عرض مشاركة واحدة
قديم 16 Nov 2015, 09:03 PM   #2
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: شرح اسم العليم للأستاذة أناهيد السميري



الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعله لقاء مبارك مرحوما اللهم آمين.
لازلنا نشرح في اسم العليم مر معنا أمس كلام حول هذا الأسم المبارك ، ما معنى اسم العليم ؟ ما هي الصفة المثبته في هذا الاسم؟ صفة العلم الواسع المحيط ، ونحن مرينا على هذا الكلام ؛
قال الشيخ السعدي : وهو الذي احاط علمه بالظواهر والبواطن وبالإسرار والإعلان وبالواجبات والمستحيلات والممكنات ، ثم :وبالعلم العلوي والسفلي وبالماضي والحاضر والمستقبل فلا يخفى عليه شىء من الأشياء.
اذا ما معنى اسم العليم ؟ يعني انه ذو علم واسع محيط ، ثم قارنا بين علم العبد وبين علم الرب سبحانه وتعاىل ، وقولنا ان علم العبد يسبقه الجهل وعلم الرب سبحانه وتعالى لا يسبقة جهل.
إذا هو سبحانه وتعالى موصوف بالعلم ، اسمه العليم وصفته العلم علمه ما وصفه؟ ما يسبق جهل ولا يلحقه نسيان ، وعلمه سبحانه وتعالى واسع محيط ، أحاط بكل شىء جملة وتفصيلا سواء فيما يختص بأفعاله او افعال خلقه.
بدأنا من هنا نذكر آثار إيماننا بهذا الاسم ، بعدما ذكرنا ثبوت هذا الاسم في القرآن وبعد ما ذكرنا ثبوته السنة ، كيف كان ترتييب الكلام اولا من اجل ان اعرف ثبوته ننظر ثبوته في القرآن أو في السنة ، أو في احدهما.
وجدنا ثبوته في القرآن والسنة كم مره ؟ ذكر اسم العليم في القران 157 مره ، وفي السنة كذلك ذكر مرات كثيرة الآن بعد ثبوته اتفقنا على معناه ما معنى عليم؟ لما تثبتي الاسم يلحقه مباشرة ثبوت الصفة ، لأن كل اسم يتضمن صفة فتقولي العليم اسم من اسماء الله تعالى يتضمن صفة العلم ، أوصفي صفة العلم لله ؟ علمه سبحانه وتعالى لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان ، علمه سبحانه وتعالى لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان وعلمه واسع محيط سواء فيما يتعلق بأفعاله او افعال خلقه .

نضرب مثال اخر لنعرف كل اسم ماذا سنفعل به ، مثلاً اسم التواب ماذا تقولين ؟ اسم من اسماء الله تعالى ، ثبت في القرآن والسنة ما هي الصفة؟ التوبة ، انه يتوب على عبادة سبحانه وتعالى وبعدين ياتي بعد ذلك التفاصيل.
يعني كل اسم على الأقل لابد ان يكون عندك هذا الإطار واضح تماماً اقولك الآن اسم الصمد ماذا تقولين عنه ؟اسم من اسماء الله تعالى ورد في القرآن مرة واحده في سورة الإخلاص ، يعني ما يكون ورد مرة خليك متذكره انه ورد مرة ، الذي ورد عدة مرات على الاقل تعرفي عدة مرات حتى لو لم تتذكري بالظبط الرقم ، الذي ورد مرتين ثلاثة كل هذا لابد من إدراكها.
اذا اسم الصمد ماذا تقولين ؟ اسم من اسماء الله تعالى ورد مرة واحده ، الصفة ؟ الصمدية ، ما معنى الصمديه ؟ أمس اتفقنا في أول الكلام على معناه ، أنه الصمد يدور حول معنيان : كمل في شرفه وسؤددة ، والمعني الثاني يصمد اليه عبادة فيحتاجه كل احد ولا يحتاج سبحانه وتعالى الى احد .
الحي؟نفس الطريقة ، اسم من اسماء الله تعالى ورد في الكتاب والسنة ، ما الصفة؟ الحياة ، ثم بعد ذلك تتعلمي تفاصيل الصفة ، انه ذو حياة كاملة ، لم تسبق عدم ولا يلحقها زوال ، حياة مستلزمة الى كمال الصفات إلى اخرة.
اذا كل اسم ماذا تفعلين به؟ تعرفي موطن ورودة وتعرفي اجمالاً الصفة التي فيه في هذا الاسم .
اسم العليم ؟ اسم من اسماء الله تعالى ورد في157 موطن في كتاب الله ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا الاسم ما الصفة فيه ؟صفة العلم ؛ اوصفي صفة العلم لله ؟ ان علمه سبحانه وتعالى لم يسبق بجهل ولم يلحقه نسيان علمه ، علمه واسع محيط بكل شىء جملة وتفصيلا ، سواء كان يتعلق بأفعاله او افعال خلقه.
ومن هنا أتى الكلام حول علمه سبحانه وتعالى بالغيب ، حول إطلاعه على سرائر العباد ، وحركات قلوبهم ،كل هذا مر معنا أمس ، هذا أخر كلام وصلنا له ، الكلام حول عمل القلب ، وكيف ان الله عزوجل مطلع على عمل قلبك ، فلما تتعامل لا تعامل إلا الله ، لماذا؟ لأن الله ينظر الى قلبك وانت تعلم انه عليم بحركات الصدور ، عليم بهذا القلب وعليم بحركته وأخبرت في كتاب الله بتكرار انه عليم وجائت السنة قال لك فيه النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)رواه مسلم. وهكذا.
قال الخطابي هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق.
نفس المعنى الذي سبق انه سبحانه وتعالى هو العالم بالسرائر والخفيات ، لما ننظر الى علم العباد التي لا يدركها علم الخلق سواء هذه السرائر والخفيات : السرائر يعني في نفوس الناس أو الخفيات الموجوده حول العبد من خفيات في أمور مادية او معنوية ، كل هذه تدخل تحت اسمه العليم العالم كل شىء، العليم الصفة العلم أن من علمه سبحانه وتعالى أن يعلم السرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق.
قال ابن القيم : وهو العليم أحاط علماً بالذي في الكون من سِرٍ ومن إعلانِ ، وبكل شىء علمه سبحانه فهو المحيطُ وليس ذا نسيانِ.
ما معنى كلام ابن القيم ؟ هذا كلام ابن القيم في نونيته والنونية شملت معاني اسماء الله ، هو العليم احاط علما بالذي في الكون من سر ومن إعلان ، إذا يدخل في اسم العليم إحاطته سبحانه وتعالى بكل شىء في السر والعلن ،ثم وبكل شىء علمه سبحانه فهو المحيط وليس ذا نسيان : انتفى ايضاً عن الله عز وجل النسيان .
ننظر الآن الى سعة علم الله عز وجل :
وقد جاء في القرآن الكريم بيان واسع عن علم الله عز وجل (وانه وسع كل شيء علما) وانه سبحانه أحاط بكل شيئا علما.
سنمر على بعض الآيات ونرى كيف ورد في كتاب الله الكلام عن سعة علمه سبحانه وتعالى .
انظروا الى آية الأنعام ، ذكر سبحانه وتعالى سعة علمه في آيات كثيرة آية الإنعام ماذا قال الله عزوجل ( وسع ربي كل شىء علما)يعني كل شىء وسعه علماً بمعنى انه سبحانه وتعالى يعلم دقائق الأمور الصغير منها والكبير ، السرائر والإعلان.
أيضاً نرى آية غافر هذا كلام مَن ؟ الملائكة ، ماذا تقول ؟ ( ربنا وسعت كل شىء) كل شىء وسعه الله عز وجل بصفتين رحمة وعلما، إذا كل شىء وصله علم الله وصلته رحمة الله ، كل شىء بلغه علم الله بلغة رحمة الله ، والله عز وجل وسع كل شىء رحمة ووسع كل شىء علما.
نرى أيضاً في طه لاحظي أن السياق الذى أتى في طه لازال في وصف الله ، لكن في وصف ماذا لله؟ أو في بيان ماذا ؟ استحقاقه للإلوهية ماذا يقول؟ (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ) الذى وصفه ماذا ؟( الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) مهم جداً تفهمي السياق.
