عبدالله آمن بي , فأخبرني أنه في طلبه منذ أيام ))
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : جزاه الله خيراً يا رسول الله ...
وأخرجه الأموي في مغازيه عن ابن عباس نحوه , كما في البدايه
(2/348) , وأخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن ابن عباس عن عامر بن ربيعة , ومن طريق حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه بنحوه ,كما في الأصابة (2/78) .