[size=5]

قال بعض السلف لتلميذه : (( ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا(؟) )).

قال : (( أجاهده )).

قال : (( فإن عاد )).

قال : (( أجاهده )).

قال : (( فإن عاد )).

قال : (( أجاهده )).

قال : (( هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ؛ ما تصنع(؟) )).

قال : (( أكابده ، وأرده جهدي )).

قال : (( هذا يطول عليك ، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك )).

قلتُ : فهذا كلب الغنم تدفعه بالراعي ، إذا عدا عليك ، فلا تحتاج معه إلى طول مكابدة ، ولا بذل جهد ، وإن فعلت وعَوَّلْتَ على نفسك فسيتعبك ، وقد لا يغني عنك الْحَجَرُ شيئاً.

فكيف بذئبك أنت(؟) والذئب لا كالكلب ، والشيطان ذئب الإنسان ، والشيطان ذئب خفي باطن ليس يُرى ، وأنت لا تستطيعه ، وإن رأيته(!) ؛ فكيف وهو لا يُرى(؟!) ، ويتربص بك الدوائر(؟) ، وكيف وقد سكن بدنك(؟) فماذا بعد(؟!) فاستعن عليه من يراه ، وهو قادر على دفعه عنك فليس يُعْجِزُهُ ، فاختصر الطريق إذن ، واستعن اللَّه عليه.

ولكي تختصر الطريق ، وتستعين الله على ما أنت فيه ، هناك نصائح ، وإرشادات أشير عليك بها إن راعيتها وأخذت بها أَحْسَبُكَ أَخَذْتَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وأرجو لك بها العافية ، ودفع ما تكره ، وجلب ما تحب.

لن أقول لك كما يقولون : (( أَعْطِنِي يَدَكَ ، وَأَغْمِضْ عَيْنَيْكَ ، وَاتْبَعْنِي )) ، لا ؛ فبين يديك عدو مضل مبين ، بل سأقول لك : أعطني يدك ، وافتح عينيك ، وخذ بنصحي ، وطاوعني تُصِبْ ، وتفلح إن شاء الله الكبير المتعال(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

(1) مواساة العليل.
منقول .من موقع. الاستاذ ابي عبيد العمروني[/size]