ونحن على كل حال لو نمر على كل السياقات سيطول بنا المقام خصوصاً في اسم العليم لكن هذه طريقة مهمة جدا يعني ونحن مقبلين على رمضان اسأل الله أن يبلغنا ويبلغكم اياه في قوة إيمان ، من أهم أسباب زيادة الإيمان تدبر القرآن وكما هو معلوم عند السلف ان شعبان شهر القرآن نحن نعرف ان رمضان هو شهر القرآن صحيح لكن السلف كانوا يستعدون لرمضان بتلاوة القرآن وتدبره من التدبر انه لا تمر عليك اية فيها اسم او صفة إلا تقفي أمامها لماذا ختمت بهذا لاسم او بهذه الصفة ماالذي يقررة هذا الإسم .
انظري الآن هذه الآية اقسميها قسمين ماذا يقول الله عز وجل فيها؟ (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ) يعني من يستحق الإلوهية ، ما هي الإلوهية؟ التعلق والتعظيم ، لاحظوا لأن هذا المعنى سيأثر علينا ،من يستحق الإلوهية يعني التعلق والتعظيم قال لهم (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ).
لماذا إلهكم الله ؟ لماذا الذى يستحق التعلق والتعظيم هو الله ؟ لماذا هو وحده الذي يستحق وحده التعلق والتعظيم ؟ الذي لا اله الا هو هذا بنفس السياق ،(إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ) هذا القسم الأول من الآية ، القسم الثاني (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) اذا هو إلهكم الذي يستحق التأليه يعني التعلق به وتعظيمه لأنه (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا )
الآن يأتي السؤال : ما علاقة استحقاقه سبحانه وتعال بالتعلق والتعظيم بوصفه سبحانه وتعالى أنه وسع كل شيئا علما؟ يعني ما العلاقة بين انه يوصف سبحانه وحده الإله ووصفه انه وسع كل شىء علما ؟ يعني كأنه في سياق موسى عليه السلام كان يريد ان يقنع قومه يعني يقول لكم ترى ليس لكم إله الا الله ، تعلمون لماذا؟ لأنه وسع كل شيئا علما ، يعني تعليل الإلوهية ، علل الإلوهيه انه وسع كل شيئا علما .
السؤال الآن لماذا؟ لماذا تعليل الإلوهية يعني لا يستحق احد ان يكون إلهك الذي تعظم وتتعلق به إلا الله ، تعلم لماذا؟ لأنه وسع كل شيئا علما ، ما العلاقة ؟ الآن التعلق ما معناه ان يكون واحد متعلق بربه ؟ أن يكون محب له ، طالب منه.
الآن عندي شعورين عندي التعلق وعندي التعظيم ، التعلق والتعظيم الإثنان مع بعض يشكلان التأليه ؛ انت الآن لما تكون نتتعلق بالله يعني أول ما تحتاج الى شىء تفزع إليه ، تفزع لمن تعلم أنه يعلم حالك ، وتعظم الجهة الثانية تعظم مَن ؟ تعظمه الآن في الآية نحن نعلل ، تعظمه لماذا؟ تخاف منه وتخشاه لماذا؟ لأنك تعلم أنه يعلم حالك ومطلع على حركة قلبك ، فلابد أن يكون هو المعظم عندك لكن تعال عامل الناس بكل سهولة تستطيع أن تخدعهم من جهة الخداع، فيبقى يتصورون أنك تعظمهم او يتصورون أنك تحسن اليهم وانت لا تريد الا مصلحتك مثلاً.
1-إذاً العباد خديعتهم سهله لأنهم لا يطلعون على ما قام في القلوب ، هذا اولاً .
2-الأمر الثاني العباد لا يصلح للتعلق بهم ولا للجوء إليهم لأن ابسط وصف في وصفهم الذي ينقصهم أنهم لا يعلمون حقائق المسائل ولا يعلمون حقيقة حالك .
يعني انت تذهب تطرق باب احد لا يعرف انت مين ، وانت توصف له انك مظلوم ، خلينا نتكلم عن ما يحصل بين الرجل والمرأة مثلاً من مشاكل ، بعدين تذهبي الى القاضي ، الآن لما تذهبي الى القاضي القاضي يسمع منها ومنك ، هل يعلم الحقيقة؟ لا يعلم الحقيقة ، ممكن تقول له كلام غير صحيح او ممكن هي تكون مظلومة والرجل يقول كلام غير صحيح ، إذا ماذا يقع في قلبك ؟أن لا احد تعظمه التعظيم المطلق إلا الله ، لماذا ؟ لأنه يعلم حقيقة حالك.
ولذلك في احيان كثيرة تقع علينا من الأقدار أشياء لا تناسبنا ، لا تناسب هوانا يعني ، ثم يأتي احد يقول فلان مسكين لا يستاهل ان يقع عليه كذا وكذا كأنك لا تعلم ان الله يعلم ما يصلحه، اذا ما أوقع عليه هذا القضاء والقدر الا وهو يعلم سبحانه وتعالى انه يصلحه هذا الأمر.
إذا الرب يعامل عباده بعلمه فإذا قفزت قلوبهم اليه أول ما احتاجوا أعطاهم حتى أغناهم ، وإذا تركوا بابه عاملهم بحلمه سبحانه وتعالى ، وهو مطلع على ما قام في قلوبهم لذلك لا يستحق الإلوهية الا الله ، لماذا؟ كما في طه ما العلة ؟ لأنه وسع كل شيئا علما.
بعد ذلك نأتي الى آية هود ايضاً في سعة علمه سبحانه وتعالى ( إن ربي بما تعملون محيط) لازال في سياق ذكر سعة علمه .
لكي لا نطيل ننتقل للكلام حول الإحاطة : الآن تأتي لفظة الإحاطة في الآيات ، ننظر اولاً الى آل عمران ( ان الله بما يعملون محيط)ما علاقة محيط بالعلم ما علاقته ؟ انظري اول الكلام : وذكر سبحانه وتعالى إحاطة علمه بكل شىء ، إذا محيط هذا اتت من أين ؟ من العلم انه محيط بعلمه سبحانه وتعالى كل شىء ، كمان في هود (ان ربي بما تعملون محيط ) في النساء ( وكان الله بما يعلمون محيطا) وذكر تبارك وتعالى احاطة علمه بالسرائر والمعلنات والغيب والشهادة والسر والعلانية.
انظروا آية ابراهيم ماذا يقول الله عزوجل فيها (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ) ونحن نؤمن بماذا؟ ( وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٣٨﴾سورة إبراهيم) هذا كلام مَن ؟ كلام من آمن ،من آمن بأن الله عليم علمه محيط بكل شىء ما حاله ؟ ماذا يقول؟ (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ) ونعلم ياربنا انه لا يخفى عليك شىء في الأرض ولا في السماء ، إذا هذا أعتقاد العبد تجاه علم الله عز وجل ، ولذلك كما اتفقنا كيف ستعامل ربك؟ ستعامله وانت تعلم انه يعلم ما في السماوات وما في الأرض ، يعلم ما تسر وما تعلن .
نرى الآن مراتب علم الله عز وجل : اشتمل اسم الله العليم على مراتب العلم الإلهي وهي انواع .
وهذا يدخل في الكلام حول الإيمان بالقضاء والقدر، هذه مراتب العلم الإلهي.
1- أول مرتبة في علمه سبحانه وتعالى علمه بالشىء قبل كونه ، وهو سر الله في خلقه.
معنى هذا أن الله عز وجل علم ما كان وما سيكون ، ومالم يكن لو كان كيف يكون قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وهذا أول إيماننا بالقضاء والقدر، أول إيمانك بالقضاء والقدر إيمانك أن الله يعلم قبل وقوع القضاء والقدر أنه يعلمه ، من أن قدر مقادير الخلائق يعني الله عز وجل علمها فقدرها وكتبها.
قولوا لي مراتب الإيمان بالقضاء والقدر اولاً ؟ 1- العلم 2- الكتابة 3- المشيئة 4- والقدرة .
العلم والكتابة هذا قبل وقوع القضاء والقدر، يعني وقت ما يقع سيكون هذا المشيئة والقدرة ، لكن قبل الوقوع وقبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، ما هي الصفة التي يوصف بها سبحانه وتعالى ؟ انه يعلم كل شىء كيف يكون ، ما حاله بالتفصيل ، قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة، ثم حصلت الكتابة ، يعني أول العلم علمه سبحانه وتعالى ثم الكتابة ، يعني قدر الله مقادير الخلائق قدرها يعني علمها وقدر لهم ان يكون هذا حالهم ثم كتبها ،حتى ان ابن عباس يقول وضعك يدك على خدك مكتوب قبل ان يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنه ، لهذه الدرجة ، يعني تفاصيل تفاصيل حياة العباد يعلمها الله وكتبها.
هذاه اول مرتبة في المراتب ، بعد ان ننتهي من مراتب العلم سنتكلم عن مسألة الإحتجاج بالقدر لكن نمر مروراً سريعاً.
اتفقنا ان هذ ه المرتبة الأولى وهذه المرتبة هو علم التقدير فكل امور الغيب قدرها الله في الأزل ومفاتيحها عنده وحده ولم يزل كما قال تعالى .
انظروا ماذا يقول الله عز وجل كما في آية لقمان ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ) لكن الله عز وجل يعلم ،انت لا تعلم لكن الله عز وجل يعلم (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) انت لا تعلم لكن الله عز وجل يعلم ، اتى وصفه (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [لقمان:34] ولاحظى هن اقتران عليم خبير سيأتينا بعد ما ننتهي اللطيف الخبير فنفهم معنى الخبير وهو يقترب من معنى العليم .
إذا ما هي هذه المرتبة مرة اخرى؟ علمه بالشىء قبل كونه وهو سر الله في خلقه
يعني هذا الشىء لا يطلع عليه إلا الله ، ثم هذه المرتبة نسميها علم التقدير يعني قدر الله عز وجل ان يكون هذا هو حال الخلائق إجمالاً وتفصيلا ، يعني ما قدر عليك بالتفصيل وما قدر على العالم كله التفصيل يعلمه الله قبل ان يخلق الله السماوات والأرض بخمسين الف سنة.
2-المرتبة الثانية علمه بالشىء وهو اللوح المحفوظ بعد كتابته ، وقبل انفاذ أمرة ومشيئتة.
الآن علمنا ان الله عز وجل علم كل شىء قبل ان يقع قدره سبحانه وتعالى وعلم ، علم كل شىء كيف يكون ما كان كيف يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، بعد ذلك اتت الكتابة ، أمر الله القلم بالكتابة فكتب.
الآن انت لابد ان تعتقدين انه يعلم ماذا كَتب ، علمه بالشىء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل انفاذ امره ومشيئتة ، وهذا كله قببل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنه ، يعني هذا إيمانك بأمر حصل قبل خلق السماوات والأرض يأتي الآن إيمانك وقت حصول نفس الأمر .
نرى اولاً الدليل، دليلنا على ان الله يعلم ، ماذا يقول الله عز وجل في سورة الحج (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ.) يعني هذ الذي يعلمه سبحانه وتعالى موجود في كتاب، الكتاب المقصود به اللوح المحفوظ (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)}سورة الحج/70{يعني علمه بكل شىء جملة وتفصيل قبل ان يخلق السماوات والارض وعلمه بما هو مكتوب بعد ما أمر الله بالكتابة هذا على الله يسر.
3-نأتي الآن الى المرتبة الثالثة : علمه بالشىء حال كونه وتنفيذة ووقت خلقه وتصنيعه.
هذا المرتبة الثالثة وقت حدوث الأمر ، ماذا تعتقدين في علمه سبحانه وتعالى ؟ انه يعلم الشىء حال كونه وتنفيذه ، وقت التنفيذ الآن انه يعلم حالك ويعلم حال هذا الامر وقت تنفيذة؛
انظري الدليل ، ماذا يقول الله عز وجل وأين الشاهد ؟ (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ } أين الشاهد ؟ تحمل وتغيض ، فهو الآن هذا هو الواقع الآن حملت فهو يعلم ما تحمل ، الآن نتكلم عن علمه سبحانه وتعالى هو لم يحصل إلا بمشيئتة صح في مراتب القضاء والقدر هو وقع بمشيئته لكن هو يعلم وقوعه نتكلم عن علمه سبحانه وتعالى ، (وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ)8الرعد)) ثم وصف نفسه بماذا ؟ ( عالم الغيب ..) الغيب يعني قبل وقوعه ( والشهادة) وقت وقوعها، هنا الوصف انه يعلم قبل وقوع الشىء وحال وقوعه ، اذا أنت ماذا تعتقد؟ أنك لا يمكن ان يحدث لك حدث واقعي الآن والله عز وجل لا يعلمه ، ارجعوا الى الوراء قبل أن يحدث كل شىء يعلم الله يعني يقدر الله مقادير الخلائق ثم بعد ان قدرها بعلمه سبحانه كتبها ثم بعد ان كتبها وقت وقوعها بالتفصيل الآن ، وقت وقوعها بالتفصيل يعلمها يعلم وقت وقوعها فهو عالم الغيب والشهادة ، الغيب قبل ان تكون والشهادة وقت كونها.
أيضاً في سبأ ماذا يقول الله عزوجل؟ (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا) هذا كله الآن ينزل يخرج ينزل يعرج كلها أفعال الآن تقع ، فهو يعلمها وقت وقوعها.
4- الرابعة : علمه بالشىء بعد كونه وتخليقه - بعد ما يخلق بعد ما يكون - واحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه.
يعني انه سبحانه لا يغيب علمه عنك ابدا ، لا يغيب علمه عنك ابداً قبل أن تكون الأشياء ، حال حدوثها بعدما تحدث ، ونرى الدليل على انه سبحانه وتعالى يعلم هذه الأمور هذه المرتبة علمه بالشىء بعد كونه وتخليقه ،الله عز وجل في الإنعام بعد ان ذكر مراتب العلم السابقة بقوله تعالى انظري أول الآية (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ. [الأنعام:59]) يعني يعلمها قبل وقوعها ويعلمها بعد وقوعها ويعلمها وقت كتابتها (إلا في الكتاب مبين) يعني يعلمها وهي مكتوبة ، هذه المراتب الثلاثة التي مضت ، بعد ما ذكر هذه المراتب السابقة ، ذكر سبحانه وتعالى بعدها المرتبة الأخيرة فقال (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ..) يعني الآن ذكر الله الليل يعلم يتوفاكم بالليل ، في الليل يتوفاكم ويعلم ما سبق وان جرحتم يعني وان فعلتم في النهار ، علم وقت وقوعه علمه بعد وقوعه ، فين الشاهد في الآين؟ (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) يعني هو الآن كأنه يكلمكم وانت في الليل ، يقول لكم يتوفاكم هو في الليل يقبض ارواحكم للنوم ، ويفعل هذا الفعل وهو يعلم ما جرحتم يعني ما فعلتم في النهار ، ثم يبعثكم يعني بعد ان يميتكم الموتة الصغرى يبعثكم بعد هذه الموته الصغرى يبعثكم بعد هذه الموتة الصغرى .
اتفقنا من أول الكلام أن هذه الأربع المراتب تحتاج الى شدة انتباه ليس مشكلة في ذكر نفس المراتب المهم الشواهد عليها، قلنا هذه فرصة نتأمل في الآيات فننتبه لما تمر علينا ننتبه ان فيها إشارة الى علمه سبحانه وتعالى.
فإذا تدبرت في كتاب الله وجدت الآن هيأتينا كلام الشنقيطي انك انت لا تقلب صفحة في كتاب الله الا تجد شاهد على علمه ، لذلك اسم العليم من أعظم الأسماء .التي تحرك الإلوهية ، تقوي في قلبك تأليه الله لأنك تعلم انه يعلم حالك فتفزع اليه ولأنك تعلم انه يعلم حالك فتخاف منه ، فأسم العليم يجمع الأمرين يجمع لك التعلق به وتعظيمه.
ولذلك في طه خاطب موسى عليه السلام قومه أنه يجب عليكم ان تؤمنوا بالله ، لأن من صفاته سبحانه وتعالى انه عليم ، يعلم حالكم .
