موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - عرض مشاركة واحدة

27 Dec 2007, 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi123

اخي بو شهاب اريد معرفة اسم الذي قال لسيدنا سليمان أنا أتيك به قبل أن يرتد لك طرفك
ارجو الرد اخي بو شهاب لان المعلومات لازم تكون واضحة للاعضاء وشكرا

الإخ الفاضل فادي حياك الله وبارك الله فيك .

أخي الفاضل أعلم أن العلماء أختلفوا في أجتهادتهم حول شخصية هذا الذي كان عند سيدنا سليمان عليه السلام حين قال أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فمنهم من قال أنه من عفاريت الجن ومنهم من قال أنه من الملائكة سيدنا جبريل عليه السلام ومنهم من قال أنه من الإنس (( آصف بن برخيا )) أحد وزراء سيدنا سليمان عليه السلام ومن صفوة المقربين إليه .

إذا قلنا أنه من عفاريت الجن فقد سبق التحدث في الإية التي قبلها أن عفريت من الجن وهو كذلك كان من وزراء سيدنا سليمان عليه السلام عرض أن بآتي بالعرش من اليمن إلى القدس قبل أن يقوم سيدنا سليمان من مقامه وهنا قدر العلماء أنه كان سيدنا سليمان عليه السلام يجتمع بوزرائه من التاسعة إلى الثالثه عصراً فهنا عرض العفريت أن سيحضره ولكن يريد مهلة من الوقت وهي ساعات تقدر بين أربع إلى خمس ساعات وهنا نرى آخر الإية حين قال العفريت فيها أنه على العرش لقوي أمين وهاذان أسمان من أسماء الله الحسنى ،، والله تعالى لايذكر في كتابه إلا كل شيئ حق لايأتيه الباطل من بين يدية ولا من خلفه فلو كان العفريت ليس بالقوي وليس بالإمين فيما أوكل إليه لبين لنا المولى عزوجل بإية آخرى بصفة العفريت لكن حكمة المولى عزوجل آثبتت المقوله بإنه قوي أمين .

نأتي للذي قال أنه يعتقد صاحب العلم من الكتاب أنه من الملائكة نقول هنا نعم فالملائكة أقوى مخلوقات الله ،، ولكن هنا لحظة تأمل ونرجع لقول سيدنا سليمان عليه السلام أنه قال ياأيها الملاء آيكم يأتني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ،، فهنا كلمة ملاء تعم ملائكة وجن وأنس وحيوانات ،، والهدهد كان يقطع المسافة بين القدس واليمن ثلاث ليال حتى أنه خبراء البيطريين في علم الطيور أكدوا المسافة ومدة الطير ليقطعها ،، وحين قال سيدنا سليمان بطلبه على الملاء كل الحاضرون صمتوا لإنه كل واحد منهم يعرف مقدرته فرحم الله أمرئً عرف قدر نفسه فأول شخص قال أنه سيأتي به هو عفريت من الجن ولوفرضنا أنه الذي جلب العرش هو من الملائكة فلا لسبب أنه سيدنا سليمان عليه السلام يعرف بمقدرة الملائكة أنهم على أن يحضروة أسرع من طرف العين وليس قبل أن يرتدد أليه طرفه آذن هنا أنتهينا من الملائكة والجن حسب مايقوله العلماء .

بقي معنا الإنس وهو الإرجح والصواب وهو من وزراء سيدنا سليمان عليه السلام سواء يكون آصف بن برخيا أو غيرة من الإنس ،، وتسئل لما أنا أرجح أن الذي أتى بالعرش هو من الإنس لإسباب وهي :
1- أسباب مستقبليه لبني آدم أن العلم أساس الملك وحين تعرف وتؤمن بربك غيباً أكبر مراتب العلم واليقين .
2- حتى يعرف بني آدم أن الله أكرمه عن بقية خلقه .
3- حيث وأن الله أوحى للهدهد وجاء بخبر يقين لإمور مستقبليه ليعرف الإنس أن الجن لاتعلم الغيب حتى وأن قطعت المسافات البعيدة خلال لحظات وأنهم مخلقون مثلنا فقدرتنا وقدراتهم متساويه ومتفاوته .
4- قال تعالى (( يامعشر الجن والإنس أن استطعتم أن تنفدوا من أقطار السموات والإرض فأنفدوا لا تنفدوا إلا بسلطان )) والسلطان هو العلم بالبعلم تبلغ ماتريد ودونه تبقى محلك سر ،، وهذة الإية لها تفسيرين دنيوي وأخري .

الدنيوي هو العلم والتمعن في الإية ،، والإخروي هو أن يوم المحشر يجمع الخلق وتحيط عليهم الملائكة ويقول الله بالإية من منكم يستطيع ان ينفد من أقطار السموات والإرض يامعشر الجن والإنس .

وهناك علماء من تطرق وقال أن الذي أتى بعرش بلقيس كان معه أو يحفظ الإسم الإعظم وهذا غير صحيح لإن الإية واضحة وهي (( قال الذي عنده علم ولم تكون حكمة الله بإن يقول الذي عنده الإسم الإعظم ،، فقال الذي عنده علم من الكتاب ،، إذن كان آصف بن برخيا عنده علم من كتاب الزبور الذي أنزل على سيدنا داوود وورثه عنه سيدنا سليمان عليهما السلام .

فعلمة كان من كتاب الزبور والزبور كان فيه علوم كثيرة وهذا تفضل الله عليه بعلم من الكتاب فسئل الله بمايعلم فأتى بالعرش قبل أن يرتدد طرف سيدنا سليمان عليه السلام .

ونرجع لسبب طلب سيدنا سليمان عليه السلام من الملاء أيكم يأتني بعرشها السبب لإن سيدنا سليمان عليه السلام بمقدوره أن يسئل الله في تلك اللحظة بدلاً من أن يسئل الملاء ويستقر العرش أمامه بلمح البصر ،، ولكن سيدنا سليمان عليه السلام أراد أن يعرف هل يوجد في الملاء حولة من له القدرة وأتاه الله فضلاً والسبب يرجع لإن سيدنا سليمان عليه السلام قال ودعاء الله أن يهب له ملكاً عظيماً لا ينبغي لإحد من بعده فإحب سيدنا سليمان عليه السلام أن يشوف هل يوجد في الملاء من له القدرة حيث وقد عنده المعلومات لبعد المسافة ومعطيات الإمر .

فقال العفريت أنه سيأتي به قبل أن يقوم من مقامه ،، فإتبعه مباشرة قال آصف بن برخيا أنا آتيك به قبل أن يرتدد إليك طرفك .

وهنا نرى مضمون الإية وقول سيدنا سليمان،، فلما رآه مستقراً عنده قال شوف هنا أيش قال قال هذا من فضل ربي ليبلوني آآشكر أم أكفر .........فهنا قوله ليبلوني ،، أي أنه بلاء وفتنه عليه كيف وقد طلب سيدنا سليمان من المولى ملكاً لاينبغي لإحد من بعده وهنا ملكاً لاينبغي لإحد من بعد فهذة من بعده أي في عصرة وزمانه (( وعن قريب في وقت لاحق نتحدث عن ماهية ملك سليمان التي أستفرد بها عن غيرة من البشر )) فهنا سيدنا سليمان قال هذا بلاء من الله لينظرني أشكر أم أكفر أم أسخط لما لإنه الذي أتى بعرش بلقيس بالعلم الذي معه يقدر أن يأخذ ملك سليمان أو أن يبني له ملك خاص به في أرض مجاورة آخرى ولكن لإنه يعلم أن سليمان نبي وقد سئل وانه نبي أبن نبي وأتاه الله الملك ويعلم أن لايوجد أحد له القدرة أن يمسك مايعطيه الله لعبادة ولايعطي لما أمسك الله عن عبادة وأن الله على كل شيئاً قدير فكان آصف مقتنع بما أعطاه الله حامد شاكر ويقول بعض العلماء أن آصف من أسرة ويقرب لسيدنا سليمان عليه السلام في العلاقة الإسريه .

ولو نقعد نتكلم عن معطيات وعلم هذة الإيات حول مجريات هذة القصه مايكفينا ثلاثة أيام نشرح لإنه كلما نتعمق في هذة القصة نتفاجئ بأشياء أعجازية من الرحمن عزوجل من وجود الإبتلاء والعلم والقدرة والإعجاز والإماكانيات والتواضع والإقتناع والملك ووووالخ .

خـــــــــــــــــــــــــــلاصة ماأرجحه أنا ومقتنع به أن الذي أتى بعرش بلقيس من اليمن إلى القدس هو (( وزير سليمان من الإنس آصف بن برخيا )) وهو كان من عباد الله الصالحين .

هــذا فإن أصبت فمن الله وأن أخطئت فمن نفسي والله ولي الهداية والتوفيق ،، والسلام عليكم .

أخوكم الشيخ

بوشهاب