عرض مشاركة واحدة
قديم 17 Jun 2017, 12:16 AM   #7
عبير محمد
باحث فضي


الصورة الرمزية عبير محمد
عبير محمد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 17737
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 01 Sep 2023 (09:03 PM)
 المشاركات : 132 [ + ]
 التقييم :  10
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: لأنك الله رحلة إلى السماء السابعة~



🔹-- *الخفايا والخبايا*

✿- ولابد للطيف أن يكون عليما؛ فكيف يكرمك ويمن عليك ويهديك بلطف من لا يعلم مكامن هذا اللطف؟

❀- ولابد أيضا أن يكون خالقا؛ إذ أن كمال اللطيف يقتضي في بعض الأمور إيجاد ما ليس موجودا وخلقه، وها هي أسماء الله وصفاته يشير بعضها إلى بعض، ويقتضي ويستلزم بعضها البعض،

-🖱- يقول تعالى:
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)

✿- كيف لا يعلم وقد بلغ من علمه أن أخفى عطاءاته فكانت دقيقة الحضور، هادئة النور، باهرة الشعور، كيف لهذا الرب الذي يكرم بخفاء، ويهدي بخفاء، ويصرف بخفاء، ألا يعلم كل هذا اللطف الذي يحدثه سبحانه؟

💭 يقول الشيخ السعدي:
"وهو اللطيف الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، وأدرك البواطن والخبايا".

❀- وها هي رؤيا أعظم رؤى البشرية يراها يوسف عليه السلام وهو في حالة تقول كل مؤشراتها الطبيعية باستحالة تحققها!

✿- يحكي رؤياه فيقول:
(إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)، وتأويل الرؤيا أن أباه وأمه وإخوته الأحد عشر سيسجدون له إكراما وتوقيرا!!

❀- جميع المؤشرات لا تدل على تحقق مثل هذه الرؤيا!

✿- فأبوه نبي كريم، كبير في السن، جليل في القدر، ولا تفضي معهودات الأمور أن يكرم الكبير الصغير، والنبي غير النبي، والأب الابن!

❀- وإخوته يكرهونه فكيف سيسجدون له، بل بلغ من كرههم أن خططوا لقتله، بل إن كرههم دفعهم لإلقائه في البئر، فهذه المؤشرات تقول باستحالة أن يحدث سجودهم له في يوم ما!
ثم إن الأحوال تقلبت به فصار مرميا في بئر، ثم سلعة تباع وتشترى، ثم صار عبدا في بيت عزيز مصر! وحال العبودية تلك تقضي أيضا بتأكيد معنى الاستحالة هذه!

✿- ثم انتقل من كونه عبدا خادما في قصر إلى عبد حبيس في سجن! فبعدت المسافة أكثر بينه وبين تحقيق تلك الرؤيا!!

❀- ولكن اللطيف سبحانه يقدر الأقدار، ويصرف الأمور، ويخرجه من السجن، ويجعله في منصب رفيع، ثم يقدر القحط على البلاد، ثم يأتي بإخوته في ثياب الحاجة، وما تزال أقدار اللطيف تلتف لتحقق تلك الرؤيا القديمة؛ فيعجب يوسف لسجود والديه وإخوته

-🖱- ويقول:
(وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا)

✿- وإلا فلولا إرادة ربه لما تحققت ..

-🖱- (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)

❀- هذا اختصار للطف الذي سيطر على المشهد ثم يضع التوقيع النهائي فيقول:

🔹 (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ) 🔹

✿- نعم إنه اللطيف إذا أراد شيئا هيأ أسبابه بكامل اللطف وتام الخفاء، حتى أنه ليقع ما يستحيل في العادة أن يقع! لأنه الله اللطيف الخبير.


🔹-- *الأحلام البعيدة*

❀- إذا رأيت الأرض صفراء بلقعاً، ثم تكوّم السحاب فوقها ثم تصافعت الرعود ونزل المطر فاهتزت تلك الأرض واخضرت فلا تقل إن مثل هذا أمر طبيعي، ➰ وتدبر:

-🖱- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).

✿- مهما تباعدت أحلامك وصار بينك وبينها مفاوز شاسعة فاللطيف يأتي بها:

-🖱- (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)، 🔹 فلا تيأس وربك لطيف لما يشاء.

❀- تأمل حبة الخردل! إنك لا تكاد تراها إن لم تكن محدقا فيها: انظر إلى حجمها بالنسبة لكفك، ثم بالنسبة لحجم غرفة مثلا، ثم بيت، ثم قارن حجمها بحيك، ثم بمدينتك، ثم بدولتك، وبعد ذلك بقارتك، ثم بالأرض، ثم بالسماوات الفسيحة، ثم ثق: إن أرادها الله فسيأتي بها

-🖱- (إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)!

✿- فمن بلغ بلطفه أن يأتي بحبة الخردل من متاهات هذا الكون العظيم، ألا يمكن للطفه أن يقود قدرا إليك – كل المقدمات المنظورة لا توصله إليك، ولا تدله عليك – بلى والله.

❀- يصل صاحبي في رحلة شاقة من تبوك إلى حدود الأردن، عنده في صباح الغد محاضرات في جامعة مؤتة يجب عليه حضورها، وفي الحدود وبعد قطعه لمسافة مئة كيلومتر يتذكر أن جواز سفره في بيته! يتكدر ويقرر العودة وعدم السفر ذلك الأسبوع..

✿- في الغد يقرأ في الصحف عن أن بعض طلبة الجامعة وطلاب الجامعة خليط من جنسيات عديدة – قاموا بأعمال شغب في جامعة مؤتة مما أسفر عن جرحى!

❀- اللطيف أنساه الجواز، حتى لا يرى الدم، أو حتى لا يصبح الصباح وهو في المستشفى! أو حتى لا يتسلل الخوف إلى قلبه فيترك الدراسة التي كان قد قطع فيها شوطا كبيرا!!

✿- ارقب ألطاف اللطيف، هي ولاشك تترى، في كل قدر لطف ما، وفي كل لحظة ألطاف تحوطك من قبل اللطيف الخبير.



 

رد مع اقتباس