إذا كم مرتبة مرت معنا؟ أربع مراتب ، علمه سبحانه وتعالى بكل شىء قبل ان يكون وهذا العلم معناه علم التقدير ،أنه قدر الأمور هذا علم ، وايضاً علمه بالشىء بعد ان كُتب في اللوح المحفوظ وعلمه بالشىء وقت وقوعه ، ثم علمه سبحانه وتعالى بالشىء بعد ان وقع .
نعيد مرة اخرى بعد ان وقع انظري اية الأنعام فين ششاهدنا بعد ان وقع ؟ لاحظي ان الآية 60 اتت بعد هذه بعد ان ذكر الله عز وجل الثلاثة المراتب هنا في هذه الآية بعدها ذكر الرابعة فين الشاهد في لرابعة .؟ (ما جرحتم) ما معناها؟ يعني ما فعلتم في النهار ، فهو يعلم قبل خلق السماوات والأرض ما سيكون، يعلم بعد الكتابة ، يعلم حال التنفيذ ، يعلم بعدما انتهيتم من هذا الفعل ، فعلمه سبحانه وتعالى محيط بكل شىء قبل ا ن يكون وبعد ان كان.
فلا تتصور انك تغيب عن الله ابدا ، بل هو سبحانه وتعالى يعلم كل شىء جملةً وتفصيلا ، وما جرحتم انظري هذه اللفظة عن اعمالكم ، يعني ما اقترفتم ، ما اتيتم ، بكل شىء بكل تصرف من عمل جارحي او عمل قلبي.
نرى الآن اقتران اسم العليم بغيره من الأسماء : ورد اسم العليم مقروناً في الكتاب والسنة بأسماء أخرى كثيرة تحمل في اقترانها معاني كبيرة فأقترن باسم السميع الحكيم العزيز الحليم الخلاق القدير الفتاح والخبير.
كم اسم؟ 8 اسماء، نمر على النصوص سريعاً ما يتيسر لنا نذكره وما لم يتيسر نبحث في التفسير ، وانا ادلكم هنا على هذه الطريقة المهمة التي هي معرفة الاسم ومعرفة اقتران الاسم يغيره من التفسير ، سأذكر هذه الطريقة اسأل الله ان ييسر لكم الانتفاع بها قبل دخول رمضان.
انت الان تريدي ان تعرفي معاني اسماء الله عزوجل ، اذا يسر لك من يشرح لك خير وبركة الحمد لله اذا لم ييسر لك او حتى يسر لك هذا زيادة وضوح للمسألة :
اذهبي الى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ، مثلاً تريدي تذهبي الى اسم شكور تذهبي ماذا تفعلي؟ تدوري على الشين والكاف الى ان تصلي الى كلمة شكور ، ستجدي الآيات كلها التي ورد فيها كلمة شكور ، ماذا تفعلين ؟ تتأكدي من السياق أن هذا في وصف الله وليس في وصف غيره ، لأن الشكر هذا وصف ممكن أن يكون للعباد ، ماذا ستفعلين ؟ تقومي بفعل جدول ، هذا الجدول ما فيه ؟ تكتبي الآية التي وجدتيها ، السورة ، رقم الآية من المعجم ، ثم هذه الحصيلة التي خرجتي بها ستخرجي بنتيجة مهمة هذا الأسم الشكور اقترن بماذا، ستجدين من الآيات التي جمعتيها يعني من المعجم تعرفي هذا الاسم اقترن بماذا، ستجدي مثلاً شكور اقترن بغفور وحليم وستجدي ان شكور ورد في فاطر مرتين، ورد في فاطر مرتين مقترن بالغفور ، ورد في الشورى مقترن بالغفور ، ورد في التغابن مقترن بالحليم؛
خرجتي ان اسم الشكور ورد كم مره ؟ اربع مرات في كتاب الله ، في 3 سور ، في فاطر والشورى والتغابن ، وهذا الاسم اقترن بالغفور وايضاً الحليم ؛ هذا كله خرجتي النتائج من المعجم فقط ، بعدها خدى تفسير الشيخ السعدي وابحثي عن المواطن التي وجدتيها آية فاطر آية التغابن وآية الشورى واقرئي في التفسير ستجدي كلام عن الاسم وكلا م عن أثر السياق في الاسم، يعني لماذا هذه الآية اتى هذا الاسم فيها ، يعني لماذا ختمت لماذا بهذا اقترن اسم الغفور بالشكور اذا اكملتي لماذا اقترن اسم الشاكر بالعليم ، الشاكر وردمرتين مرة في البقرة ومرة في النساء ، لماذا اقترن شاكراً عليما لماذا؟ سيتكلم الشيخ كلام مختصر لكنه متين يحتاج منك قرائته كم مره.

في النهاية ستجدين انك استفدتي استفادتين :
1- عرفتي معنى الاسم عرفتي لماذا اقترن هذا الأمر الأول
2-الأمر الثاني ستجدي أنك فهمتي الايات وهذا مقصد لأن علة القوم كلهم علة المسلمين واحده (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) هذه العلة الحقيقة التي عيشها ، ولذلك لا تتصور ان دراستك للأسماء منفضله عن فهمك للتفسير ابداً ، بل هو احد اثار فهمك للأسماء لكتاب الله.
ولذلك تأتي في دورات نقرأ مثلاً معنى الاسم باختصار ممكن يأخذ ساعة او اقل واحيانا تأتي دورات نقرأ معنى الاسم في ساعات الفرق؟ ان انا ممكن اخد معنى الاسم بأختصار او اخذ هذا الاسم من مواطنه في كتاب الله فأذا اخذته من كتاب ضمنت السياقات التي ورد فيها الاسم
ليس المهم ان تنتفعوا الآن في هذه اللحظة وبعدين تروحوا اليتي تنسوا ما درستم ولا يكون بالنسبة لكم هذه اللقائات منهج تصلوا بها الى المراد ، المهم انكم لما تخرجون تبذلون وتتعبون تجدون منهج تسيرون عليه ، ولا ترتبطوا ابداً بالأشخاص ، يعني لو اتى احد ومن الله علينا ندرس واذا ما أحد درسنا ينتهى الأمر ؟ لأ الأمر بسير واليوم الأمر ليس كما سبق ،كانوا لا يعرفون الكتابة والقراءة والعلم غير منتشر لكن اليوم المسألة بالعكس كل شىء متوفر وكل شىء يسير وغالب الناس إلا ما ندر لا يعرفون يقرأوا أو يكتبون فكل الناس يعرفون او يجدون في بيوتهم من يعرف يقرأ او يكتب ، فبقي الآن سنسأل عن النعم؛
واحذر ثم احذر ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) سورة التكاثر)احذروا من هذا ، والرسول صلى الله عليه وسلم لما بشر قيل له {وَالضُّحَى(1)وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى(2)مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى(3)وَللآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى(4) (سورة الضحى)في شرح هذه الاية كلام عجيب في شرح الشيخ السعدي كلمتين لكن عجيبة ان الله عز وجل وعد النبي صلى الله عليه وسلم ان كل حال مستقبليه تكون أحسن من الحال الأولى ، لماذا تكون احسن من الحال الاولى ؟ او لمن تكون احسن من الحال الاولى ؟لمن اعتصم بالله وبكتاب الله ، من يعتصم ستكون له الأخرة خير له من الأولى ، والأخرة المقصود بها الحال المسقبلية يعني في الدنيا والأخرة.
فكن ممن دخل تحت الوعد بأن تعتصم بالله وتعتصم بكتاب الله وهذان امران يعني تنكب على الكتاب والسنة تدبر تدبراً وتعلماً واعتصاماً بالسنة نسأل الله عز وجل أن يحشرنا مع أهل السنة اللهم آمين.
هذا الاقتران الأن تفهميه كيف؟ من السياقات قال بعض أهل العلم قال والمتصف بالعلم يلزم أن يكون من هو متصف بالعلم لابد ان يكون سميعاً بصيراً عزيزاً قديراً حكيماً خبيراً ،
يعني مادام انه عليم إذاً لابد ان يكون سميعاً لابد ان يكون بصيراً لابد ان يكون عزيزاً خبيراً لأن مترتب على العلم الجزاء ، المترتب على العلم انه يجازي كيف سيجازيهم؟ إلا اذا كان له العزة ؟ إلا اذا كان له القدرة ؟ ، مترتب على العلم ان يستجيب لهم ، ان يعطيهم مراداتهم لما يسألوه ، فهذا يستلزم العزة يستلزم القدرة يستلزم الحكمة ، إذا ما معنى والمتصف بالعلم يلزم يعني - ما معنى هذه الجملة من كلام أهل العلم ؟يعني - لابد ان يكون من هو متصف بالعلم لابد ان يكون سميعاً بصيراً عزيزاً قديرا حكيماً خبيرا،
لأن إنتفاء هذه الأوصاف إما يؤدي إلى انعدام العلم أو انعدام كماله .
إما يؤدي إلى انعدام العلم لو انتفى سميعا بصيرا ، أو يؤدي إلى انعدام كماله ، طب لو علم حالهم وما استجاب لهم ما الفائدة من العلم ؟ اذا لابد ان يكون من وصفه انه علي وانه قادر عزيز فإذا استجار به من استجار سمعه وابصره وعلم حاله فأعطاه لأن وصفه أنه عزيز قدير
نبدأ الآن بالنسبة للنصوص : اقترن أسم العليم مع السميع في 15 موطنا في كتاب الله عز وجل ، 15 موطن دليل على ماذا؟ دليل على تقارب التلازم بين أسم السميع وأسم العليم ، منها انظروا الى هذا الموطن في البقرة وهذا موطن مناسب جداً شرح سياقه لأن احنا مقبلين على أعمال صالحة ماذا يجب ان يكون وانت تعمل العمل الصالح من جهة وصف ربك ؟
انظري ماذا قال ابراهيم عليه السلام اولاً ماذا كان يفعل ابراهيم عليه السلام ؟ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل عليهما السلام يعني يقومون بعمل صالح ، هذا اعتقاد من يقوم بعمل صالح ، ماذا يعتقد ؟ أنه ماذا يحتاج؟ (تقبل منا ) يعني الذي يعمل عمل صالح خليني أقول هذا نهار رمضان وفقت الى صيامه ووفقت للقيام بنفس الفعل ، ماذا تحتاج بعد ان وفقت الى هذا الفعل؟ شدة رجائك لله أن يتقبل منك طاعتك ، إذا هذا الذي تحتاجه كلما عملت عمل صالح أذكار الصباح أذكار المساء صلاة الضحى صلاة الفجر الفرد أو السنة تنتهي من القيام بالعمل ماذا يقع في قلبك ؟رجاء الله أن يقبل عملك مؤمنً بأنه ؟ ماذا تقول؟ سميع عليم ، لماذا في هذه الحالة هذان الأسمان ؟ الآن رجائك سيجري على لسانك تطلب من الله ربنا تقبل منا ، ستتكلم تطلب من الله القبول فتقول بارب اسألك واعلم انك تسمعني ( السميع) وتعلم حال قلبي تعلم حالي وهذا اسم (العليم )
إذا هذه حال من قام بعمل صالح ، يرجو القبول ، يسأله بلسانه ، يقول ربنا تقبل منا ، ثم يشرك مع هذا السؤال إيمانه إقراره بأنه يعلم أن الله سميع يسمع دعائه عليم يعلم حقيقة حالة ، فإذا قلت ربنا تقبل منا أنك انت السميع العليم فصحح ما قام في قلبك لأنك تعلم أنه يعلم ما قام في قلبك ، وقبوله سبحانه وتعالى للعمل مبني على ماذا؟ على ما قام في قلبك ؛ بل أن مضاعفة الأاجور تكون على شدة إلحاح قلبك للوقوف عند باب الله وعدم الإلتفات.
يعني انت تضاعف أجورك على قدر ماذا؟ على قدر حرصك على تحرير نيتك ، وأنك تقف طالباً رضاه دافعاً عن قلبك رضا غيره، لذلك العبد بعد ان يعمل العمل يطلب من الله القبول ويسأله بأسمه السميع لأنه يسمع كلامه ، العليم لأنه يعلم ما قام في قلبه حال قيامه بالعمل.
فلا تقول ربنا تقبل منا وانت السميع العليم ، وانت ما جاهدت في قلبك حتى يطلع الله على قلب صادق!.
هذا موطن، أنظري آل عمران هذا موطن أخر لازال في الدعاء لكن في حال أخر ، هذه من ؟ إمرأة عمران ( رب إني ن....السميع العليم) نفس الأمر ، طلب القبول هذه حال أخرى ، لكنها في النهاية سؤال ودعاء ان يقبل الله ما نذرت ، يقبل عبادة قامت بها ، ما هي ؟ عبادة النذر ثم ختمت دعائها سؤالها ان يتقبل أنك انت السميع العليم ؛
فبقي نفس الأمر نفس التقرير أنك لما تسأله قبول طاعة أو عبادة تسأله وانت محرر نيتك متوجه إليه بعمل قلبك ثم قل له يارب تقبل مني أنك انت السميع الذي تسمع دعائي العليم بقلبي فحرر قلبك قبل أن تطلب منه أن يقبل فعلك ، هو مطلع على فعلك مطلع، لكن انت تقول يارب تقبل مني ، وتقول له يارب انت تسمع دعائي وتعلم حال قلبي ، فهل حررت قلبك قبل أن تطلب منه أن يقبل منك عملك الذي تعلم انت انه يعتمد على عملك ، عملك كله قبوله يعتمد على ماذا؟ (ان الله لا ينظر الى صوركم...وأعمالكم ) التي هي تبع قلوبكم .
نكتفي بهذان الموطنان للسميع العليم ، وننتقل الى العليم الحكيم ، اقترن اسم العليم مع الحكيم في موطنين من كتاب الله عز وجل ، السميع مع العليم كم موطن ؟ 15 موطن ، والعليم مع الحكيم؟ موطنان.
انظري الى آية الزخرف أولاً : سيكون هذا مثل طه أولاً اشرحوا لي الآية (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)) المعنى؟ يعني كيف في السماء إله وفي الأرض إله ؟ إله يعني تألهه القلوب تعظمه ، يعني أهل السماء الله عز وجل عندهم إله يعني يألهونه ، يعني يجمعون له بين الحب والتعظيم ، وفي الأرض إله يعني أهل الأرض كذلك يجمعون له الحب والتعظيم ، ثم أتى التعليل نفس طريقة آية طه ، اتى التعليل ولاحظي الضمائر الظاهرة تدل على التخصيص( وهو الحكيم العليم ) ما معنى أقتران اسم الحكيم العليم في سياق إثبات إلوهيته سبحانه وتعالى ماذا تقولون؟يعني لا أحد غيره يستحق الإلوهية لأنه وحده عليم بحال أهل السماء وأهل الأرض، حكيم في معاملتهم في تصريف أمورهم في تدبيرهم في تربيتهم ، وأهل السماء وأهل الأرض ضعفاء محتاجون الى من يقيمهم ، مربوبون لهم رب واحد حكيم في معاملتهم ، فأجرى لهم أرزاقهم ، دبر لهم شؤونهم ،موافق تدبير الشؤون والأرزاق موافق لحكمته سبحانه وتعالى ولعلمه بأحوالهم ، إذا ما وجه أقتران الحكيم بالعليم؟ أنه يعلم احوالهم سبحانه وتعالى فيصرف لهم تدبيرهم على ما يناسبهم.
ولذلك اقتران الحكيم بالعليم يورث العباد الإيمان بالقضاء والقدر ، لأنك ترفض أحد عليك لما تجد أن الذي يحكمك لا يعلم حالك ترفضه ، لكن إذا علمت أن هذا الذي حكم عليك بالقضاء والقدر يعلم حالك علماً دقيقا ( ما اخفيت وما اعلنت ) ومن وصفه أنه حكيم في تدبير حالك ، فإذا اجتمعت هاتان الصفتان لمن يصرفك ماذا يجب ان يكون؟ رضاك عنه سبحانه وتعالى ورضاك عن اقدراه.
اذا ايمانك بالقضاء والقدر مبني على وصفه سبحانه وتعالى أنه حكيم عليم .
ننظر إلى في الذاريات يكفينا موطن واحد من كل مكان ، اقتران العليم بالعزيز ، العليم العزيز اقترن العزيز في ست مواطن في كتاب الله عزوجل ، الموطن الأول في الإنعام (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } الأنعام/96).
