الموضوع: شروط المباهلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 27 Sep 2015, 07:24 AM   #8
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: شروط المباهلة



حكم المباهلة:


المباهلة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في حق من أصر على العناد
من أهل الباطل والفساد
وذلك بعد إقامة الحجة والبرهان عليهم.

قال ابن القيم:

(إن السنة في مجادلة أهل الباطل
إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا،
بل أصروا على العناد
أن يدعوهم إلى المباهلة،

وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله،
ولم يقل:
إن ذلك ليس لأمتك من بعدك)([6]).


=========

([6]) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن قيم الجوزية (3/643).

__________________
الأدلة:

أولاً: الكتاب:

1- قال تعالى:


{ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ
خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}

[البقرة: 94-95]


قال الطبري:

(وهذه الآية مما احتج الله بها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره،
وفضح بها أحبارهم وعلماءهم.

وذلك أن الله جل ثناؤه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم
أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم،
فيما كان بينه وبينهم من الخلاف.
كما أمره الله أن يدعو الفريق الآخر من النصارى
- إذ خالفوه في عيسى صلوات الله عليه وجادلوا فيه -
إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة.

وقال لفريق اليهود:

إن كنتم محقين فتمنوا الموت،

فإن ذلك غير ضاركم،
إن كنتم محقين
فيما تدعون من الإيمان
وقرب المنزلة من الله.

بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم،
فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها
وكدر عيشها،
والفوز بجوار الله في جنانه،

إن كان الأمر كما تزعمون:

من أن الدار الآخرة لكم خالصة دوننا.
وإن لم تعطوها علم الناس
أنكم المبطلون
ونحن المحقون في دعوانا،
وانكشف أمرنا وأمركم لهم.

فامتنعت اليهود
من إجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك،
لعلمها أنها تمنت الموت هلكت،
فذهبت دنياها،
وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها.

كما امتنع فريق النصارى
- الذين جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى ،
إذ دعوا إلى المباهلة -
من المباهلة.

فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ولو أن اليهود تمنوا الموت
لماتوا ورأوا مقاعدهم في النار

ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا
))([7]))([8]).



============
([7]) رواه أحمد (1/248) (2225)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6/308) (11061)،
وأبو يعلى (4/471) (2604). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/231):
رجال أبي يعلى رجال الصحيح،
وقال ابن حجر في ((العجاب)) (1/287): إسناده صحيح،
وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (7/872)

([8]) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) (2/361-362)

- وقال تعالى:

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جاءك مِنَ الْعِلْمِ
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
}


[آل عمران: 61]


قال ابن كثير:

({ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ }

أَيْ: نُحْضِرهُمْ فِي حَال الْمُبَاهَلَة،

{ ثُمَّ نَبْتَهِل }

أَيْ: نَلْتَعِن،

{ فَنَجْعَل لَعْنَة اللَّه عَلَى الْكَاذِبِينَ }

أَيْ: مِنَّا وَمِنْكُمْ)([9]).

==========
([9]) ((تفسير القرآن العظيم)) (2/49).





وقال عبد الرحمن السعدي:

( فوصلت به وبهم الحال،
إلى أن أمره الله تعالى أن يباهلهم،
فإنه قد اتضح لهم الحق،
ولكن العناد والتعصب منعاهم منه )([10]).


==========

([10]) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) لعبدالرحمن السعدي (2/49).



 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس