|
رد: شرح " حـــــصن المســـــــــــلـم "
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾ الأحزاب
يعني : اذكروا الله باللسان ، واذكروه في الأحوال كلها ، لأن الإنسان لا يخلو إما أن يكون فى طاعة ، أو في معصية ، أو في نعمة أو في الشدة ، فإذا كان في الطاعة ينبغي أن يذكر الله - تعالى - ويقر بالأخلاص ، يسأل الله القبول والتوفيق ، وإذا كان في المعصيه ، ينبغي أن يذكر الله - تعالى - ويسأله التوبة والمغفرة ، وإذا كان في النعمة ، يذكرة بالشكر ، وإذا كان في الشدة يذكرة بالصبر .
وقيل : " أذكروا الله " ، أثنوا عليه بضروب الثناء ، من التقديس والتمجيد واالتهليل والتكبير ، وما هو أهله ، وأكثروا ذلك .
ويجوز أن يريد بالذكر وإكثار : تكثير الإقبال على العبادة ، فإن كل طاعة ، وكل خير من جملة الذكر .
(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205)) الأعراف
يعني : اقرأ يا محمد إذا كنت إماماً فى نفسك ( تَضَرُّعاً ) ، أي : مستكيناً ، ( وَخِيفَةً ) ، أي : خوفاً من عذابه .
وقال الضحاك : " معناه : أجهر بالقراءة في الصلاة الغداء والمغرب والعشاء " .
( وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) يعني : لا تغفل عن القراءة في الظهر والعصر ، فإنك تخفي القراءة فيهما .
قال الزمخشري - رحمة الله : قال تعالى ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً ) عام في الأذكار من قراءة القرآن ، والدعاء ، والتسبيح ، والتهليل ، وغير ذلك . ( تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) متضرعاً وخائفاً . ( دُونَ الْجَهْرِ ) ومتكلماً كلاماً دون الجهر ، لآن الإخفاء أدخل في الأخلاص ، وأقرب إلى حسن التفكير . ( بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) لشغل هذين الوقتين ، أو أراد الداوم ، معني ( بِالْغُدُوِّ ) بأوقات الغدو ، وهي الغدات .( وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) من الذين يغفلون عن ذكر الله ، ويلهون عنه .
قولة : ( بِالْغُدُوِّ ) ، أي : أول النهار .
قوله : ( الآصَالِ ) ، جمع أصيل ، وهو ما بين العصر إلى المغرب.

|