ما معنى العزيز لنفهم ما علاقته بالعليم؟ العزة ، ما آثار العزيز؟ القدرة على إنفاذ أمره ، يعني عزيز لا ممانع لأمره إذا حكم في شىء نفذ أمره ولابد ،لا ممانع لأمره .
انظري الآن ذلك تقدير يعود على ماذا؟ على انه سبحانه وتعالى فلق الإصباح وجعل الليل سكنا وجعل الشمس والقمر تجري بحسبان سبحانه وتعالى ذلك تقدير العزيز العليم ، ما وجه اقتران العزيز بالعليم وفي هذا الموطن ؟ هذا كله الآن يحتاج الى علم ، يعني كون أن الشمس والقمر تجري في مواطن محسوبة ، وأن هذه الأفعال تكون بهذا النَسقَ المنظم ، يحتاج الى وصف العلم ، لكن العلم وحده لا يكفي، لابد ان يكون من يعلم بطريق صلاح الأمور عزيز قادر على إنفاذ أمره ، لأنه لو ما كان قادر على إنفاذ أمره ماذا يحصل؟ يأتي ممانع فيعترض على امره.
انظري الى حال الخلق ناس عندهم علم وبعلمهم يصلحون العباد ، ممكن أن يصلحوا العباد ، لكن يأتي احد ان يجري علمهم على العباد ، يعني واحد عنده اختراه مثلا واحد عنده اكتشاف واحد عنده علم في الشريعة هذا العلم يصلح الناس يصلحهم ، لكن عنده لكنه ما هو عزيز يعني ما هو قادر على إظهار علمه ، فماذا يحصل؟ لا يصلح الناس عنده لكنه لا يستطيع ان يكلمهم فيصلحهم ، لكن الله عز وجل عليم بما يصلح العباد : هذا العلم ، عزيز : يعني قادر على انفاذ أمره فأجتمع في وصفه الأمران.
ما هم الأمران ؟ العزة القدرة على إنفاذ الامر وكل امره مبني على العلم لذلك صلح شأن السماوات والارض ، صلح بعلمه سبحانه وتعالى بما يصلح العباد ولعزته ،
فبعلمه علم ما يصلح العباد ، وبعزته سبحانه وتعالى انفذ أمره ولا ممانع لأمره.
هذا كله يفيدك الآن لما تفهم لماذا هذا الأسم اقترن بهذا الأسم في هذا السياق ، بالذات في هذا السياق لأنه في سياق عن ما اصلح العالم عن نظام العالم ، سواء في سير الكواكب في سير الشمس ، ثم ختم الآية ان هذا كله من تقدير من وصفه انه عليم ، واضح انه قدر انها تجري في هذا الجريان لأنه عليم لكن ما وصف العزيز لكن ما علاقتة صحيح؟ لاممانع لأمره لا احد يستطيع ان يأتي للشمس ويغير مسارها، تجري عليه أوامر الله وعزته لا ممانع لأمره ، ومثله في الزخرف.
ننتقل الى اقتران العليم مع الحليم ، اقترن العليم مع الحليم في ثلاثة مواطن من كتاب الله في الحج وفي الأحزاب وفيه موطن ثالث لم يذكر.
نرى الآية التي في الموطن الذي في الحج (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴿٥٩﴾) كلام عن مَن؟ عن أهل الجنة ، عن الصلاح ، عن أهل الإيمان والتقوى ، ختمت الآية بماذا؟ أولاً في الآية وعد انه سبحانه وتعالى كيف سيعاملهم ؟ سيدخلهم مدخل ما نوعه ؟ يرضونه، إذا سيحقق لهم الرضا ، وإن الله لعليم حليم .
هذا كلام عن من اتقى عن من صلح لماذا ختم الآيه على وعد ان الله سيدخلهم هذا المدخل المرضي، لماذا تختم بعليم حليم ماوجهه ؟ يعني هذا الذي بلغوه من الحال المرضيه ما بلغوه لأنهم أهلٌ له، إنما بلغوه وهو يعلم حالهم وعاملهم بحلمه.
اقتران العليم بالخلاق ، اقترن اسم العليم بالخلاق في موطنين من كتابه سبحانه وتعالى ، هذا في الحجر ( إن ربك هو الخلاق العليم) وفي يس ايضاً ، لاحظي في الموطنين اتى في ماذا ؟ هو الآن الخلاق في الحجر ، وفي يس أيضاً فيه صفة الخلق
قال بعض العلم في هذه الآية فقرن بين العظيم والخلاق ووصف القدرة في آية واحده لأن الخلق والتكوين لابد ان يكون عن علم وقدرة،
فأقترن الخلاق بالعليم لأن الخلاق لابد ان يكون عنده علم ، في آية يس اقتران أيضاً بالقدرة لأن الخلاق الذي يخلق لابد ان يكون عنده علم وعنده أيضاً قدرة .
اقتران العليم بالقدير اقترنا في اربعة مواضع نرى آية الروم أولاً ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) سورة [الروم(45)]. هذا فيه كلام عن أطوار خلق الإنسان ، بس خلقه مقصود في بطن أمه أو ماذا ؟ في مراحل حياته يعني، كان ضعيف ، ثم جعل الله من بعد ضعف قوة ، ثم جعل من بعد قوة ضعف وشيبه ، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير، ما المعنى العليم القدير ؟ ما علاقته بهذا الإنتقالات؟ يعني هو قادر سبحانه وتعالى على ان يحول هذا الضعف الى قوة وهذه القوة الى ضعف ، والمعنى؟
يعني لو اريد اتى بآية الروم واريد اشرح لا حول ولا قوة إلا بالله ، اريد اشرح لا حول ولا قوة إلا بالله بآية الروم ؟ لا حول ولا قوة للعبد الا بقوة الله ، لأن الله عز وجل هو القادر على ان يعطيه القوة أو يأخذ منه هذه القوة .
يعني انت الآن لابد ان تتصور ان حالك الحقيقة حال الضعف ، ثم هو سبحانه وتعالى يعطيك بعد كل ضعف قوة ، ثم هو قادر على سلبها.
يعني هذه الآية يأتي في شرحها الحال العام للناس التي هي طفل صغير ضعيف ثم شاب قوي ثم شائب ضعيف هذه حالك ، أيضاً ممكن بهذا الفهم يفهم دقائق احوالنا يعني نفس احوالنا ، أحوالك اليومية اقصد، يعني انت الآن لما تصاب بالنعاس تصبح ضعيف ،لما تصاب بحاجتك الشديدة للنوم ضعيف ، لما تقوم من النوم ليس شرط كل الناس يكونوا نشيطين ، انت الىن ليس شرطاً كل من نام استيقظ نشيطاً ، من الذي يعطكِ الآن ؟ الله عز وجل ،من يأخذها منك حال نعاسك؟ الله عز وجل فأنت في تقليب اليوم تمر على نفس الحال تكون ضعيف قوي ضعيف وهكذا .
وهذا معنى كونك تردد لا حول ولا قوة الا بالله ، لأنه انت في الأصل لا تملك حول ولا قوة ، القوة ليست لك ، انما القوة هذه عطاء من عند الله عز وجل يعطيك هو الله متى تمسكت بحبله ، والذي غر الناس ان الله يعاملهم بحلمه ، هذا لذي غر الناس فيعطيهم من القوة يعاملهم بأسمه الحليم ويعاملهم بأسمه المنان ويعاملهم بأسمه الوهاب فيعطيهم النوال قبل السؤال ، فيغتروا ويعتقدون انهم يملكون، ثم يظهر الله لهم في المواقف كيف انهم يفقدون ، كيف انهم في حقيقتهم لا يملكون .
ولذلك أحد الآثار المهمة لبعد العبد عن اسماء الله عز وجل وصفاته غرورة بنفسه يعني من أهم آثار بُعدنا عن الأسماء والصفات، شعورنا اننا نملك القوة الذي عنده ذكاء يشعر أنه هو الذي عنده القدرة ، الذي عنده قوة يشعر أن هذا ملكه لا يعلم ان الله هو العليم بأحوالنا هو الذي يعطينا الحول والقوة على قدر انفاسنا وهذا من المعاني المهمة لاسم القيوم .
انظري في آية النحل يتبين لك الأمر اكثر (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ ماذا يحصل له؟ - يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) يعني الله عز وجل اعطاه ثم يعود الى الاسفل فكأنه يقال له لو كنت انت الذي اعطيت نفسك القوة والعلم هيا استمر عليه ابقيه الى اخر حياتك لا تفقد قواك ، قال الله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)فوصف نفسه بالعلم وبالقدره انه هو يعلم يعطي القدرة لمن.
هذا كله في الكلام حول اقتران اسم العليم بالقدير، الآن اقتران اسم العليم بالفتاح ، اقترن اسم العليم مع الفتاح في موطن واحد في كتاب الله في سبأ(قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)
ما المقصود بالفتاح هنا؟ يفتح بيننا؟ هذا اصلاً في سياق استنصار الأنبياء وأتباعهم على أعدائهم ، ماذا يقولون ؟ سيجمع الله بينا وبينكم سواء في الدنيا او الأخرة ثم يفتح بيننا وبينكم يعني يفصل بيننا وبينكم يفصل بين أهل الحق وأههل الباطل ينصر أهل الإيمان ويخذل اهل الكفران ، وهو الفتاح العليم وهو الفتاح بمعنى الحاكم بين عبادة .
ما علاقته بالعليم؟ حكمه مبني على علمه ، وهذه الآية كأنها تقول لك او اقتران اسم الفتاح بالعليم ، كأنه يقال لك انت عامل الله وسترى كيف يفتح الله بينك وبين اهل الباطل كيف يفتح الله بينك وبين من ظلمك لأنه سبحانه وتعالى فتاح بمعنى يحكم ، وعليم بمن هو أهل للحق ، بمن هو صاحب للحق ، لأن في احيان كثيرة يشعر العبد بالضعف ويشعر بعدم قدرته على أخذ حقه من متسلط عليه ، فماذا يفعل في هذه الحال في الغالب؟ يشتكي لأهل الدنيا ، فعل في وفعل وفعل إلى اخرة ، على ان أهل الدنيا ماذا سيفعلون ؟على أن أهل الدنيا سينصروه ، وانظر كيف يمّل من شكواك اهل الدنيا يملوا من شكواك لابد ، إذا لم يملوا اليوم يملوا غداً .
لكن المفروض ماذا يقع في قلبك ؟ هذا الذي اعتدى لابد ان يفتح الله بينك وبينه ، بس المهم ان تكون معاملاً لربك لأنه عليم بمن هو صاحب الحق ممن هو بعكسه ظالم ،الظالم من المظلوم .
والمقصد انك اذا علمت ان ربك فتاح عليم يعني يحكم بين عباده ويعلم من المعتدى من المعتدى عليه فلا تسأل الا ربك ان يفتح بينك وبين من ظلمك ، وبالمناسبة هنا نقول احذروا من الدعاء الذي فيه اعتداء وانت مظلوم، دعاء المظلوم يقبل على كل حال بس احذر من ان تتحول من ان تكون مظلوم الى ظالم بدعائك فكثير من النساء لما يعتدوا ازواجهم عليهم تخرج من السنتهم داعء بالموت دعاء بالفناء ودعا ء بالأمراض وهذا كله تتحول فيه من ان تكون مظلوما الى ان تكون ظالما،
ذكر بعض أهل العلم ان اقتران اسم العليم مع الفتاح ان المتصف بالعلم الكامل لديه مفاتيح علم الهداية الى الصلاح,
هذا اقتران اسم العليم بالخبير، وهذا الموطن في آية التحريم (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) اقترن اسم العليم بالخبير في النساء ، سأجل الكلام عن الخبير لأنه سيأتينا مع أسم اللطيف ان شاء الله .
نأتي الآن الى الفرق بين علم الخالق وعلم المخلوق ، الفرق بين علم الخالق وعلم المخلوق :ان علم الله جل ثنائه لا يعتريه نقص ابدا من نسيان او جهل او علم ببعض أمور الخلق وجهل بغيرها ، كما قال تعالى (وما كان ربك نسيا ) ، وهو سبحانه وتعالى لا يشغله علم عن علم كما لا يشغله سمع عن سمع .
فلا تتصور انه سبحانه وتعالى ينشغل بأحوال غيرك عنك ، بل يعلم حالك وحال غيرك بالتفصيل من المقارنة : وان للمخلوقين مثل هذه الصفات فانهم يولدون جهلاء لا يعلمون شيئا ثم يتعلمون شىء فشىء وعلم الله لم يسبق بجهل، والله عز وجل يقول في وصف العباد (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ-ما بكم؟ -لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ) يعني هذه اداوات تحصيل العلم لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78).
قال الخطابي والادميون وإن كانوا يتصفون بالعلم فإن ذلك ينصرف منهم الى نوع من المعلومات الى نوع.
يعني اذا كان عندهم علم لكن علمهم قاصر يعلمون شىء دون شىء ، وقد يوجد ذلك منهم في حال دون حال
ربما يكون في حال عندهم علم وفي حال ليس يوجد علم ، أيضاً من المشاكل التي يتعرضون لها وقد تعترضهم الآفات يعني النسيان ، فيخلف علمهم الجهل ويعقب ذكرهم النسيان ،
يعني بعد ان كانوا يعرفوا الشىء يصبح عندهم جهل فعلمهم سبق جهل ويلحقه أيضاً نسيان.
وقد نجد الواحد منهم عالم بالفقه وغير عالم بالنحو ، وعالم بهما غير عالم بالحساب والطب ونحوهما من الأمور وعلم الله سبحان هن وتعالى علم حقيقة وكمال قد احاط بكل شيئا علما.
نرى الآن آثار العلم بأسم العليم : ومن آثار العلم بهذا الأسم العظيم له آثار مباركة على العبد بل هو اكبر زاجر واعظم واعظ ، مثل ما ذكرنا امس ان اسم العليم من الأسماء التي تمنعك من مخالفة امر الله بقلبك قبل جوارحك المخالفة القلبية قبل مخالفة الجوارح,
وسنقرأ للكلام الشيخ محمد أمين الشنقيطي كلام لشرح هذا ، هذا صاحب كتاب أضواء البيان : أجمع العلماء على انه اكبر واعظ واعظم زاجر نزل من السماء الى الأرض وضربوا لذلك مثلا ولله المثل الاعلى ، قالوا لو فرض ان هذا البراح من الأرض يعني هذه الأرض الواسعة فيها ملك قتال للرجال اذا انتهكت حرماته بقوة وعزة ومنعه
يعني تصور ان هذه ارض واسعة فيها ملك ما وصفه؟ قتال يقتل الرجال أي احد يعتدي ،
وحوله جيوشة وحول هذا الملك بناته ونسائه وجواريه ، أيخطر ببال احد من اولئك الحاضرين مجلس هذا الملك ان يقوم ريبة؟
يعني هو جالس هذا المجلس ومع نسائه وجواريه ورجال جالسين وهم يعلمون حال هذا الملك انه قتال ،
ولو قيل لأهل بلد ان امير ذلك البلد يبيت عالما بكل ما يفعلونه باليل من الخسائس لباتوا متأدبين
خائفين منه أن ياخذهم صباحاً
وهذا خالق السماوات والأرض الملك الجبار يخبرهم في آيات كتابه لا تكاد تقلب ورقة واحده من اوراق المصحف الكريم إلا وجدت فيها هذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم
انظري الشنقيطي يقول لك ان كل صفحة في كتاب الله كلام عن علمه سبحانه وتعالى
(وَاَللَّه يَعْلَم مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)(وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا)(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ)
يعني كل هذه الآيات ماذا تفعل بك؟ تبين لك علمه سبحانه وتعالى ، فما كان هو الواجب؟ ان تنزجر عن المعصية ، يعني لو قيل لك ان ملك هذا البلاد يعلم تبات في ماذا كيف ستعامل الموقف؟ ستبات مؤدبا.
قال الحافظ ابن رجب: اكره رجل امرأه على نفسها وامرها بغلق الابواب وقال ابقي باب لم يغلق ؟ قالت نعم الباب الذي بيننا وبين الله فلم يتعرض لها.
هذا دليل على ان اسم العليم من الاسماء التي تورث العبد زجرا عن المعصية
وعن ابن عباس يعلم عن انه قال في قوله تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) قال وهو الرجل يدخل على اهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء
يعني هم جماعة رجال وتمر بهم
فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض وقد طلع الله من قلبه أنه ود لو اطلع على عورتها
فإطلاع الله على قلبه هذا ايمانك بأسم العليم وهذا الذي يورثك معاملة الله ، ان تكون عالما أنه مطلع على ما قام في قلبك ، ومثل ما ذكرنا أمس هذه قضية القضايا:
أن تعلم انه يعلم ما قام في قلبك ، فلا تعامله بالمخادعه ، واعلم ان اهل النفاق هم الذين يعاملون ربهم بالخداع.
في سورة التوبة وصف لنا هذا النوع من الخداع ، نظرت لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، اراد ان يخرج ، اتى المنافقون قال له احدهم ان بيوتنا عورة ، والثاني أعتذر بأنه لا يطيق النظر الى نساء بني الأصفر، يعني انه شديد الشهوة ولا يستطيع ان يخرج الى قتال الروم ثم يرى بنات الأصفر بمعنى نسائهم فتفتنه ، ماذا قال الله عز وجل ؟ (ألا في الفتنة سقطوا )
الكلام هذا الآن الكلام الظاهر أنه لا يريد ان يخرج خائف من الفتنة ، هذا الكلام الظاهر كلام جيد من جهة صورته الخارجية ، لكن حقيقته انه كذاب ، انه لا يريد إلا الفرار ، لكنه أدعى دعوة صورتها حسنه وحقيقة ما قام في قلبه باطل ، فأحذر ثم احذر ان تعامل الله كتعامل العباد ، لأنك ممكن تعامل العباد تقول لهم أي دعوى وصورة الدعوة حسنه كلام جيد بل كلام تمدح عليه ، تعرف نفسك وتبعد عن الفتن لكن الله عز وجل مطلع على ما قام في القلب فقال لهم الا في الفتنة سقطوا يعني صوروا لأنفسهم أنهم لا يريدون أن يدخلوا في الفتنة ، وحقيقتهم انهم وقعوا في الفتنة ، لكن هذا كله غياب آثار اسم العليم على العبد او حتى لو عاملنا الله بأسمه الله ننسى ان من أهم آثاره ان تعلم ان الله مطلع على ما قام في قلبك حركة قلبك اثناء قيامك بالعمل ، سواء كان غفلة او ارادة لغيره.
لأن العبد تأخذه 3 حركات لقلبه قبل دخوله العمل ، الحركة الأولى الغفلة يعني داخل الصلاة داخل العبادة رايح يدرس رايح يتعلم العلم الشرعي وهو غافل مع الناس فين ما دخلوا دخل فين ما خرجوا حرج هذه الغفلة ليست سهله ، هذه الغفلة مزلة قدم قد تذهب به بعيدا هذه حاله ، هذه الغفلة وصفت فى سورة الحديد لما ضرب بينهم بسور ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ، ماذا قالوا لهم؟ الم نكن معكم ، المنافقين يقول للمؤمنين الم نكن معكم داخلين خارجين معكم نفعل مثل فعلكم قالوا بلى لكن (فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ }سورة الحديد/14{
هذا كله ما معناه؟ معناه ان الإنسان ممكن يكون بصورته الخارجية داخل خارج مع الناس من أهل الإيمان صورة الخارجية معهم ، لكن فتنوا أنفسهم من جهة قلوبهم فأحذر من الغفلة لأن الغفلة مزلة قدم تروح وتأتي ولا تدري وبعدين تكتشف في اخر السنة لما ينقصوك درجة ولا يعطوك تقدير امتياز تزعل وتبيكي وممكن تكوني حاصله على شهادات كثيرة او ما انت حاصله ليس هنا القضية ، القضية انت تحفظ القرآن لماذا؟ يعني اول السنة في مدارس التحفيظ نقول يا جماعة نحن مضطرين نعمل اختبارات لأن ورانا ادارة ، لكن أنتم لما تأتوا لا تأتوا إلا لتحفظوا من أجل الله ، موافقين ؟ كل الناس يقولوا موافقين تعالى شوفي اخر السنة الزعل والأحزان وليه نقصتونا ، لا تردوا علي وتقولوا هذا من حقها انتم حرروا نياتكم في الأصل تحفظون من اجل ماذا ، هذه الورقة التي يعطوكِ ماذا ستفعلين بها انت تتقربي الى الله او تريدي رضا الناس لابد ان تعرف انت فين لابد .
إذا تدخل وانت تصور انك صائب هذه حالة ثانية ، يعني القلب يكون في غفلة ويكون داخل وخارج مع الناس ولا يدري أن الله مطلع على قلبه انه غافل أو الحالة الثانية كذاب تخدع نفسك قبل ما تخدع الناس ، ترى الذي يكذب على الله كذب على نفسه اولاً، يعني هو بنفسه يكون مصدق لكن لما تأتي المحكات تظهر الحقائق ، تأتي المحك تظهر حقيقتك انت من تكون.
وبعدين تظهر حقيقتك ليس للناس اتركهم لك انت لنفسك وخصوصاً لما يأتيك احد بعلل لك طبيبعي ان تزعل على الدرجة هذا ليس له علاقة بالإخلاص، كيف ليس له علاقة بالإخلاص أصلاً هذه الدرجات ولا العلامات ولا الشهادات ، كلها فتنة ابتلينا به ولا الصحيح انظر الى إخلاص من حفظ القرآن في الحلق و تحت الشجر بعيداً عن مسألة الدرجات والعلامات وشوف إخلاصهم وإنتفاعهم بكتاب الله ، وشوف بالعكس شوف من حفظ واخذ درجات وامتياز شوف اثر هذ الحفظ على سلوكه.
اذا الحالة الثانية من حالات القلب ان يكون العبد كاذبا على نفسه ، الحالة الثالثة ان يكون صادقا، فنحن ثلاثة حالات بين صادق وكاذب وغافل واعلم ان الله مطلع على حالك على غفلك ان كنت غافل وعلى صدقك ان كنت صادق وعلى كذبك ان كنت كاذب.
واعلم انك لو كذبت على الله عاملك بحلمه ، كيف يعاملك بحلمه؟ يكشف لك نفسك يبين لك حالك من أجل ان تعود الى بابه (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)(سورة النحل) لأ لابد ان يفتنوا ، وبعدين؟ (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) يعني يأتي الإبتلاء لكي يبين لك هل انت صادق او كاذب ، يعني يعاملك بحلمه سبحانه وتعالى ، انت تدعي دعوة انك من أهل الإيمان انك تحب نشر الدين ،تحب تحب ، هذا كله كلام تقوله دعوة هل تأخذ على دعواك ؟لأ، لابد أن يختبروا ، بعد ما يختبروا ينقسموا صادق وكاذب؛
هذه آية 3 في العنكبوت آية 11 في العنكبوت(وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11) المنافقين يعني سينقسموا الى قسمين ، في اول السورة صادق وكاذب ، في آية 11 مؤمن ومنافق ، في اخر آية في هذه السورة العنكبوت(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا[العنكبوت:69]) فعلم طريق الخروج من مثل هذا المجاهدة.
يعني نختم الكلام عن ايم العليم بهذا الكلام ان عامل ربك بقلبك واحذر ان تكون غافلا او كاذبا ، واحرص على ان تجاهد ان تكون صادقا ، يعني ما الطريق الى ان تكو صادق؟ المجاهدة جاهد ، لا هتولد من بطن امك صادق ، ولا هتأتي نفسك في المواقف تلاقي نفسك مباشر ةصادق لأ لابد ان تتنازعك متنازعات لابد ، ثم انت اثبت على مراد الله واعلم انه مطلع على ما قام في قلبك وهو يعاملك بما قام في قلبك فترى العبد قليل الصلاة قليل الصيام لكنه مبارك أينما كان ؛وترى عبد كثير الصلاة وكثير الصيام لكنه ليس بمبارك !
البركة تنزل على قدر ما قام في القلب وهو المطلع سبحانه وتعالى العليم بما قام في قلوب العباد.
على كل حال نكتفي من اسم العليم وننتقل الى اسم اللطيف.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس