بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال هنا لكي تبدأ بالكتابة ، ماذا ببالك ؟ وهل يخلو البال إلا ممن لا لب له ! ( كما قيل بالأمثال يخلو من الهم أخلاهم من الفطن ) . وأفتش في العمق لأحكي عما أهمني أو ما ببالي على الأقل دون شطحات سوداوية وأبدأ بتحضير الفكر لأفاجأ بأني لا أريد .. ببساطة لا لن أقول ما ببالي لأن ما عند الكل يكفيه بل سأصاحب الربيع المخضر وزهر اللوز المندى في بواكير شهر ٱذار وهو يترامى في أفق وسحابات فكري الفجري ليقدم لي درسا بالتفاؤل .. ماذا ببالي الآن في هذه اللحظة إنها دعوة لي مني أن ما عندي رائع وإن قل وإن أحيط بصروف وابتلاءات.. ونداء مني لمن تصافح عيونه حروفا ربيعية لتخبره بهمس السحر ونداءات راجية من نفوس مثقلة تطرق بابا لايغلق مشرق برحمته سبحانه .. نداء من أنامل تعزف على وتر أزلي واحد ولكنه يعطي نغما مختلفا في كل مرة ، كما الحياة تعلو بنا لنسمو ونعلو بها لنحيا بهناءة .. وسلام مني لكل قلب أنهكه زيف الناس وظلم الطغاة وفقد الراحة ، سلام منكه برائحة زهور الربيع ...

أن لا شيء يستحق الحزن فالفصول تتقلب ولا شيء يدوم . ما ببالي الآن أن ما عندنا جميعا أكثر مما نستحق وإن تبدى لنا سوء الحال وتكاثر الفتن وتزايد الهموم فرغم كل هذا يجب أن يكون هناك شعور خفي يوقر في القلب أن الله معنا ،شعور ينساب بجمال لا يعرفه إلا من اقترب من فهم سر الوجود ومن عمل ليرضيه لا ليملأحقيبته بدنيا يتركها في نهاية الرحلة . فكل من يصاحب جملي أدعوك بأن تتفكر معي أن تلمس نعمة معية الودود الرحيم التي بها ترفل فعلام الهم
ما ببالي لاشيء يستحق الهم إلا عدم رضاه ...
http://www.saaid.net/daeyat/sabah/103.htm