بسم الله الرحمن الرحيم
حال ابليس مع ادم......
تأمل اخى كيف كتب سبحانه عذر ادم قبل هبوطه الى الارض ونبه الملائكه على فضله وشرفه ونوه قبل ايجاده بقوله(انى جاعل فى الارض خليفه)
وتامل كيف وسمه بالخلافه وتلك ولايه له فبل وجوده واقام عذره قبل الهبوط بقوله (فى الارض) والمحل يقيم عذر المحبوب قبل جنايته فلما صوره القاه على باب الجنه اربعين سنه لان داب المحل الوقوف على باب الحبيب ورمى به فى طريق الذل (لم يكن شيئا) لئلا يعجب يوم(اسجدوا)
وكان ابليس يمر على جسده فيعجب منه ويقول لئن سلطت عليك لاهلكنك ولئن سلطت على لاعصينك ولم يعلم ان هلاكه على يده راى طينا مجموعا فاحتقره فلما صور الطين صوره دب فيه داء الحسد فلما نفخ فيه الروح مات الحاسد
فلما بسط له باسط العز عرضت عليه المخلوقات فاستحضر مدعى (ونحن نسبح)الى حاكم(انبئونى) وقد اخفى الوكيل عنه بينه (وعلم)فنكسوا رؤس الدعاوى على صدور الاقرار فقام منادى التفضيل فى انديه الملائكه ينادى (اسجدوا) فتطهروا من حدث دعوى (ونحن)بماء العذر فى انيه(لاعلم لنا)فسجدوا على طهاره التسليم وقام ابليس ناحيه لم يسجد لانه خبث وقد تلون بنجاسه الاعتراض وما كانت نجاسته تتلاقى بالتطهير لانها عينيه
فلما تم كمال ادم قيل: لابد من حال جمال على وجه (اسجدوا) فجرى القدر بالذنب ليتبين اثر العبوديه فى الذل
يادم!! لو عفى لك عن تلك اللقمه اقال الحاسدون :كيف فصل ذو شره لم يصب على شجره لولا نزولك ماتصاعدت صعداء الانفاس ولا نزلت رسائل هل من سائل ولا فاحت روائح ((ولخلوف فم الصائم)) فتبين حينئذ ان ذالك التناول لم يكن عن شره
يادم!! ضحكك فى الجنه لك وبكاؤك فى دار التكليف لنا
ما ضر من كسره عزى اذا جبره فضلى انما تليق خلعه العز ببدن الانكسار انا عند المنكسه قلوبهم من اجلى
مازالت تلك الاكله تعاده حتى استولى دواؤه على اولاده فارسل اليهم اللطيف الخبير الدواء على ايدى اطباء الوجود :(فايما ياتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى) فحماهم الطبيب بالمناهى وحفظ القوه بالاوامر واستفراغ اخلاطهم الرديئه بالتوبه فجاءت العافيه من كل ناحيه...........