عرض مشاركة واحدة
قديم 28 May 2017, 07:01 AM   #3
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت



المطلب الثاني (2) : إثبات عدالتهم


:
المطلب الثاني : إثبات عدالتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الفرع الأول: معنى العدالة في اللغة والاصطلاح.
الفرع الثاني: مذهب أهل السنة في عدالة الصحابة.


سنتناول الفرع الثاني فقط
الفرع الثاني:مذهب أهل السنة في عدالة الصحابة

تمهيد


يعتقد أهل السنة والجماعة أن للصحبة شرفاً عظيماً، يمنح صاحبها ميزة خاصة، بل يرون أن فضيلة الصحبة
لا يعدلها عمل، لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا لمن رآه، أما من اتفق له الذب عنه، والسبق إليه بالهجرة،
أو النصرة، أو ضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده، فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده،
لأنه ما من خصلة إلا والذي سبق بها له مثل أجر من عمل بها من بعده، فظهر بذلك فضلهم ( فتح الباري لابن حجر 7/8 ) .
قال ابن عمر رضي الله عنه وهو يتحدث عن فضائل الصحابة:
(فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة) حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه .
وعن الإمام أحمد أنه قال:
(فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 160 / 1 .
وقال الإمام النووي:
(وفضيلة الصحبة، ولو لحظة، لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بالقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (4) .
فمذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى حين: ( أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )[الصف: 9]
اختار لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوماً هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم، فشرفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم،
وخصهم في الحياة الدنيا بشرف رؤيته والنظر إليه، وسماع حديثه، وقد بلغوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها، فكان لهم الأجر العظيم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والجهاد معه في سبيل الله، وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام، ولهم مثل أجور من بعدهم لأنهم الواسطة بينهم
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً.
ومعتقدهم في الصحابة (وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وسط بين المفرطين الغالين الذين يرفعون من يعظمون منهم
إلى ما لا يليق إلا بالله أو برسله، وبين المفرطين الجافين الذين ينتقصونهم ويسبونهم، فهم وسط بين الغلاة والجفاة،
يحبونهم جميعاً وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون ولا يقصرون بهم
عما يليق بهم، فألسنتهم رطبة بذكرهم الجميل اللائق بهم وقلوبهم عامرة بحبهم، وما صح فيما جرى بينهم من خلاف
فهم فيه مجتهدون، إما مصيبون ولهم أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور،
وليسوا بمعصومين، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم، وما أقل خطأهم،
إذا نسب إلى خطأ غيرهم، ولهم من الله المغفرة والرضوان)عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة محاضرة للشيخ عبدالمحسن العباد .

ولأهمية هذه المسألة فإن أهل السنة والجماعة يذكرون معتقدهم في الصحابة في كتب العقيدة،
وكأنهم يجعلون منها علامة فارقة بينهم وبين غيرهم.
أما كتب مصطلح الحديث والأصول، فقد تكفلت بذكر عدالتهم وأدلة العلماء عليها، في حين ذكرت كتب السنة جملة كبيرة
من الأحاديث التي ثبتت في فضلهم والثناء عليهم، ونوهت كتب التفسير بفضلهم عند تفسير الآيات التي تخص الصحابة.
لذلك فإن أهل السنة والجماعة يرون أن شرف الصحبة يضيف على صاحبه إطلاق مفهوم العدالة عليه،
وهذا قول كل من يعتد به منهم، فإنهم يقولون بتعديل جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
من أسلم منهم قبل الفتح، ومن أسلم بعده، ومن لابس الفتن أو لم يلابس.
قال ابن الصلاح: (الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ولا يعتد بخلاف من خالفهم)المقدمة ص 146 -147 .
وقال الشيخ تقي الدين:
(الذي عليه سلف الأمة وجمهور الخلف أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين عدول بتعديل الله تعالى لهم) المسودة ص292 .
وحكى ابن عبد البر في (الاستيعاب) إجماع أهل السنة والجماعة على تعديل الصحابة،
وحكاه إمام الحرمين أيضا على ما ذكره الشوكاني في (إرشاد الفحول)للشوكاني .
وقال شارح مسلم الثبوت: (إن عدالة الصحابة مقطوعة ولا سيما أصحاب بدر، وبيعة الرضوان، كيف لا وقد أثنى عليهم الله تعالى
في مواضع عديد من كتابه، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائلهم غير مرة) 401 /2 .
وقال الحافظ الذهبي: (فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى – إلى أن قال – إذ على عدالتهم
وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى)الرواة الثقاة المتكلم فيهم بما لايجب ردهم للذهبي ص4 .
وذكر ابن كثير أن (الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة) اختصار علوم الحديث لابن كثير / ص220 .
وبناء على ذلك، يرى أهل السنة والجماعة أن جهالة الصحابي لا تضر، فإذا قال التابعي عن رجل
ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر ذلك في المروي، لأن الجهالة في الصحابة لا تضر.
قال الخطيب: (كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد
ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم، سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن الكريم) الكفاية للخطيب ص93 .
ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الصحابة رضي الله عنهم اكتسبوا هذا التعديل بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم،
وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم وأن الحال التي كانوا عليها شاهدة على ذلك. (14)



:

؛,
يتبع لهذا المطلب


تابع المطلب الثاني : إثبات عدالتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تابع الفرع الثاني: مذهب أهل السنة في عدالة الصحابة.


سنتناول الآن
أولا: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة من القرآن الكريم

من المسلَّم به لدى المسلمين أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وجعله خاتم الأنبياء،
ومن ثم فقد أنزل عليه القرآن الكريم الذي يعد أساساً لدينه، ومصدراً لتعاليمه ودعوته، ووسيلة دائمة لربط الخلق بخالقهم
وتوثيق علاقته بهم، وسبباً قوياً لتحقيق الربانية الصادقة في أتباعه.

وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الكتاب: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر: 9]،
وصانه من كل تحريف أو تغيير؛ بل تولى الله تبارك وتعالى نشره وإذاعته في العالم، وجعله ميسراً جديراً بالفهم:
(
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)[القمر: 17]، وهيأ الله سبحانه وتعالى الجو المناسب والفرص المواتية لقراءته
وكثرة تلاوته وحفظه واستظهاره واستحضاره وبذلك كان بعيداً كل البعد عن كل تصرف بشري من حذف، أو زيادة، أو تحريف، أو تبديل.

وإذا كانت هذه المسألة من المسلمات عندنا فإنه ثمة مسلمة أخرى لا تقبل الجدل وهي:
أن القرآن الكريم الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إنما نزل ليخاطب بداءة تلك الأمة التي عاصرت الرسول الكريم
في أمره ونهيه ومدحه وقدحه وغير ذلك. وإن كانت هذه الخطابات تتعدى إلى الناس أجمعين، حيث إن العبرة بعموم اللفظ
لا بخصوص السبب كما يقول الأصوليون. إلا أن المخاطب الأول هم القوم الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزل الوحي بين ظهرانيهم مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم، وهذا ما فهمه الصحابة الكرام رضي الله عنهم حينما كانوا يقرؤون القرآن
ويتدبرون آياته ويتفهمون معانيه.

ومن خلال هاتين المسلمتين: حفظ القرآن، وصيانته، وأن خطابه موجه ابتداء إلى الأمة المعاصرة للرسول صلى الله عليه وسلم
فإننا نستطيع أن نحمل بل نجزم أن كل مدح وثناء، وعد لصفات الخير، وذكر لمحاسن الرجال،
إنما عني به ربنا تبارك وتعالى أولئك الرجال الذين آمنوا برسوله وعزروه ونصروه وهم الصحب الكرام
الذين يمثلون الجيل الأول الذي تربى في كنف القرآن وهدي السنة المطهرة.

ومقابل ذلك فإن كل قدح وذم وعد للمساوئ وذكر لصفات السوء إنما أراد به تبارك وتعالى أولئك القوم الذين
وقفوا بوجه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وحاربوه وآذوه، أو أولئك المنافقين الذين أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان
ففضح الله سرائرهم وكشف نواياهم.
وعليه إن عدالة الصحابة في الكتاب لا تمثلها آيات محددة مخصوصة،
إنما القرآن كله شاهد على عدالتهم واستقامتهم من حيث إنهم الأمة التي حملته ورفعت لواءه وجاهدت من أجله؛
فكل الآيات التي أثنت بالخير أو بينت طبيعة المجتمع المسلم وسبل بنائه وتكوينه أو أظهرت صفات المجاهدين
وما أعد الله لهم أو بينت سمات المتقين ومآلهم، أو أبرزت محاسن المفلحين الفائزين،
يمكننا أن نعدها بجملته أدلة قرآنية على تعديل الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

ومع ذلك فإنني سأورد بعض هذه الآيات التي صرحت تصريحاً يفهمه الجميع دون شك أو ريب؛ أثنى الله فيها
وعدل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم مع بيان المعنى المراد منها ليتسنى من خلاله فهم وجه الدلالة وبيانه.

فإن قيل هذه الآيات دلت على فضلهم دون التصريح بعدالتهم؟ فالجواب أن يقال:
أن من أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الثناء كيف لا يكون عدلاً؟
فإذا كان التعديل يثبت بقول اثنين من الناس، فكيف لا تثبت العدالة بهذا الثناء العظيم من الله سبحانه وتعالى،
ومن رسوله صلى الله عليه وسلم
( شرح الكوكب المنير لابن النجار 475 / 2) (1) ؟
1- قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )[البقرة: 143].
في الآية بيان أفضلية هذه الأمة، وأن الله جعلها أمة وسطاً، والوسط هو العدل ( تفسير الزمخشري 317 / 1 )(2)؛
وفي التنزيل
( قَالَ أَوْسَطُهُمْ )[القلم: 28] أي أعدلهم وخيرهم ( تفسير القرطبي 104 /2(3) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قال: (عدلاً) رواه البخاري 7349 (4) .
وقال زهير
:
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ** إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
ووجه الاستدلال بالآية:
أنه أخبر أنه جعلهم أمة خياراً عدولاً فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم، وأعمالهم، وإرادتهم، ونياتهم؛ وبهذا استحقوا أن يكونوا
شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم، فهو شهداؤه، ولهذا نوه بهم ورفع ذكرهم وأثنى عليهم،
لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء فإنه أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء،
والشاهد المقبول عند الله الذي يشهد بعلم وصدق فيخبر بالحق مستنداً إلى علمه به.



:

؛,
يتبع له



 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس