عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26 Sep 2017, 08:19 AM
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
طالب علم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل : May 2008
 فترة الأقامة : 6376 يوم
 أخر زيارة : 09 Aug 2024 (06:43 PM)
 المشاركات : 2,582 [ + ]
 التقييم : 11
 معدل التقييم : طالب علم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
سكنى الجن أرض وبارِ .



سكنى الجن أرض وبارِ
وتزعم الأعرابُ أن اللّه عزّ ذكره حين أهلك الأُمة التي كانت تسمَّى وبارِ، كما أهلك طسْماً، وجَدِيساً، وأميماً، وجاسماً، وعملاقاً، وثموداً وعاداً - أنَّ الجنّ سكنت في منازلها وحمتها من كلِّ مَنْ أرادها، وأنّها أخصبُ بلاد اللّه، وأكثرها شجراً، وأطيبُها ثمراً، وأكثرها حبّاً وعنباً، وأكثرها نخلاً وموزاً، فإن دنا اليومَ إنسانٌ من تلك البلاد، متعمِّداً، أو غالطاً، حَثوا في وجهه التراب، فإن أبى الرُّجوعَ خبلوه، وربّما قَتلوه.
والموضع نفسه باطل، فإذا قيل لهم: دُلُّونا على جهته، ووقِّفونا على حدِّه وخلاكُم ذمٌّ - زعموا أنّ من أراد أُلقي على قلبه الصَّرْفة، حتَّى كأنهم أصحابُ موسى في التِّيه، وقال الشاعر:
وداعٍ دعا واللَّيلُ مرخٍ سُدوله ... رجاءَ القِرى يا مُسْلِمَ بن حمارِ
دعا جُعَلاً لا يهتدِي لمقيله ... من اللؤم حتّى يهْتدي لوَبَارِ
فهذا الشاعرُ الأعرابيُّ جعل أرض وبارِ مثلاً في الضلال، والأعراب يتحدّثون عنها كما يتحدّثون عمّا يجدونه بالدَّوِّ والصَّمّان، والدهناء، ورمل يبرين، وما أكثر ما يذكرون أرض وبارِ في الشِّعر، على معنى هذا الشاعر.
قالوا: فليس اليومَ في تلك البلاد إلاَّ الجنُّ، والإبلُ الحُوشيَّة.
الحوشية من الإبل والحوشُ من الإبل عندهم هي التي ضربتْ فيها فحولُ إبل الجن، فالحوشِيَّة من نَسْل إبل الجن، والعِيديَّة، والمَهْرية، والعَسْجديّة، والعُمانية، قد ضربت فيها الحوش، وقال رُؤبة:
جَرَّت رَحانا من بلاد الحوشِ
وقال ابن هريم:
كأنّي على حُوشيَّةٍ أو نَعامةٍ ... لها نَسبٌ في الطَّيرِ وهو ظليمُ
وإنما سمَّوا صاحبة يزيد بن الطَّثرية حُوشيّة على هذا المعنى.
http://roqia.khayma.com/book/haywanjahth.html




 توقيع : طالب علم


رد مع اقتباس